[الإشراف لابن المنذر أخطاء المحقق العجيبة]
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[18 - 08 - 07, 01:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متى طبع كتاب جليل من كتب الأئمة المتقدمين تشوفت نفوس طلاب العلم إلى اقتنائه أو على أقل الأحوال تصفحه و الاطلاع عليه ليكون مرجعا يضاف لغيره من المصادر الكثيرة وكتب الإمام أبي بكر ابن المنذر (ت: 318هـ) من أجل ما صنفه العلماء قديما في بسط الخلاف بين فقهاء الصحابة و من بعدهم و كتابه الإشراف من الكتب التي لا تلحق و لا يشق لها غبار زانه مصنفه بكثرة نقوله و علو أسانيده وبجودة ترصيفه وحسن عباراته جمع فيه بين طريقة الفقهاء و المحدثين و سلك فيه أحسن المسالك فلله دره من كتاب اشرأبت إليه أعناق فضلاء الفضلاء و جهابذة العلماء واعتمدوه و تنافسوا على اقتنائه حتى قال ابن خلكان وغيره إنه أحسن الكتب و أمتعها. لكن صدّ بعض الناس قديما عنه انخفاضُ معرفتهم أو قلة ذات يدهم و ليس الكتاب بمحتاج إلى تعريف فأعرفه فهو من شموس نجوم المصنفات حتى اعتمده مثل ابن عبد البر في نقل الخلاف ثم ابن قدامة و النووي و هلم جرا و لكن الذي أوغر صدري و آلمني بعد أن اقتنيت طبعته الأخيرة في عشر مجلدات التي حققهاد/ أبو حماد صغير حنيف أن المحقق مع معرفته بكتب ابن المنذر زين للناس الكتاب بأمر عجب عجيب لقد لفق بين الإشراف و الأوسط و غيرهما فنقل فصولا و أبوابا طويلة من الأوسط ثم علق في الهامش بأن هذا الباب أضافه المحقق من كتاب الأوسط؟؟؟ و أضاف نقولا من كتب أخرى لابن المنذر.
بل زاد المحقق فاختصر بعض الأبواب من عنده ككتاب الطهارة اختصره من الأوسط و أضافه و هكذا أصبح لدينا كتاب ملفق موهم لطلاب العلم.
فهذه من البلايا و منها أيضا أن المحقق ترك الاعتماد و الاستفادة من نسخة مهمة جدا و قد ذكرها و بين اطلع عليها سنة 1980م. و هي نسخة ابن يوسف المراكشي في المغرب برقم 514.
و مصيبة أخرى أن المطبوع فيه كثير من الأخطاء و التحريفات و التصحيفات. و من أمثلتها: تحرف (الهِميان) إلى العميان في مواضع عديدة: باب لبس المحرم العميان
و غيرها.
فواعجبي من إهمالنا فبالأمس كتب جليلة مثل تفسير الثعلبي و غيره واليوم مثل الإشراف فأين أنتم يا معاشر الأشراف.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[19 - 08 - 07, 04:59 م]ـ
تحقيق المحقق د/ أبو حماد صغير حنيف لكتاب الأوسط كان تحقيقا متميزا و مفيدا و كان جزءا منه له علاقة برسالته للدكتوراه. و لهذا فوجئت أنا و غيري بهذه الطبعة التي لم نظنها تصدر من مثل المحقق جزاه الله خيرا و لعل له في بعض ذلك عذرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 05:09 م]ـ
لم يكن تحقيق الأوسط متميزا أيضا، ولا تغرنك كثرة الحواشي والتعليقات، ويكفي أنه ترك متن الكتاب غفلا من الضبط، مليئا بالأخطاء المطبعية وغير المطبعية.
الإشكالية التي تغيب عن كثير من المحققين أنهم يظنون مكان عمل المحقق ما كان أسفل خط الهامش!!
وهذا خطأ كبير جدا، فإن عمل المحقق الأساسي هو متن الكتاب؛ فإذا أحسن إلى هذا المتن ورعاه حق الرعاية، فما فاته بعد ذلك فهو يسير، وإن أساء إلى متن الكتاب، فلا ينفعه ذلك وإن ملأ الكتاب بالحواشي!!
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:58 م]ـ
صدقت يا أخي أبا مالك العوضي عمل المحقق الأساسي هو متن الكتاب و ما قلته عين الصواب
و لكن التميز درجات و مراتب و تحقيق الأوسط لم ألحظ عليه أخطاء كثيرة و إن كان ينقصه بعض العناية بألفاظ المتن و قد كنت قرأت الأجزاء الأولى منه قبل سنين ثم صرت أرجع للباقي أحيانا لتحقيق أو تخريج أو بحث.
و لسنا نطلب من عامة المحققين أن يصلوا إلى مرتبة المتميزين المقتدرين من أمثال عبد السلام هارون فإن ذلك لا يجيده كل أحد و هو مرتقى صعب و لكن المطلوب تصحيح المتن ليكون أقرب إلى ما أراده مصنفه و حمايته من التصحيف و التحريف وتصحيح و ضبط مشكله. و مع هذا فقد وجدنا لكبار المحققين هفوات يسيرة لم ننقص بها مقدار اجتهادهم و حسن معرفتهم و جلدهم و صبرهم
و التحقيق اليوم أيسر منه قبل عشرين سنة و لكن المواهب ليست كالمواهب.و الله المستعان
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا محمد.
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:24 م]ـ
الحمد لله فقد وافق ما في نفسيما ذكره الإخوان ..
فقد اشتريت كتاب الإشراف لابن المنذر .. وندمتُ لشرائه بذلك المبلغ الباهض بسبب أنه أضاف للمتن ما ليس منه نقلها من كتب أخرى كالمصنف والمغني ..
ولكن هل يمكن أن يصنف ذلك تحريفاً للكتاب أن يُضاف إليه ما ليس منه بجحة تتميم الناقص؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:30 م]ـ
ما أضافه المحقق إلى الكتاب ليس هو أكبر الأخطاء في التحقيق
بل لا أبعد إن قلت إنه ليس خطأ أصلا!! لأنه قد بين ذلك ووضحه بمنتهى الأمانة، فماذا بعد ذلك؟!
ولكن الإشكال في التحريفات الموجودة بالمتن وكثرة الأغلاط فيه.
¥