[ملحوظات على تحقيق فتح المغيث لشيخنا الخضير]
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[23 - 07 - 07, 11:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلاشك أن أفضل طبعات فتح المغيث هي التي بتحقيق شيخنا الدكتور عبدالكريم الخضير وشيخنا الدكتور محمد آل فهيد، ولا تنافسها إلا الطبعة الهندية التي حققها الشيخ علي حسين علي. وقد تشرفت بمراجعة القسم الذي حققه شيخنا الدكتور عبدالكريم الخضير قبل الطباعة النهائية، بتكليف من شيخنا نفسه، فقرأت الكتاب، وقابلت تجارب الطباعة بأصل الشيخ، وكتبت لشيخنا تقريرا مفصلا بملحوظاتي من ثمانية أقسام، وهي:
القسم الأول: تصحيح أوهام وقعت لشيخنا في بعض تعليقاته فيما أرى، وهي قليلة ذكرتها لشيخنا ليرى رأيه فيها، وعددها اثنا عشر.
القسم الثاني: ذكر نقول ونصوص نفى شيخنا الوقوف عليها، أو ذكر أنه لم يجدها، ويسر الله لي الوقوف عليها فوثقتها في مواطنها، وحذفت نفي شيخنا، وعددها ثلاثة عشر.
القسم الثالث: نقول ونصوص ذكرها السخاوي ولم يوثقها شيخنا فوثقتها من مصادرها في مواضعها، وعددها تسعة وثلاثون.
القسم الرابع: ذكر إضافات لبعض تعليقات شيخنا تكمل فائدتها اقترحتها على شيخنا وعددها عشرون.
القسم الخامس: اقتراح تعديل بعض تعليقات شيخنا أو تتميمها، وعددها ثلاثة وأربعون.
القسم السادس: تصويب أخطاء وقعت في الأقواس التي تميز النظم من الشرح، فقمت بتعديلها على الصواب.
القسم السابع: ذكر أخطاء لغوية أو طباعية وقعت في أصل الرسالة، بعضها من شيخنا وبعضها من الناسخ الأول ونقلها الطابع الجديد على ماهي عليه، فعدلتها، وعددها ستة وخمسون.
القسم الثامن: كتب أحال شيخنا على مخطوطاتها في الأصل لأنها لم تكن طبعت في ذلك الوقت، فأحلت على مطبوعاتها، وعددها مائة وتسعة وسبعون، وكتب أحال عليها شيخنا بواسطة كتب وسيطة فأحلت عليها مباشرة وحذفت الوسيطة، وعددها أربعة وثلاثون.
وقد أخذ شيخنا حفظه الله بأكثر ما أشرت عليه به في التقرير، وبقيت أشياء لم أر الناشر قد عدلها، وسأذكر بعضها بين الفينة والأخرى.
فمن ذلك تعليق شيخنا على كلام السخاوي في 1/ 152 في شرحه لبيتي العراقي:
والبغوي إذ قسم المصابحا إلى الصحاح والحسان جانحا
أن الحسان مارووه في السنن رد عليه إذ بها غير الحسن
وذكر السخاوي أن ابن الصلاح والنووي ردا على البغوي ذلك ثم قال:
على أنه قد انتصر التاج التبريزي للبغوي، وقال: إنه لا مشاحة في الاصطلاح، بل تخطئة المرء في اصطلاحه بعيده عن الصواب، والبغوي قد صرح في ابتداء كتابه بقوله: أعني بالصحاح كذا، وبالحسان كذا، وما قال: أراد المحدثون بهما كذا، فلا يرد عليه شيء مما ذكره، خصوصا وقد قال: وما كان فيها من ضعيف أو غريب أشرت إليه وأعرضت عما كان منكرا أو موضوعا.
وأيده شيخنا بحكمه في قسم الحسان بصحة بعض أحاديثه تارة إما نقلا عن الترمذي أو غيره، وضعفه أخرى بحسب ما يظهر له من ذلك، إذ لو أراد بالحسان الاصطلاح العام مانوعه.
فعلق الشيخ عبدالكريم الخضير على مانقله السخاوي عن شيخه ابن حجر قائلا:
مثال ذلك [أي التصحيح] حديث ابن عباس في الخضاب بالسواد، صححه الحافظ ابن حجر في حين أن الحديث من قسم الحسان عند البغوي.
مثال ذلك [أي التضعيف] حديث ابن عباس أيضا "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة والقدرية" ضعفه الحافظ ابن حجر في حين أن البغوي جعله من الحسان.
هكذا علق شيخنا الدكتور عبدالكريم، وكنت كتبت في التقرير الذي سلمته لشيخنا مايلي:
ذكرتم ياشيخنا في الحاشية مثالا من قسم الحسان، وقد صححه ابن حجر، وآخر من الحسان وقد ضعفه ابن حجر، فجعلتم التصحيح والتضعيف اللذين أشار إليهما الشارح راجعين إلى ابن حجر مع أن المقصود منهما البغوي نفسه، ودليل ذلك قول ابن حجر في النكت 1/ 446: ومما يشهد لصحة كونه أراد بقوله الحسان اصطلاحا خاصا له أنه يقول في مواضع من قسم الحسان: هذا صحيح، تارة، وهذا ضعيف، تارة بحسب مايظهر له من ذلك، ولو كان أراد بالحسان الاصطلاح العام مانوعه في كتابه إلى الأنواع الثلاثة. انتهى.
فالذي أراه أن يحذف المثالان المذكوران، ويوضع مكانهما مثال من قسم الحسان نقل البغوي تصحيحه أو صححه، وآخر منه نقل تضعيفه أوضعفه، فهذا مراد الشارح وابن حجر فيما يظهر.
مثال ماذكره في قسم الحسان وصححه حديث عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. قال البغوي عقبه: صحيح. (مصابيح السنة 1/ 382 ح 743)
ومثال ماذكره في قسم الحسان، وضعفه حديث بلال رضي الله عنه قال: " لا تثوبن في شيء من الصلاة إلا في صلاة الفجر" قال البغوي عقبه: ضعيف. (مصابيح السنة 1/ 270 ح 448).
¥