[هكذا فعل محمد عوامة في طبعته لابن أبي شيبة]
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 11:38 م]ـ
طلب مني بعض الأفاضل أن أضع هذا المقال في منتدى الألوكة فوضعته هناك بناء على طلبه بارك الله فيه وسدد خطاه وجزاه خير الجزاء
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4026
وقد رأيتُ أن أنقله لكم هنا أيضا
فجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 11:39 م]ـ
[هكذا فعل محمد عوامة في طبعته لابن أبي شيبة]
بقلم
عمرو علي
الحلقة الأولى
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد.
كثر الطلب والسؤال على طبعة المدعو محمد عوامة لمصنف ابن أبي شيبة رحمه الله، ولما كان الله عز وجل قد أخذ العهد والميثاق على من علم شيئا من العلم أن لا يكتمه فقد كنت هممتُ بالكتابة في هذا الأمر لكنني كنتُ أتمهل راجيا أن يكفيني غيري هذه المسألة.
ثم تجاذبت مع أحد إخواننا الأفاضل أطراف الموضوع فسألني عن حال الطبعة فأجبتُه بمثال من تعليقات عوامة، فرد عليَّ الفاضل: دعك من تعليقاته نريد المتن كيف حاله؟ فأجبته بمثال من المتن.
فاستحثني الأخ الفاضل على أن أذكر ما أعلمه حول هذه الطبعة.
فأقول وبالله تعالى التوفيق ومنه أستمد العون والسداد:
طلب مني بعض مشايخنا الكرام ممن لهم صلة بكتاب ابن أبي شيبة أن أقوم بالمطابقة بين النسخ المطبوعة من الكتاب، فكانت بين يدي النسخة الهندية القديمة والنسخة المحققة بطبعة الرشد التي أخرجها الشيخ اللحيدان والشيخ الجمعة والتي قدمها الشيخ سعد آل حميد حفظهم الله جميعا حتى وقفت بعد ذلك بواسطة أخ فاضل على طبعة محمد عوامة فطابقت بعضها ولا زلت مع المطبوعتين المذكورتين.
مشكلة طبعة عوامة لا تكمن في أخطائه فالخطأ لا يسلم منه إنسان ولكنها تكمن في فنية واحتراف هذه الأخطاء بحيث يصبح من الصعب اكتشافها إلا بعد المطابقة على أكثر من طبعة مع تخريج الأخبار من مصادر الحديث!
وهنا تكمن المشكلة لأنه لا يتيسر لكل أحد أن يقوم بهذا.
ولولا أن بعض مشايخنا تكرم عليَّ بالتكليف بهذه المطابقة لما قمتُ بها ولا التفتُ إليها لصعوبتها والجهد الذي يُبذل فيها.
وبعد جهد وتدقيق في هذه المطابقة ألقيتُ بطبعة عوامة مستنكرا شاجبا موقنا بأن الرجل لم يحقق شيئا ولم يفعل شيئا، جازما في نفسي بأن السنين الطويلة التي سمعنا بعمله فيها إنما كانت في كتابة الكتاب على الجهاز وتجهيزه للطباعة لا أكثر، مع بعض التحبيشات لزوم الطبع والنشر والدعاوى العريضة التي لا أساس لها من الصحة.
الأخطاء الظاهرة الواضحة يسهل اكتشافها للناظرين في أي كتاب، لكن كما ذكرتُ تكمن مشكلة طبعة عوامة في احترافية الأخطاء وفنيتها بما يخفيها إلا بعد المطابقة على بقية الطبعات أو التخريج للأخبار.
ولم يعطنا عوامة في هوامشه وتعليقاته ما يعين على اكتشاف الخطأ الواقع في الطبعة، ولم يكن دقيقا ولا أمينا أبدا في استعراض ما في النسخ والمطبوعات التي أمامه في حاشية الكتاب ويترك للقارئ مساحة يقدر من خلالها على اكتشاف الخطأ.
بينما يستطيع الناظر في طبعة الرشد بتقديم الشيخ الحميد حفظه الله أن يكتشف الخطأ بل ويمكن للناظر أن يخالف المحققين لهذه الطبعة ويرجِّح خلاف ما رجَّحوه، بمجرد نظره في تعليقاتهم التي استعرضوا فيها ما وقع في النسخ والمطبوعة الهندية، فذكروه كله واختاروا ما بدا لهم فأثبتوه في المتن، على هنات في هذه الاختيارات لا يسلم منها كتاب.
لكن من خلال تعليقاتهم قد نخالفهم ونكتشف الخطأ بسهولة ونعرف من أين جاء الخطأ.
بخلاف ذاك العوامة الذي أخرج لنا كتابا في 26 مجلدا بالخبرة والتعليق والتصحيح والتحقيق من رأس القلم وكأن الدارقطني قد بُعِثَ من جديد ليحقق من رأسه دون اعتماد على مصادر الحديث التي تعينه على اكتشاف الخطأ في النسخ أو في المطبوعات.
ولو أفلح لأسعدنا هذا واستبشرنا خيرا بحافظٍ في زماننا؛ لكنه كما قال القائل: تغيَّر واختلط بأخرة حتى خلط زيدا بعمرو.
¥