تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 02:02 م]ـ

السؤال: يقول فضيلة الشيخ أرجو إيضاح المنهج الصحيح لطالب العلم المبتدئ وكذلك إيضاح الكتب التي يبدأ فيها طالب العلم جزاكم الله خيرا؟

الجواب

الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين المنهج الصحيح لطالب العلم مبتدئاً كان أو راغبا أو منتهياً هو أن يسير في عقيدته وأقواله وأفعاله وأخلاقه على ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن ثمرة العلم هو العمل به والعلم إذا لم يعمل به من أعطاه الله إياه صار وبالا عليه لأنه بالعلم قامت عليه الحجة وتبينت له المحجة فإذا عاند وخالف صار علمه حجة عليه ووبالا عليه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (القرآن حجة لك أو عليك) وعلى طالب العلم المبتدئ والراغب والمنتهي أن يظهر أثر علمه عليه في الوقار والسمت الحسن والخلق الجميل حتى يكون محترما بين الناس معظما فيهم لأن كلمة المحترم المعظم تزن ألف كلمة من المستهان به إن قبلت الكلمة من المستهان به وعلى طالب العلم أن يبلغ ما علمه من شريعة الله لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (بلغوا عني ولو آية) فالعلماء ورثة الأنبياء والوارث يجب أن يكون على هدي الموروث لأن الوارث يحل محل الموروث فيما ترك فكما أن المال إذا مات صاحبه انتقل المال نفسه إلى ورثته كذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا ماتوا انتقل ميراثهم وهو العلم إلى من بعدهم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وعلينا أن نسلك ما سلكه الرسل عليهم الصلاة والسلام في هداية الخلق ودعوتهم إلى الحق فطالب العلم المبتدئ والراغب والمنتهي عليه مسئولية في نشر علمه ودعوة الخلق إلى الحق وعلى طالب العلم المبتدئ والراغب والمنتهي عليه ألا يقع في قلبه حسد لأحد فإن الحسد من أخلاق اليهود وهو خلق ذميم وأول ما يتضرر به صاحبه لأنه كلما رأى نعمة الله على أحد أحترق قلبه وضاقت نفسه ولم ير نعمة الله عليه في شيء بل ربما يتدرج به الحسد إلى أن يشعر بنفسه أن الله قد ظلمه حيث أعطى فلانا ما لم يعطه وقد أنكر الله هذا على أولئك الحسدة في قوله (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) وليعلم الحاسد من طالب العلم وطالب المال وطالب الولد أن حسده لا يمكن أن يمنع فضل الله على المحسود وليسترشد بما أرشد الله إليه في قوله تعالى (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ) فإذا رأى من فاقه علما ودينا وولدا ومالا فليعلم أن ذلك من فضل الله وليسأل الله من فضله الذي أعطى هذا فليعطيك وأما كونك تحسده وتكره ما أنعم الله به عليه فهذا خطأ في التصور وسفه في العقل وضلال في الدين أما الكتب التي أنصح بها طالب العلم فأولها كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي أكد الله عز وجل أنه يسره للذكر قال الله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ) فليتجه الإنسان طالب العلم إلى القرآن الكريم حفظا وتلاوة وتدبرا وفهما وعملا بما دل عليه حتى ينال بذلك سعادة الدنيا والآخرة وليحرص على مراجعة كتب المفسرين الموثوقين في علمهم وأمانتهم لأن مشارب المفسرين في القرآن الكريم مختلفة ومنها ما هو ضلال فيحاول من كان هذا مشربه إلا أن يحرف نصوص القرآن إلى ما يعتقده مثال ذلك قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقد ذكر الله تعالى استوائه على عرشه في سبعة مواضع من القرآن الكريم وكلها بلفظ استوى على العرش والاستواء على الشيء معلوم في اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم كما قال الله تعالى نزل به الروح (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِين * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) وقال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير