[تنبيه هام جدا حول كتاب القرآن الكريم والتوراة والانجيل والعلم لموريس بوكاى]
ـ[علي 56]ــــــــ[09 - 08 - 07, 09:37 م]ـ
[تنبيه هام جدا حول كتاب القرآن الكريم والتوراة والانجيل والعلم لموريس بوكاى]
أيها الأحباب الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اشتريت هذا الكتاب منذ أكثر من ربع قرن وقرأته بدقة
فأما مقارنته بين القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة فجيد.
وأما كلامه عن السنة النبوية والعلم الحديث فكلام كله خلط بخلط
وفيه نسف للسنة للنبوية والادعاء بأنها مخالفة للعلم الحديث وهذا كذب بيقين
ومن طالع هذا البحث الأخير في الكتاب تأكد لديه بشكل قاطع جهل المؤلف المطبق بالسنة النبوية وباللغة العربية، وتصديقه لجماعة العقلانيين الذين يحكمون عقولهم القاصرة على النصوص الشرعية
فيزعمون أن ما قاله النبي صلى الله عليه مما يتعلق بأمور غير التشريع يمكن أن يكون خطأ بل باطلا ومناقضا للعلم كالأحاديث التي قالها في الطب والزراعة وغيرها من أمور الحياة
ويستدلون على البهتان بحديث ورد في صحيح مسلم برقم (6275) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِىُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِىُّ - وَتَقَارَبَا فِى اللَّفْظِ وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ - قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ «مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ». فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِى الأُنْثَى فَيَلْقَحُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَا أَظُنُّ يُغْنِى ذَلِكَ شَيْئًا». قَالَ فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِذَلِكَ فَقَالَ «إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّى إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلاَ تُؤَاخِذُونِى بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّى لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
وهذا الحديث لا حجة فيه على دعواهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطيق عن الهوى
ولا يمكن أن يتكلم بأمور الطب مثلا من عند نفسه لأنه لم يكن طبيبا، فعندما يقول لهم كما في صحيح البخارى برقم (5688) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو سَلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «فِى الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّامَ». قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَالسَّامُ الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ.
فهذا حقٌّ بيقين ووحي وليس من اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن علينا أن نفهم مثل هذا النص الصحيح وفق قواعد أصول الفقه وأصول تفسير النصوص الشرعية، وليس وفق أهوائنا
بل ذهب دكتور كبير في الأصول إلى أن هذه الأشياء كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم باجتهاده أو مما سمعه وليس بوحي، فلا يشترط أن تطابق العلم، بل قد تكون غير صحيحة
ومؤدى قوله أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يكذب على أصحابه، ويتكلم بغير علم وهذا طعن به وبرسالته
كيف وهو القائل لعبد الله بن عمرو كما في مسند البزار 1 - 14 - (ج 4 / ص 174) 2470ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَكْتُبُ مِنْكَ مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ: مَا قُلْتَ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَإِنِّي لاَ أَقُولُ فِي ذَلِكَ كَلِمَةً إِلاَّ الْحَقَّ. وهو صحيح لغيره
وفي مصنف ابن أبي شيبة برقم (26420) وأبو داود برقم (3648) من طريق عَن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَن يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْت أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُرِيدُ حِفْظَهُ , فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، عَن ذَلِكَ قَالُوا: تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَكَلَّمُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ قَالَ: فَأَمْسَكْت فَذَكَرْت ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى فِيهِ فَقَالَ: اُكْتُبْ فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إلاَ حَقٌّ. والصحيحة (1532) وفتح 1/ 207 وصحيح الجامع (1196) وهو صحيح
فهذا الحديث الصحيح يبين أنه لا يقول إلا الحق، ولو قال شيئا بجتهاده لنبهه الوحي كما في حالة أسرى بدر مثلا
ولم يقم بهذه التفرقة أحد من السلف المعول عليهم بل كان في كل عصر علماء يجمعون أحاديث الطب النبوي ويتداوون بها، وفي جميع كتب السنة يوجد بها هذا الباب
قال تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) [الحشر/7]}
أخوكم
علي
¥