[تعقب لطيف لوهم فاضل في كتاب " معجم شيوخ الطبري "]
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[28 - 07 - 07, 01:03 ص]ـ
إخواني الأفاضل: مشرفي وأعضاء هذا الملتقى المبارك بإذن الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا تعقب لطيف خفيف على ملحوظة صغيرة وقفت عليها عندما كنت ارجع إلى كتاب " معجم شيوخ الطبري " للأخ الفاضل: أكرم بن محمد الفالوجي ـ حفظة الله ورعاه ـ لمناسبة عرضت.
وقبل أن ابدأ بذكر الملحوظة والتعقب لا بد من الإشادة بالجهد الكبير الذي قام به الأخ الفاضل: أكرم الفالوجي، فقد اتعب نفسه واستقصى ما استطاع وأفاد، والكتاب أصبح بحمد الله من المراجع التي لا ينبغي أن يستغني عنها طالب حديث لأنه ييسر عليه البحث في تراجم شيوخ الطبري ـ رحمه الله ـ
أما الملحوظة التي وقفت عليها في ص 210 رقم الترجمة 96
قال ـ حفظه الله ـ: أبو الربيع العنبري هو الحسن بن يحيى بن كثير العنبري المصيصي
وذكر أول موطن ذكره ابن جرير في تفسيره هو رقم: 169
وذكر أن له 1067 رواية عن 3 شيوخ فقط.
وذكر شيوخه وأماكن رواياتهم في كتب الطبري وهم:
جعفر بن سليمان (موطن وجوده في تفسير الطبري رقم 19091)
وعبد الرزاق بن همام (وذكر مواطن وجوده في كتب الطبري وهي كثيرة جدا)
وعبد الله بن عيسى الجندي ـ قال: والصحيح أن بينهما عبد الرزاق ـ وذكر موطن وجوده في تفسير الطبري رقم 25691.
وأبي عامر العقدي (وذكر موطن وجوده في تاريخ الطبري مواطن عدة)
ثم قال: روى عنه:
أحمد بن عبد الله البزاز التستري (المعجم الكبير للطبراني (1/ 213 / 578)
وأحمد بن يحيى بن زهير التستري (المعجم الأوسط (2/ 341 / 2167)
والحسين بن إسماعيل المحاملي (سنن البيهقي (1/ 192 / 877)
وأبو بكر أحمد بن عمرو البزار (مسند البزار 1/ 128 / 58)
ثم قال: التعديل والتجريح: تراوحت أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه بين كونه: لا بأس به، ولا شيء، خفيف الدماغ، وبكاء من البكائين.
وذكر مراجع الترجمة ومنها: فهارس رجال تفسير الطبري للأخ علوي السقاف.
قلت: ومن هذا المرجع أتي الرجل!
فما الخطأ يا ترى؟
الملحوظة الأولى: الرجل المترجم آخر وليس هو شيخ الطبري هنا
الملحوظة الثانية: ليس من الرجال الذين يسمون بالحسن بن يحيى من يكنى بأبي الربيع حتى من ترجم له. وهو الحسن بن يحيى بن كثير لم يذكروا له كنية.
الملحوظة الثالثة: الحسن بن يحيى لا يروي عن جعفر بن سليمان ـ بينهما سقط سيتضح عند الردود على الملحوظات.
الملحوظة الرابعة: تلاميذ الحسن بن يحيى الذين ذكرهم ليسوا من تلاميذ صاحبنا ما عدا واحد فقط وهو المحاملي بل وليس من تلاميذ صاحبه الذي ترجم له بل هو من تلاميذ رجل ثالث سيتضح لنا عند النظر في الردود.
الردود على الملحوظات:
الأولى والثانية: الحسن بن يحيى المقصود هنا هو الحسن بن يحيى بن الجعد بن نشيط العبدي أبو علي بن أبي الربيع الجرجاني، سكن بغداد
من هنا أتي الرجل فقال أبو الربيع وإنما هو ابن أبي الربيع فأخطأ السقاف في ذلك وتبعه الأخ الفاضل ـ غفر الله له ـ
أما كيف عرفت أنه الجرجاني وليس المصيصي فهو المشهور بالرواية عنه، حتى قال عنه السهمي صاحب تاريخ جرجان: والحسن بن أبي الربيع أشهر من أن يعرف من كثرة روايته وانتشار اسمه وكثرة الرواة عنه في الدنيا لا يمكن ضبطها، روى عن عبد الرزاق " وكذلك قال الذهبي أنه صاحب رحلة.
انظر ذكر أشهر شيوخه وهو عبد الرزاق وكثرة الرواة عنه وكثرة حديثه، وعند الإهمال تحمل الترجمة على الأشهر منهما. ولا شك أن الجرجاني أشهر من المصيصي بكثير، بالنظر إلى تلاميذ كل منهما. بل أن من ضمن المشايخ الذي يروي عنهم الحسن بن يحيى ذكر الفاضل: أبو عامر العقدي، وأبو عامر العقدي من شيوخ الجرجاني وليس من شيوخ المصيصي.
بل إني أظن أن ذكر رواية المصيصي عن عبد الرزاق خطأ فالمشهور بالرواية عنه هو الجرجاني أما المصيصي فبالنظر إلى شيوخه يرى أنه لم يرحل والله أعلم.
الملحوظة الثالثة: قال أنه روى عن جعفر بن سليمان
بالرجوع إلى الحديث الذي أخرجه الطبري عن الحسن بن يحيى أنا جعفر بن سليمان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: رأى يعقوب عاضا على يده
، وجدنا الحديث نفسه في تفسير عبد الرزاق (2: 321) عن جعفر بن سليمان به وتفسير عبد الرزاق من رواية الحسن بن يحيى.
وفي ترجمة الحسن بن يحيى الجرجاني وجدنا أنه لا يروي عن جعفر بن سليمان ولا كذلك المصيصي يروي عنه، فاتضح أن في تفسير الطبري سقط رجل.
صوابه: ثنا الحسن بن يحي ثنا عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان به. فليصوب ما قي تفسير الطبري.
أما الرابعة:
أما التلاميذ المزعومين فأحمد بن عبد الله البزاز التستري، وكذلك أحمد بن يحيى بن زهير التستري وكذلك البزار فكلهم يروي عن الحسن بن يحيى بن هشام الرزي أبو علي البصري فانظر بهذيب الكمال (6: 337) والغريب والعجيب أنه كذلك في الكتب التي عزى لها وهي الطبراني الكبير والأوسط والبزار كتوب الأرزي فكيف لم ينتبه لها.
سبحان من لا يسهو ولا يخطأ.
فأقول للأخ الفاضل: الفالوجي، عليك بمراجعة الكتاب مرة أخرى بتمعن أكثر قلعلك تجد ملاحوظات أكثر. زخاصة أنك أجهدت نفسك ومن معك من أبنائك في هذا العمل الجليل ,
وفق الله الجميع لمرضاته.
¥