تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المكان.كنت أرى في وجوههم آثار محبة الله لعباده.ولعلك تسألني: كيف يجلس 15000 في مكان لا يسع إلا 200شخص. لقد فعل أهل المنطقة شيئا عجيبا، لقد فرشت جميع أسطحة العمارات المحيطة بالمسجد بالحصر ليجلس مئات الشباب والبنات. اللطيف أنه كان يكتب في مداخل العمارات سطوح رجال أو سطوح نساء، بل الأعجب من ذلك أن هذه المنطقة ممتلئة بوكالات بيع السيارات، فكنا نفاجأ بأصحاب الوكالات يخرجون السيارات المعروضة للبيع ويضعونها في أماكن بعيدة ليفرغوا مكان الوكالة ليتحول إلى مسجد.بل الأعجب والأعجب أن أصحاب محلات الطعام يوم المحاضرة يعلقون يافطة مغلق يوم الخميس من أجل أن يستوعبوا آلاف ليجدوا مكانا يجلسون فيه.لن أنسى لأهالي هذا الحي كيف قاموا ينظفون الحدائق المحيطة، ويرممونها ليجلس فيهاالشباب والبنات، بل تعجب إذا قلت لك: إن الشقق الخاصة كانت تفتح أبوابها لمن يريد أن يدخل ليستمع إلى المحاضرة، وهكذا كان يجلس 15000 في مكان لا يسع إلا بضع مئات.وكان يوم الدرس يسبقه عمل طويل يقوم به العشرات من الشباب لتجهيز المكان ليسع

لهذا العدد.شباب وبنات من أشهر العائلات يخرجون من أشغالهم وكلياتهم مسرعون إلى مسجد

الحصري فتجد أحدهم يكنس الطريق والآخر يفرش الحصر والثالث يساعد في تحويل سيرالسيارات لا يبتغون في ذلك إلا وجه الله الكريم.

نقلته كما هو مكتوب بأخطائه النحوية واللغوية في مقدمة كتابه المذكور.

ولماذا يُفعل ذلك كله؟، لسماع مراجع حسابات وعضو جمعية المحاسبين المصرية خريج كلية التجارة، وهو يتكلم في دين الله بغير علم، لسماعه من مكبرات الصوت بدون رؤية شخصه لأنه داخل المسجد الذي لا يسع أكثر من مائتي شخص، والآلاف يسمعون فقط على الأسطح، لأن أسلوبه مؤثر.سبحان الله!

هل العبرة بقوة التأثير أو بصحة مايقوله المتحدث؟

إن كانت العبرة بالتأثير ففي اليهود والنصارى وأهل البدع والضلال من لهم أسلوب مؤثر وكم أبكوا من يستمعون إليهم، والأفلام والمسلسلات لها تأثير، وكم أبكت مشاهديها من شدة التأثر، والأغاني لها تأثير، وكم أبكت من يستمع إليها. وقد قال الله تعالى في المنافقين: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم}، فقد كانوا أشكالا حسنة وذوي فصاحة وألسنة، إذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم.

(تفسير ابن كثير 8/ 126).

فليست العبرة بالتأثير، وليست العبرة بكثرة الحاضرين أو المستمعين، وإنما العبرة بصحة مايقوله المتحدث، وموافقته للكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وهديهم ومنهجهم.

إن قوة التأثير وحسن الأسلوب يكون لها ضررها الكبير، وشرها المستطير إذا استعملها

أهل الباطل في ترويج باطلهم، أو من لاعلم له إذا تكلم في دين الله بغير علم. ولا شك أن الخطر يتفاقم إذا أعجب الناس بمن أسلوبه مؤثر وكلامه باطل؛ لأنهم يفتنون به وبما يقوله من باطل فتكون قوة تأثيره، وحسن أسلوبه شرا على الناس.وقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قدم رجلان من المشرق، فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من البيان لسحرا " أو "إن بعض البيان لسحر".

وفي سنن أبي داود 5/ 278 قول صعصعة بن صُوحان أحد التابعين: صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم: أما قوله:"إن من البيان سحرا" فالرجل يكون عليه الحق، وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق، فيسحر القوم ببيانه، فيذهب بالحق.

وقال ابن رجب: إنما قاله (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) في ذم ذلك لا مدحا له كما ظن ذلك من ظنه،ومن تأمل سياق ألفاظ الحديث قطع بذلك (فضل علم السلف على الخلف ص 38).


ولا يفوتني التنبيه على مخالفة عمرو خالد للسنة الواجبة، ومجاهرته بالمعصية بحلقه لحيته
التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وتوفيرها فقال:" خالفوا المشركين: وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب" متفق عليه.وفي لفظ لمسلم " أوفوا اللحى"،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"جزوا الشوارب وأرخوا اللحىخالفوا المجوس" رواه مسلم.
وحلق اللحية حرام باتفاق العلماء.
قال ابن مفلح: ذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض.
(الفروع بتحقيق التركي 1/ 151).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير