تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتابع من قبله على الأخطاء والأوهام ولم يتبين الصواب لأنه لم يكلّف نفسه البحث عن الصواب، وما أظنه أراد الصواب أصلا، فقد غلبه التعصب على ابن أبي شيبة لصالح حنفية عوامة المقيتة، فأنستْهُ الحنفيّة أن يحقق كتاب ابن أبي شيبة، كيف وقد أردفَ هذا برغبة جامحة لنصرة التمشعر المقبوح؟!.

فلما انتهى من كتابة الكتاب على الجهاز فيما يظهر نسي مرة أخرى (ربما لكبر السن) فادعى أنه قد حقّق الكتاب، وأخرجه كذلك.

فواغوثاه.

وحتى يكون الكلام مُدلَّلا عليه بأدلته أذكر بعض الأخطاء الفنية التي وقع فيها والتي يصعب اكتشافها بالنظر بل هناك ما يصعب اكتشافه حتى مع مطابقة مطبوعات الكتاب الثلاثة المذكورة سابقا لاشتراكها في الخطأ!

ومن هذا الباب: ما رواه ابن أبي شيبة في (باب من قال ليس بين العبد وسيده ربا) قال: (حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي سعيد عن ابن عباس: ((أنه كان لا يرى بين العبد وبين سيده ربا)) ... إلخ.

هذا هو الإسناد في الطبعة الهندية: ((عمرو عن أبي سعيد عن ابن عباس))

وقد ورد كذلك في طبعة الرشد (20290)، وتابعهما محمد عوامة (20408).

عندما يأتي أي باحث ماجستير أو دكتوراه للحكم على الإسناد وينظر في التراجم والرجال فيرى هذه الصيغة ((عمرو عن أبي سعيد عن ابن عباس)) إذن سيضعف الخبر بأبي سعيد وهو ابن رافع الحجازي، قال ابن حجر: مقبول.

وهذا الرجل لم يرو عنه حسبما ورد في ترجمته سوى عمرو بن دينار!!.

فالأثر ضعيف والرجل المقصود هنا هو أبو سعيد قطعا في نظر أي باحث بدلالة ما في كتب التراجم وبدلالة اجتماع الطبعة الهندية ومتابعة الرشد لها ثم متابعة محمد عوامة لهما على (أبي سعيد).

لكننا بالنظر في المصنف لعبد الرزاق (14378) وجدنا الخبر كالتالي: ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي معبد مولى بن عباس قال: كان ابن عباس يبيع عبدا له الثمرة قبل أن يبدو صلاحها، وكان يقول: ليس بين العبد وسيده ربا.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10387) وعنده: سفيان عن عمرو عن أبي معبد مولى ابن عباس: أن ابن عباس كان يبيع الثمر من غلامه قبل أن يبدو صلاحه ويقول: ليس بين العبد وبين سيده ربا.

فقوله: ((أبو معبد مولى ابن عباس)) هنا يقطع بأن الذي في مطبوعات ابن أبي شيبة الثلاثة خطأ وأن الصواب (أبو معبد) لا (أبو سعيد) بدلالة قوله: (مولى ابن عباس).

وقد رأيت بعضهم ينقله عن طبعة ابن أبي شيبة بتحقيق كمال يوسف الحوت (4/ 273) وفيه: ((أبو معبد)) على الصحيح، وليست هذه الطبعة تحت يدي الآن لأنظر في صحة هذا النقل عنها.

لكن لو صح لكان هذا مؤيدا لما ورد في مصنف عبد الرزاق وسنن البيهقي.

شبيه بهذا الخطأ في الغموض والخفاء:

ما رواه ابن أبي شيبة في باب (ما جاء في ثمن الكلب): حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن سعيد عن أبي هريرة قال: سمعته يقول: (ثمن الكلب سحت)

زعم محمد عوامة في تحقيقه لكتاب ابن أبي شيبة (11/ 47) أن سعيدا هو ابن المسيب.

وهذا خطأ من المؤكد سيمر على الكثيرين لأنه محتمل في النظر، خاصة مع شهرة سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، فهل يخفى هذا على أحد؟ أو يتردد أحد بالجزم بأنه ابن المسيب وهو مطمئن البال كما فعل عوامة؟!

مع أن المقصود هنا سُعَيد بضم السين وليس سعيدا، وهو سُعَيْد مولى خليفة، ولا دخل لسعيد بن المسيب هنا.

والأثر ذكره البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة سعيد مولى خليفة، ورُوِي مرفوعا وموقوفا، وبعض رواياته عند النسائي وغيره، وقد استعرض الدارقطني رواياته في ((العلل)) (11/ 13) وفيه: ((وسئل عن حديث سعيد مولى خليفة عن أبي هريرة)).

وهذا وإن كان من أخطاء التعليقات لكنه لا يقل خطورة عن الخطأ السابق من جهة الغموض والخفاء وتضعيف الصحيح وتصحيح الضعيف.

ومما اتفقت عليه الطبعات الثلاث أيضا وله معنى يتوهم معه الخطأ فيه والخفاء:

ما رواه ابن أبي شيبة في قول قيس بن أبي حازم: دخلت مع أبي على أبي بكر نعوده وهو مريض فحملنا على فرسين، ورأيت أسماء موسومة اليدين تذب عنه.

فقد ورد في الطبعة الهندية وكذلك ورد في طبعة الرشد (20591) وطبعة عوامة (20709): (موسومة) بالسين من الوسم، مما يجعلها تمر على الأذهان سريعا خاصة عند عدم اليقظة الذهنية اللازمة في الأبحاث.

مع أن الصواب في هذه الكلمة (موشومة) بالشين المنقوطة كما في الطبقات لابن سعد، وغيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير