واضح أن هذه الكلمات تجعل الطالب في وعي علمى وشعور متوازن في موقفه من المسلمين المتقدين الذين هم في الحقيقة المثل الأعلى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدوة لمن بعدهم من المسلمين في الولاء والبراء والعلم والعمل. سيما أن المؤلف بعد هذا كله يتحدث عن كرامات الأولياء، وأنه بعد ذلك أكد ووجوب اتباع الآيات القرآنية والسنن المصطفوية والأثار السلفية. أبغير هذا ينبني الدين علما وعملا؟ كلا! فلم لا تلقى هذه المبادئ على الطلبة؟ وفي الحديث النبوي الذي معكم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). فإذا كان الفقه في فروع الدين مهم، فالفقه في مبادئه ومناهجه أهم ولا شك!
وليس المؤلف يقف عند هذا، بل أتبع ذلك البيان بتأكيد أصول الوعي بالواقع، وهي مبادئ الدعوة والمعاملات والآداب والأخلاق ما هو جميل جميل يناسب كل طالب ولا ريب. بل ما أحوج الدارسين المتقدمين إلى أمثال هذه التوجيهات؟! قال رحمه الله:
ثُمَّ هُم مَّعَ هّذِهِ الأُصُولِ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَونَ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ: وَيَرَوْنَ إِقَامَةَ الْحَجِّ وَالْجِهَادِ وَالْجُمَعِ وَالأَعْيَادِ مَعَ الأُمَرَاءِ أَبْرَارًا كَانُوا أَوْ فُجَّارًا، وَيُحَافِظُونَ عَلَى الْجَمَاعَاتِ. وَيَدِينُونَ بِالنَّصِيحَةِ للأُمَّةِ، ...... وَيَأْمُرُونَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ. وَيَدْعُونَ إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَمَحَاسِنِ الأَعْمَالِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا). وَيَنْدُبُونَ إِلَى أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ. وَيَأْمُرُونَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالإِحْسِانِ إلَى الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ، وَالرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ. وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفَخْرِ، وَالْخُيَلاءِ، وَالْبَغْيِ، وَالاسْتِطَالَةِ عَلَى الْخَلْقِ بِحَقٍّ أَوْ بِغَيْرِ حَقٍّ. وَيَأْمُرُونَ بِمَعَالِي الأَخْلاَقِ، َوَيَنْهَوْنَ عَنْ سَفْسَاِفِهَا. وَكُلُّ مَا يَقُولُونَهُ وَيَفْعَلُونَهُ مِنْ هَذَا وَغَيْرِهِ؛ فَإِنَّمَا هُمْ فِيهِ مُتَّبِعُونَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَطَرِيقَتُهُمْ هِيَ دِينُ الإسْلاَمِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ مُحَمَّدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ...... وَفِيهِمُ الصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحُونَ، وَمِنْهُمُ أَعْلامُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الدُّجَى، أُولو الْمَنَاقِبِ الْمَأْثُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَذْكُورَةِ، وَفِيهِمُ الأَبْدَالُ، وَفِيهِمُ أَئِمَّةُ الدِّينِ، الَّذِينَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ، وَهُمُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةً، لاَ يَضُرُّهُم مَّنْ خَالَفَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَذَلَهُمْ؛ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ)، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ وَأَنْ لاَ يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا، وَأَنْ يَهَبَ لَنَا مِن لَّدُنْهُ رَحْمَةً إِنَّهُ هُوَ الوَهَّابُ. وَاللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. .
فأين هذا الذي تعدونه "ليس بالأنفع للطلبة" ... ؟ نرجو التوضيح أكثر!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - 11 - 07, 01:21 ص]ـ
وأما التمثيل بمسألة الطلاق الثلاث، فليس بشئ، لأن معيار القبول فيه - عند كل من له دراية بهذا الأمر - ليس كونه من أقوال (لا أقول مفردات) شيخ الإسلام. بل لكون هذا القول من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة خليفته الصديق رضي الله عنه، بل وصدر من خلافة الفاروق رضي الله عنه. فأين هذا من الوصف بالشذوذ. . .؟! والله لا أفهم.
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 11:24 م]ـ
يمكن فتح موضوع أدق وهو الدعوة السلفية المعاصرة وفكر ابن تيمية، لأن ثمة فرق بين ما طرحه ابن تيمية والدعوة السلفية المعاصرة نعم يلتقيان ويفترقان لمن يحب المواصلة بالموضوع انا مستعد فهذا الموضوع هو الذي يحمل ثمرة تفضي للإصلاح حسب نظري القاصر
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[07 - 12 - 07, 11:51 م]ـ
سؤال:
أين نجد هذا الكتاب وما هي الدار التي طبعته؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 02:00 ص]ـ
الكتاب مطبوع بدار البخاري.
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[16 - 12 - 07, 10:39 م]ـ
الكتاب يباع الآن في مكتبة التدمرية بالرياض وقيمته تسعة ريالات وهو في 143 صفحة
¥