تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قواعد الخطاب المسجدي الناجح ..]

ـ[الداودي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:56 ص]ـ

مقدمة

دعا موسى ـ عليه السلام ـ ربه عز و جل فقال: (و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) طه 27

إن اللسان الفصيح يفعل في القلوب فعل السحر و لذلك قال ـ عليه السلام ـ "و إن البيان لسحراً" رواه البخاري.

إن الكلمة الطيبة القوية تقيم مبادئ، و تنعش أرواحا، و تحرك أجيالا و تبني شعوبا ... لذلك قال الله لرسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ (و قل لهم في أنفسهم قولا بليغا) النساء: 63

و من تراثنا الشعبي العظيم: " اللسان الحلو يرضع اللبة ".

و في صفحات هذا البحث المتواضع والذي أسميته " قواعد الخطاب الناجح".

تجد ـ و الفضل لله ـ ومضات على هذا الطريق، محاولا تذكير النفس أولا ثم إخواني الأئمة ثانيا،أن تحقيق النجاح و التألق والدورالقيادي للأمة لن يرى النور إلا عبر نفس كبيرة، وكلمة قوية وطريقة بليغة، ولقد قال بعضهم: " هناك ثلاثة أشياء مهمة في الخطاب: من يلقيه؟ و كيف يلقيه؟ و ما الذي يقوله؟ "

و قد حاولت جهدي في هذا البحث الإجابة عن هذه التساؤلات المهمة، عبر مقدمة و ثماني قواعد أساسية في الخطاب الناجح و خاتمة.

و في الختام أسأل الله أن يكون هذا الجهد خير مرشد و معين لكل إمام ينشد النجاح و التفوق في خطابه.

و الله من وراء القصد.

01 - كن واثقا:

إن أول خطوة على طريق النجاح ـ بعد الثقة بالله تعالى ـ: (كلاّ إنَّ معِي ربِّي سيهْدِينِي)، الثِّقةُ بالنَّفس، الجُرأة، الشَّجاعة، رباطة الجأش، لا تُقل لِنفسك أنَّك لا تستطيع، أنَّك لن تنجحْ، فهذه إيحاءات الفشل، مصايِد العَجْز و الخور.

إذا غامرت في شرف مرومٍ فلا تقنع بما دون النّجوم

فطعم الموت في أمر صغير كطعم الموت في أمر حقير

يرى الجبناء أن العجز عقل و تلك خديعة الطّبع اللئيم (1)

سئل نابليون: كيف استطعت أن تمنح الثقة في أفراد جيشك؟ فقال: كنت أردّ بثلاث: من قال: لا أقدر، قلت له: حَاوِلْ. و من قال: لا أعرف، قلت له:تعلَّمْ. و من قال: مستحيل

قلت له: جَرِّبْ (2).

ثقتك بقدراتك و مواهبك تمنحك الشجاعة و القوة، ربما شعرنا كلنا في بداية مواجهة الناس و لازلنا بارتباك شديد و تلعثم اللسان و تصبب العرق و ارتعاد الفرائص، و كيف لا يحدث لنا هذا؟! و أحدنا كما قال عبد الملك بن مروان و قد قيل له: عجل عليك المشيب يا أمير المؤمنين. فقال: كيف لا يعجل عليّ و أنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرّتين؟ أو قال: شيبني صعود المنابر و الخوف من اللّحن (3):

كل إنسان تقريبا يصاب بالخوف لدى إقدامه على أي عمل، و لكن عليه أن يحتفظ برباطة جأشه و ثقة في نفسه و يتصرف و كأنه غير خائف فبعد مضي بعض الوقت يتحول الأمر من خوف إلى شجاعة، و من ارتباك إلى ثقة، قال بعض الخطباء: " قبل دقيقتين من البدء بالخطاب أفضل لو أنني جلدت على أن أستهل خطابي لكن بعد دقيقتين من البدء أفضل أن أقتل على أن أتوقف (4) ".

إن أوّل الفشل هو جبن الخطيب و خوره، فما أن يشعر بالضعف و الإنهزام و ترجف أعضاؤه و يتلعثم لسانه و يسيل عرقه، حينها تسأل كم هو الإحراج الذي يعيشه سامعوه فضلا عنه، و هذا هو سقوط الخطيب صراحة.

كيف يؤثر في الجموع من يرهبها؟ و كيف يستولي على قلوبها من يخجل منها؟.

إن قوة القلب في مواجهة الناس قدر عظيم يمنحه الله أهل القدرات و المواهب، فيجدون في مخاطبة الجماهير سلوة و حياة و متعة (1) و من ذاق عرف.

ثق بالله المعين، ثمّ ثق في نفسك و كن متفائلا، أنك تستطيع - إذا أردت - أن تكون فارسا من فرسان المنابر الذين لا يشق لهم غبار.

الهوامش:

(1) الأبيات للمتنبي. و هي ف: 200 حكمة قيادية و وصية إدارية: 22.

(2) 200 حكمة ... : 54

(3) جمهرة خطب العرب 3/ 376

(4) فن الخطابة 18

(1) مملكة البيان: 13

""" يتبع بإذن الله"""

ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:31 م]ـ

بارك الله فيك وجزاك خيرا

ـ[الداودي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 08:00 م]ـ

شكرا لك أخي الفاضل

وجزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير