[قواعد الخطاب المسجدي الناجح .. "القاعدة الثانية"]
ـ[الداودي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 08:06 م]ـ
02 - لا تلتفت إلى العوائق:
العوائق في طريقك كثيرة، صحيح أنك قد لا تجد ما تسدّ به حاجتك العلمية أو المعيشية:
• فصاحة حسّان و خط ابن مقلة و حكمة لقمان و زهد ابن أدهم
لو اجتمعت في المرء و المرء مفلس و نودي عليه لا يباع بدرهم
• لو أن لقمان الحكيم الذي سارت به الركبان في الفضل
يبلى بفقر و عيال لما فرّق بين التَّيس و البغل
كل هذا صحيح، و لكن لست وحدك في طريق المتاعب، قد مرّ بهذا الطريق قبلك علماء أجلاّء فضلاء .. فهذا القاضي عبد الوهاب البغدادي شيّعه يوم فصل عن بغداد من أكابرها،
و أصحاب محابرها جملة موفورة، و طوائف كثيرة، فقال حينها لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة و عشية ما عدلت ببلدكم لبلوغ أمنية و قال:
سلام على بغداد في كل موطن و حُقَّ لها منّي سلام مُضاعف
فو الله ما فارقتها عن قِلًى لها و إنّي بشطّيْ جانبيها لعارف
و لكنّها ضاقت عليّ بأسرها و لم تكن الأرزق فيها تُساعف
و كانت كخلّ كنت أهوى دُنوّهُ و أخلاقه تنأى به و تخالفُ (1)
طريقك مملوء بهذه العوائق و غيرها، و تلك سُنّة الله في الأخيار:
قلت للفقر أين أنت مقيم قال في عمائم الفقهاء
إن بيني و بينهم لإخاء و عزيزٌ عليَّ ترك الإخاء (2)
حتى قال ابن خلدون في مقدمته، في الفصل السّابع من الباب الخامس: "في أنَّ القائمين بأمور الدّين من القضاء و الفتيا و التدريس و الإمامة و الخطابة و الأذان و نحو ذلك لا تعظم ثروتهم في الغالب (3) ".
فاصبر و صابر: من يصطبر للعلم يظفر به و من يخطب الحسناء يصبر على البذل
و من لم يذّل النّفس في طلب العلا يسيراً يعش دهراً طويلاً أخا ذلّ (4)
الهوامش:
(1) الديباج المذهب: 261 - 262.
(2) مساحة للتأمل:33
(3) مقدمة ابن خلدون:374.
(4) كيف تتحمس لطلب العلم الشرعي:77
"""يتبع بإذن الله""