تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لا يعلم أحدا رخص في قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم دائما للصلاة والسلام؛ لأن ذلك من اتخاذه عيدا، قال: وأيضا فإن ذلك بدعة فقد كان المهاجرون والأنصار على عهد أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم يجيئون إلى المسجد كل يوم خمس مرات يصلون، ولم يكونوا يأتون مع ذلك إلى القبر يسلمون عليه، لعلمهم رضي الله عنهم بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرهه من ذلك، وما نهاهم عنه.

اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 241.

وقال أيضا: وكان أصحابه خير القرون، وهم أعلم الأمة بسنته، وأطوع لأمره، وكانوا إذا دخلوا مسجده لا يذهب أحد منهم إلى قبره لا من داخل الحجرة ولا من خارجها، وكانت الحجرة في زمانهم يدخل إليها من الباب إذ كانت عائشة رضي الله عنها فيها، وبعد ذلك إلى أن بني الحائط الآخر،وهم مع ذلك التمكن من الوصول إلى قبره لا يدخلون إليه لا لسلام، ولا لصلاة عليه، ولا لدعاء لأنفسهم، ولا لسؤال عن حديث أو علم.

مجموع الفتاوى 27/ 387

وقال أيضا: ولم يكن الصحابة يدخلون إلى القبر، ولا يقفون عنده خارجا مع أنهم يدخلون مسجده

ليلا ونهارا ..... وكانوا يقدمون من الأسفار للاجتماع بالخلفاء الراشدين وغير ذلك فيصلون في مسجده، ويسلمون عليه في الصلاة، وعند دخول المسجد والخروج منه، ولا يأتون القبر؛ إذ كان هذا عندهم مما لم يأمرهم به، ولم يسنه لهم، وإنما أمرهم وسن لهم الصلاة والسلام عليه في الصلاة، وعند دخولهم المساجد وغير ذلك.ولكن ابن عمر كان يأتيه فيسلم عليه وعلى صاحبيه عند قدومه من السفر.وقد يكون فعله غير ابن عمر أيضا.فلهذا رأى من رأى من العلماء هذا جائزا اقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم.وابن عمر كان يسلم ثم ينصرف ولا يقف ... ولم يكن جمهور الصحابة يفعلون كما فعل ابن عمر بل كان الخلفاء وغيرهم يسافرون للحج وغيره ويرجعون ولا يفعلون ذلك؛ إذ لم يكن هذا عندهم سنة سنها لهم، وكذلك أزواجه كن على عهد الخلفاء وبعدهم يسافرن إلى الحج ثم ترجع كل واحدة إلى بيتها كما وصاهن بذلك.وكانت أمداد اليمن على

عهد أبي بكر الصديق وعمر يأتون أفواجا من اليمن للجهاد في سبيل الله، ويصلون خلف أبي بكر وعمر في مسجده، ولا يدخل أحد منهم إلى داخل الحجرة، ولا يقف في المسجد خارجا لا لدعاء ولا لصلاة وسلام ولا غير ذلك، وكانوا عالمين بسنته كما علمتهم الصحابة والتابعون.

مجموع الفتاوى 27/ 400.

وقال أيضا رحمه الله تعالى: فلم تكن الصحابة بالمدينة يزورون قبره صلى الله عليه وسلم

لا من المسجد خارج الحجرة ولا داخل الحجرة، ولا كانوا أيضا يأتون من بيوتهم لمجرد

زيارة قبره، بل هذا من البدع التي أنكرها الأئمة والعلماء (الإخنائية ص 273).


وقال عمرو خالد ص 122: ياأخي القارىء قف أمام النبي صلى الله عليه وسلم وكلمه وقل له كل مايجول في صدرك من أحاسيس، وعبر له عن صدق حبك له، وقل
له أنك تحاول أن تهتدي بسنته، وأنك بعيد عن أقواله وأفعاله، وعاهده على أنك ستوثق الصلة بحبه وسنته، وأن علاقتك به ستكون مختلفة من اليوم.
أقول: ماذكره بدعة من البدع المنكرة التي لا أصل لها في السنة ولا في عمل السلف الصالح من
الصحابة وتابعيهم بإحسان، وإنما هو من اتخاذ قبره عيدا الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم، وحذر منه كما تقدم.
قال الشيخ ابن عثيمين: ولا ينبغي إطالة الوقوف والدعاء عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فقد كرهه مالك، وقال: هو بدعة لم يفعلها السلف، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ماأصلح أولها.
مناسك الحج والعمرة ص 108.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
وقال عمرو خالدص 123: بعد ذلك اجعل قبر النبي وأصحابه خلف ظهرك، وتوجه إلى الله بالدعاء،
فالدعاء مستجاب في هذا المكان.
أقول: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} فأين الدليل على أن الدعاء مستجاب في ذلك المكان؟
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير