وروى عبدالرزاق في مصنفه برقم 6726بسنده عن الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم أنه رأى قوما عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم
تبلغني".
وقال سهيل بن أبي سهيل: رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى فقال: هلم إلى العشاء. فقلت: لا أريده. فقال: مالي رأيتك عند القبر؟. فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: إذا دخلت المسجد فسلم، ثم ذكر الحديث المتقدم ثم قال له: ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء. رواه سعيد ابن منصور. (اقتضاء الصراط المستقيم /322)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وفي هذا الحديث أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تبلغه ممن يكون بالمدينة أو بالأندلس سواء بسواء. ومن هنا نعلم ضلال بعض الناس حين يذهب أناس إلى المدينة فيقول له: سلم لي على رسول الله صلى الله عليه وسلموكأنه حي يبلغه السلام، وهذا خطأ؛ لأنه إذا قال: سلم لي يقصد أن يوكله في السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه توكيل في طاعة لم يرد التوكيل فيها، وإن أراد أن ينقل سلامه فنقول: نقل الملائكة لسلامه أشد طمأنينة وأشد أمانا.
(تعليقات الشيخ ابن عثيمين على اقتضاء الصراط المستقيم ص448)
وعلى قول من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم، يسمع سلام من سلم عليه عند قبره،
فهل هذا يصدق على من يسلم عليه عند قبره في الوضع الحالي؟، لأن من يسلم عليه الآن يسلم عليه من خلف الشبك، وبين الشبك والقبر مسافة وجداران آخران أو ثلاثة.
قال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله: ثلاثة جدران بينك وبين النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلمت عليه من الخارج، يعني خلف الشبك.وإن كانت هذه الجدران الثلاثة متقاربة يسمع النبي صلى الله عليه وسلمالسلام عليه، وأما إذا لم تكن متقاربة لم يسمع السلام عليه بل يبلغه الملك كما جاء في الحديث.المجموع في ترجمة الشيخ حماد الأنصاري لولده عبدالأول 2/ 766.
وقد نبه على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فبين أن من العلماء من ذكر أن من سلم علىالنبي في المسجد لا يصدق عليه أنه سلم عليه عند قبره، فهذا لا يصدق إلا على من دخل الحجرة الشريفة وسلم عليه،أما السلام، عليه في المسجد فهو كالأنواع الأخرى من السلام عليه كالسلام عليه في الصلاة، وعند دخول المسجد والخروج منه.
انظر الإخنائية بتحقيق العنزي ص 254.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وقال عمرو خالد ص 120: يجب عليك أن تسأل نفسك: هل سيكون لقائي برسول الله صلى الله عليه وسلمباردا، وعاطفتي فاترة؟، هل ستقول السلام عليكم يارسول الله، وتذهب وفقط؟
وهل صلتي برسول الله مجرد أمر روتيني لاستكمال العمرة أو الحج ... ولك أن تتخيل نفسك وأنت واقف أمام النبي صلى الله عليه وسلم واسأل نفسك: هل سيفرح بي الرسول أم لا؟.والحقيقة أننا يجب أن نحسب حسابا لهذه الفرحة، فكيف بنا ونحن لم نفعل ما يجعل رسول الله يحتفي ويسر بزيارتنا له حيث إننا لا نعرف شيئا عن سنته أو سيرته.
أقول: الفعل الذي رأى عمرو خالد أنه قليل هو ماثبت عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمر
رضي الله عنهما أنه كان يفعله، فقد ثبت عنه في الموطأ ومصنف عبدالرزاق وابن أبي شيبة وغيرها أنه كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليك يارسول الله، السلام عليك ياأبابكر، السلام عليك ياأبتاه.قال عبيدالله بن عمر تلميذ نافع مولى ابن عمر: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك إلا ابن عمر.وفي رواية: ثم يأخذ وجهه.يعني أنه ينصرف بعد أن يسلم كما تقدم.
وأما ماأشار إليه من أن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لاستكمال العمرة أو الحج فغير صحيح إطلاقا فلا ترتبط الزيارة بشيء من مناسك الحج أو العمرة.
وأما حديث " من حج ولم يزرني فقد جفاني " فهو حديث موضوع كما بين العلماء، كابن تيمية والذهبي والألباني وغيرهم.
وكذلك ما ذكره من فرح النبي صلى الله عليه وسلم بزائره وسروره به فكله كلام باطل لا أصل له في السنة.
¥