ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[25 - 09 - 07, 08:34 ص]ـ
الأخ الهولي الشافعي:
س1: ماهو رأيك في مسند الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام، وهل تصح نسبته إليه؟
ج: مسند الإمام زيد بن علي عليهما السلام صحيح النسبة إليه، وقد تلقاه ائمة آل البيت عليهم السلام بالقبول، وجميعهم بالنسبة لأحاديثه وآثاره بين عامل به أو متأول له، وهذا معنى التلقي بالقبول، وراوي المسند عن الإمام زيد عليه السلام، هو أبو خالد الواسطي قد قدح فيه غير واحد من ائمة الجرح والتعديل، لكن جرحهم مردود بتلقي ائمة آل البيت للمسند بالقبول، واحاديث المسند معروفة ومشهورة وقد شرحها عدد من العلماء وخرجت واعتبرت.
وأرجوا من الأستاذ الهولي الشافعي مراجعة مقدمة الروض النضير للعلامة الكبير السياغي الصنعاني رحمه الله تعالى فقد أفاض وأجاد وأتى بالمراد وفيه غنية وكفاية لإثبات صحة ونسبة مسند الإمام زيد بن علي له. والمسند مطبوع بمصر وعليه تقريظات عدد من علماء الأزهر.
ثم أعلم أنه إذا كان العمل على القبول رد الجرح، وأنت إذا تأملت الجرح الذي جاء في عدد من ائمة الفقه وأن العمل على خلافه انحلت لك المشكلة، فهذا هو الإمام أبو حنيفة النعمان قد قدح في عدالته وضبطه عدد كبير من الحفاظ والفقهاء، وصنف ابن حبان الحافظ في علل أحاديثه، وهذا لم يحدث لأبي خالد الواسطي راوي المسند _ ومع ذلك_ كان العمل على خلاف هذا الجرح.
وهاذان محمد بن شجاع الثلجي، والحسن بن زياد اللؤلؤي من أجل المجتهدين والواة من أصحاب الإمام أبي حنيفة معتمدان في النقل والفقه عند السادة الحنفية مع أنهما كذابان عند ائمة الجرح والتعديل بل قال أبوثور ما رأيت أكذب من اللؤلؤي، وللشيخ الكوثري رسل\الة خاصة اسمها (الإمتاع) خاصة بالثلجي واللؤلؤي فإنها مطبوعة.
وللثلجي واللؤلؤي نظائر كالحارثي والحسن بن عمارة، وابن حبيب، والحاصل أن أبا خالد الواسطي حديثه مقبول عند قرناء الكتاب أعني ائمة آل البيت عليهم السلام طبقة بعد طبقة مع توفر كتب الرجال عندهم، وفي هذا القدر كفاية لقبول حديث الرجل.
س2: أمرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بالعترة في هذا الحديث الصحيح (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به أو بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي) إلى آخر الحديث، فما المقصود بالعترة هنا؟ ومن نتبع فيهم؟ فإن أهل البيت انفسهم مختلفون فيما بينهم فيهم السني الأشعري والزيدي والمعتزلي والإمامي والرافضي والإسماعيلي والكيسائي ... إلخ
ج: جوابه: أن المقصود بالعترة هم ائمة أهل البيت المجتهدون الذين لم يقلدوا أحدا، وهم كثيرون، وعليهم يدور إجماع آل البيت، واتفاقهم حجة شرعية، والتقليد في علماء أهل البيت لم يبدأ إلا في بداية القرن الخامس الهجري، ولا نعرف أشعريا أو حنبليا أو حنفيا أو مالكيا أو شافعيا قبل هذا التاريخ.
س3: قالت الزيدية وبعض المعتزلة – في موقع مجالس آل محمد (الزيدي) – أن (الإعتزال) ماخوذ من لإمام علي رضي الله عنه ولذلك نجد الشيعة والمعتزلة متفقين في أمور كثيرة، فهل هذا صحيح؟
ج: هذا الكلام بعيد عن الصواب، وائمة آل البيت يتفقون ويختلفون مع المعتزلة كشأن باقي المذاهب افسلامية، والاعتزال كان عليه أكثر الحنفية وكثير من الشافعية.
والمعتزلة بأنفسهم من جملة من خالفوا آل البيت في مسألة الإمامة كما في العواصم لابن الوزير الزيدي (2/ 133)
وفي العواصم لابن الوزير الزيدي (3/ 411 - 420) ذم طويل للمعتزلة. وللإمام المجتهد المنصور بالله عبدالله بن حمزة من كبار ائمة آل البيت مصنف خاص بالخلاف بين التشيع والاعتزال اسمه (الكاشف للإشكال في الفرق بين التشيع والاعتزال)
وفي كتاب (عقائد آل محمد) للإمام الحافظ العلوي بيان ناصع للفروق الكثيرة بين التشيع والاعتزال.
والحاصل أن مذهب المعتزلة مذهب كلامي، والكلام غير الفقه، ولذلك كان المعتزلة زيدية وإمامية وحنفية وشافعية.
الأخ بل الصدى:
س: يسأل عن اسباب الهجمة الشرسة للعلامة الكوثري تجاه بعض أعلام الزيدية كابن الوزير وأمثاله؟
ج: أرى- والله أعلم – أن سبب الهجمة هو اختلاف منهجي من ناحيتين:
الأولى: أن هؤلاء كانوا يدعون للاجتهاد وعدم الركون للتقليد بل وتحريمه على العلم الذي ملك أدوات الاجتهاد، فإن لم يكن يملكها فينبغي عليه معرفة الدليل ومآخذ العلماء.
الثانية: أن هؤلاء – في الجملة – كان موقفهم حسنا مع ابن تيمية مع معارضتهم له في أمور كثيرة.
وموقف العلامة الكوثري - رحمه الله تعالى – من الاجتهاد ومن ابن تيمية معروف ومن هنا جاء هجومه على بعض المجتهدين الزيدية.
تنبيه:
ولا يغب عن فطنة القراء أن العلامة الكبير محمد زاهد الكوثري كان من المعجبين والمحبين للفقه الزيدي، وقد كتب كلمة مفيدة جدا حول هذا الفقه وترجيحه وأهميته وهذه الكلمة مطبوعة في نهاية الجزء الرابع من (الروض النضير شرح مجموع الإمام زيد الكبير)، وقد نشرها شيخنا الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى ضمن (مقدمات الكوثري).
كما وأن الكوثري كان على علاقة طيبة بعلماء الزيدية المعاصرين له كالإمام يحي بن حميد وابنه الإمام أحمد، والمؤرخ محمد بن زبارة الحسني، والمسند عبدالرحمن الواسعي، والعلامة الصفي الجرافي وغيرهم.
¥