تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأصل رسالة شيخنا لم يستعمل في هوامشها الأقواس لكن طابع التجارب وضع أقواسا من عنده وتوسع في استعمال الأقواس حتى وضعها على غير الكتب مثل: " تدليس ابن عيينة"، كان سهلا "حسن الأخلاق"، وفي "سند الطبري" وكل هذا لامعنى لاستعمال الأقواس فيه، وربما استعملها بطريقة يترتب عليها خطأ في المعنى فقد تكرر منه "سؤالات الحاكم" للدارقطني، فحذفت الأقواس التي لاداعي لها.

واقترحت على شيخنا في مقدمة التقرير أمرين:

الأول: إثبات نص أبيات الألفية فكثير من مواضع الشرح لايفهم إلا بعد قراءة النظم، وكل الطبعات لمثل هذه الشروح يثبت فيها نص المتن المشروح لتكتمل الفائدة، فعلى الأقل تثبت الأبيات في الحاشية قبل بدء كل فصل أو في نهايته أو يكتب متن الألفية كاملا آخر الكتاب ويكتب أمام أوآخر كل بيت رقم الصفحة التي شرح فيها.

وقد أخذ الشيخ بهذا فوضع متن الألفية كاملا في أول الكتاب.

الآخر: ضبط كلمات الشرح ضبطا كاملا كما فعل طارق عوض الله في تدريب الراوي إذ ضبطه ضبطا كاملا مع أن تدريب الراوي لايحتاج إلى ذلك الضبط لسهولة عبارة السيوطي ووضوحها أما فتح المغيث فطالب العلم القارىء فيه في حاجة ماسة لضبطه لأن عبارة السخاوي فيها صعوبة، وفي بعضها تعقيد، وربما فصل بين المبتدأ والخبر أو الشرط والجواب بعدة أسطر ويكثر من الجمل الاعتراضية إلى آخر ماتعرفونه. ولا شك أن هذا يؤثر في فهم النص فلو ضبط ضبطا كاملا لكان في ذلك أعظم خدمة للكتاب وتقريبه لفهم طلبة العلم.

وبعد أن انتهيت من المراجعة بحسب ماتيسر لي في الأشهر الثلاثة بعثت بالتقرير مع أصل الرسالة وتجارب الطبع إلى فضيلة شيخنا مع أحد تلاميذه في جمادى الأولى 1424، ولم يصلني أي رد من شيخنا حفظه الله، وتعجبت لذلك، وخشيت أن يكون في التقرير شيء أغضب شيخنا. وبعد نحو سنة هاتفني ذلك الأخ تلميذ شيخنا ليكلمني في موضوع آخر فسألته عن التقرير: هل اطلع عليه شيخنا؟ فقال: نعم وأثنى عليه. وبعد نشر الكتاب جاءني الأخ المذكور بنسخة من الكتاب هدية من الناشر بتوجيه من شيخنا. فتتبعت المواطن التي تضمنها التقرير فوجدت أن الطبعة شملت أغلب مافي التقرير من الاقتراحات والتعديلات، ولله الحمد. وبقيت مواضع قليلة لم يؤخذ بها بماأشرت به فيها فأحببت أن أعرضها على إخواني طلبة العلم من باب تدارس وتذاكر فتح المغيث وتحقيقه، فأعرض وجهة نظري، ويعرض الإخوة وجهات نظرهم، فيحصل تواصل وتذاكر وتدراس كما حدث، ولم أذكر ماصحح وعدل وإنما ذكرت ما لم يؤخذ به من اقتراحات من باب الفائدة، وليس من باب نقد عمل شيخنا وتخطئته فأغلب ماذكرته من باب الاستحسان ومراعاة الأولى في نظري، وتتميم الفائدة. لكن الأخ أحمد اليوسف ذكر أن الشيخ تضايق من هذا، وهذا أمر عجيب حقا فلم أرد إلا الخير وخدمة العلم وأهله، لكن مادام الأمر كذلك فسأتوقف عن المتابعة مراعاة لخاطر شيخنا الكريم. ومن رغب في الحصول على نسخة من التقرير للفائدة فليرسل من يأخذه مني، وأسأل الله لي ولشيخي ولإخواني التوفيق والسداد.

ـ[ماهر]ــــــــ[26 - 07 - 07, 03:50 م]ـ

جزاك الله خيراً يا دكتور بسام بن عبد الله العطاوي على هذا العلم والأدب الجم، وفيما ذكرت فوائد وعوائد قيمة - وليس في ذلك أيُّ مخالفة، بل هذا من التجرد لدين الله، ونحن أحوج ما نكون إلى الترفع عن حظوظ النفس والتعصب لمشايخنا، خدمة لدين الله.

وكان أحد الأخوة كتب مقالاً في نقد أحد كتب الشيخ صبحي السامرائي - وكان النقد علمياً- فلم يرق لبعض الأخوان ذلك فكتبت مقالاً طويلاً كان منه .......... والسامرائي له فضلٌ كبير عليَّ، وقد أفدت منه كثيراً؛ فأسأل الله أنْ يحسن عاقبتنا وإياه في الأمور كلها وأنْ يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

ومما أذكره أنا لما كنت في مرحلة الإعدادية بقيت ثلاث سنوات اتصل مع الشيخ صبحي وأهاتفه؛ فأسأله وأرسل له الرسائل الخطية؛ فيجيبني بخطه المجود، وكان يقول لي دائماً: ((أي شيء تريده من كتب أو مخطوطات أرسله لك)) كل ذلك قبل أنْ يراني فلما تتلمذت عليه في المرحلة الأولى من الجامعة حباني وقربني كثيراً، وفتح لي مكتبته ومخطوطاته؛ فجزاه الله من خيري الدنيا والآخرة.

وحبنا لمشايخنا ومَنْ لهم فضلٌ علينا شيءٌ وحبنا لسنة نبينا شيءٌ أكبر وأعظم وأعز على قلوبنا فالني صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم.

ثم من الله علينا بالتتلمذ على يد المحقق الكبير الدكتور بشار عواد معروف في سنتين مغمورتين بالفوائد والعوائد، وكان يفيدني فوائد كثيرة ويعلمني كثيراً، ولما قابلنا كتاب " تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف " للمزي – رحمه الله تعالى - كنت أنا أمسك المخطوط وهو يمسك المطبوع المنضد، وكان يضبط لي الأسماء بلسانه ويعاود لي ضبطها حتى أعقلها، وكان يعلمني العلل وصنعة الحديث، ويعلمني أحوال الرجال وطرائق الجرح والتعديل؛ فجزاه الله من خيري الدنيا والآخرة، وأسأل الله أن يحسن عاقبتي وإياه في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

لكني لما رأيت أن الواجب الديني يحتم عليَّ نقد كتابه " تحرير تقريب التهذيب " قدمت ذلك الواجب على كل عاطفة ووقت وراحة حتى بذلت أصعب الشهور والساعات والأوقات فألفت كتابي " كشف الإيهام لما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام " وبذلت من الجهد ما الله وحده به عليم.

إذن تصحيح الكتب وبيان أخطائها بالعلم والدليل والأدب جادة مسلوكة وطريقة معلومة، ولو لم نذب عن الدين فمن إذن؟ على تأكيدي بأن يكون ذلك ضمن الضوابط الشرعية وأن يكون مقيداً بالمصلحة الشرعية.

إذن فمقال الدكتور بسام مقال محرر نافع لا إشكال فيه ولا اعتراض عليه، ويظهر من مناقشاته تمكنه في هذه الصنعة.

وأنا شخصياً أفرح بمن ينقد كتبي ويبين خطأها مع الالتزام الشرعي خدمة الدين ونصحاً لسنة سيد المرسلين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير