تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه (2/ 390) في كتاب فرض الخمس لذلك بابا قال فيه: باب ماذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه ومااستعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته، ومن شعره ونعله وآنيته مماتبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته.

وفي صحيح مسلم 4/ 1641أن أسماء بنت أبي بكر أخرجت جبة طيالسة، وقالت: هذه كانت عند

عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها.

وفي صحيح البخاري برقم 5446 عن عثمان بن عبدالله بن موهب قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء ... فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبه. فاطلعتُ في الجلجل فرأيت شعرات حمرا. قال ابن حجر: والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة، فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه، وتعيده، فيشربه صاحب الإناء أو يغتسل به استشفاء بها فتحصل له بركتها. (فتح الباري 10/ 353)

وفي صحيح البخاري 1/ 50 عن ابن سيرين قال: قلت لعبيدة: عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، أصبناه من قِبَل أنس أو من قبل أهل أنس فقال: لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا ومافيها.

وفي صحيح البخاري 6/ 252 أن سهل بن سعد رضي الله عنه سقى النبي صلى الله عليه وسلم

وأصحابه، بقدح.قال أبوحازم: فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه، قال: ثم استوهبه عمر

ابن عبدالعزيز بعد ذلك فوهبه له.

إلى آخر آثار أخرى عن الصحابة والتابعين في تبركهم بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها الدكتور الجديع في كتابه التبرك أنواعه وأحكامه /251، والدكتور علي العلياني في كتابه

التبرك المشروع والتبرك الممنوع/26،وهو من مراجع المؤلف في هذا الكتاب بل في هذا المبحث، وقد أحال عليه في ص 208.

وقد عقد ابن الجوزي بابا في مناقب الإمام أحمد لذكر تبركه واستشفائه بالقرآن وماء زمزم وشعر

الرسول، وقصعته، ثم روى بسنده عن عبدالله بن الإمام أحمد قال: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر

النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه ويقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه ويغمسهافي الماء، ثم يشربه يستشفي به ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها. (مناقب الإمام أحمد/255)

والحاصل أن قول المؤلف: ولذا لم ينقل لنا عن أحد من السلف الصالح أنه تبرك بشيء من آثاره بعد مماته صلى الله عليه وسلم غير صحيح إطلاقا، وهو مخالف للواقع.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بآثاره في حياته، وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الآثار، كما كان عند أم سلمة رضي الله عنها جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم يستشفي بها المرضى، فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم أعطته الماء. (مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/ 107)

وقال الدكتور ناصر الجديع: ولهذا فإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم

تبركوا بذاته عليه الصلاة والسلام، وبآثاره الحسية المنفصلة منه صلى الله عليه وسلم في حياته وأقرهم صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولم ينكر عليهم، ثم إنهم رضي الله عنهم تبركوا

ومن بعدهم من سلف هذه الأمة الصالح بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، مما يدل على مشروعية هذا التبرك. (التبرك للجديع/244)

وقال الألباني رحمه الله: إننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره.

(التوسل للألباني /161)

تنبيه: لعل المؤلف تبع فيماذكره الشيخ صالح الفوزان فقد قال في كتابه الإرشاد/306: وأما ماكان الصحابة يفعلونه من التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وريقه وماانفصل من جسمه فذلك خاص به صلى الله عليه وسلم في حال حياته.

لكن الشيخ الفوزان استدرك ذلك في كتابه عقيدة التوحيد /235 فقال: وأما ماكان الصحابة يفعلونه من التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وريقه وماانفصل من جسمه فذلك خاص به. وحذف كلمة في حال حياته.


وقال المؤلف ص 205 في النوع الثالث من وسائل الشرك المنافية للتوحيد أو كماله، وهو الغلو في
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير