قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قول القائل إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين قول ليس له أصل في كتاب الله، ولا سنة رسوله، ولا قاله أحد من الصحابة، ولا التابعين لهم بإحسان، ولا أحدمن أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في الدين ... ولم يكن في الصحابة والتابعين والأئمة والمشايخ المتقدمين من يقول: إن الدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والصالحين لا مطلقا ولا معينا.
مجموع الفتاوى 27/ 115
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
وقال عمرو خالد ص 126: ومن الأمور التي أحب أن ألفت النظر إليها هو الدخول من باب يسمى باب جبريل، وهو الباب الذي دخل منه سيدنا جبريل عندما جاء يعلم الناس أمور دينهم.
أقول: أما استحباب الدخول من باب جبريل فليس عليه دليل صحيح، وإن ذكره بعض متأخري الشافعية وأما باب جبريل فلم يعرف بهذا الاسم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.وقد ذكر عدد ممن ألف في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للمسجد ثلاثة أبواب. قال صاحب السيرة الحلبية في 2/ 79: وجعل له ثلاثة أبواب: باب في مؤخره، والباب الذي يقال له باب عاتكة، وكان يقال له باب الرحمة، والباب الذي يقال له الآن باب جبريل، وهو الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال له باب عثمان لأنه كان يلي دار عثمان.
وذكر نحو هذا الشيخ محمد بن عبدالوهاب في مختصر السيرة ص97.
وهناك من العلماء كابن العربي من ذكر أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن له أبواب في عهده، وأن الأبواب اتخذت بعده
انظر أحكام القرآن لابن العربي 4/ 1869.والقول الأول أصح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
وقال عمرو خالد ص 126: كما يجب عليك أن تبكر لصلاة الفجر في المسجد النبوي.
وقال في ص 127: وفي المدينة يجب أن تلتزم السنة في المأكل والمشرب والركوب والنوم، وفي كل شيء كان للرسول فيه فعل أو قول أو إقرار.
أقول: التبكير إلى المسجد سنة، ولم يقل أحد بوجوبها لا في المسجد النبوي ولا غيره.وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة، وعليكم بالسكينة والوقار ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، ومافاتكم فأتموا" متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يخاطب أصحابه في المدينة، ولم يقل: يجب عليكم أن تبكروا إلى مسجدي، وإن كان حث على التبكير وبين فضله في أحاديث متعددة.
وكذلك أوجب عمرو خالد على كل من كان في المدينة فعل كل ما جاءت به السنة دون تفريق بين واجب وسنة، فالكل واجب على من في المدينة عند عمرو خالد.وهذا كلام لم يقل به أحد، ولا يجرؤ أحد على قوله.فالشريعة فيها واجبات يثاب المسلم على فعلها ويعاقب على تركها، وفيها مستحبات يثاب على فعلها ولا يعاقب على تركها في المدينة وفي غير المدينة.ثم هل يلتزم عمرو خالد بما ذكرأنه يجب الالتزام به في المدينة، فهل يوفر لحيته كما أمرالنبي صلى الله عليه وسلم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وقال عمرو خالد في ص 129: ومكان الإحرام بالعمرة هو أبيار علي على بعد عشرين كيلو مترا تقريبا، وأول ما يجب فعله هو الاغتسال، ولماذا الاغتسال؟ حتى تتطهر من ذنوب الداخل والخارج ثم البس ملابس الإحرام، وهو عبارة عن إزار ورداء فقط حتى تنسى بهرجة الدنيا وتنسى ابن من أنت، حتى تربي فيك خلق التواضع والذل لله وتتذكر الموت ولباسه حيث يشبه لباس الإحرام الكفن.وبعد ذلك عليك أن تتوجه إلى قباء وتصلي فيه ركعتين لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من تطهر في بيته فأتى قباء فصلى ركعتين كانت له كأجر عمرة " فأول مسجد تدخله
من بداية العمرة هو قباء والصلاة فيه.
أقول: أبيار علي، وهو ذوالحليفة ميقات أهل المدينة ومن مر به من غيرهم، وليس ميقات
الحجاج كلهم، فالمواقيت خمسة كما هو مفصل في موضعه من كتب أهل العلم، ولم
ينبه عمرو خالد على هذا.
¥