التحلي بـ (عزة العلماء): صيانة العلم، و تعظيمه، و حماية جناب عزه و شرفه، و بقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه و من العمل به،و بقدر ما تهدره يكون الفوت،و لا حول و لا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
و عليه، فاحذر أن يتمندل بك الكبراء،أو يمتطيك السفهاء،فتلاين في فتوى أو قضاء، أو بحث،أو خطاب ...
و لا تسع به إلى أهل الدنيا،ولا تقض به على أعتابهم،و لا تبذله إلى غير أهله و إن عظم قدره} ا. هـ
قال الشارح:
{هذا فيه شيء صواب، و شيء فيه نظر، صيانة العلم و تعظيمه و حماية جنابه، لا شك أنه عز و شرف، فإن الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة و عن التطلع إلى ما في أيدي الناس، و عن بذل نفسه فهو أشرف له و أعز، و لكن كون الإنسان لا يسعى به إلى أهل الدنيا و لا يقف على أعتابهم و لا يبلغه إلى غير أهله و إن عظم قدره فيه تفصيل.
فيقال إذا سعيت به إلى أهل الدنيا و كانوا ينتفعون بذلك فهذا خير، و هو داخل في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم و أخذ يحدثهم، موقف الساخر المتململ،فهنا لا ينبغي أن يهدي العلم لهؤلاء، لأنه إهانة له و إهانة لعلمه .. }
قال في ص 53: {و لو أن أهل العلم صانوه صانهم ** و لو عظموه في النفوس لَعَظَما
(لعظما) بفتح الظاء المعجمة المشالة}
قال الشارح:
{هذا الضبط فيه نظر، و الظاهر: و لو عظموه في النفوس لعُظِما، يعني لكان عند الناس عظيما، لكنهم لم يعظموه في النفوس، بل أهانوه و بذلوه لكل غال و رخيص، و هذه مرت علي في البداية و النهاية لابن كثير في ترجمة الناظم الذي نظمها {الجرجاني} .. }
قال في ص 54: {و إن أصبحتَ عاطلا من قلادة الولاية ـ و هذا سبيلك و لو بعد حين ـ فلا بأس، فإنه عزل محمدة لا عزل مذمة و منقصة}
قال الشارح
{و قوله: {فلا بأس، فإنه عزل محمدة لا عزل مذمة و منقصة} هذا أيضا ليس على عمومه، لأن من الناس من يُعزل عزل محمدة و عزة لكونه يقوم بالواجب عليه من الملاحظة و النزاهة، لكن يضيق على من تحته فيحفرون له حتى يقع، و هذا كثير مع الأسف، و من الناس من يُعزل لأنه قد تبين أنه ليس أهلا للولاية،فهل هذا العزل عزل محمدة أم عزل مذمة؟ عزل مذمة لا شك.}
قال في ص 58: {58 - تحبير الكاغد:
... أما الاشتغال بالتأليف النافع لمن قامت أهليته، و استكمل أدواته، و تعددت معارفه، و تمرس به بحثا، و مراجعة، و مطالعة، و جردا لمطولاته، و حفظا لمختصراته،و استذكارا لمسائله، فهو من أفضل ما يقوم به النبلاء من الفضلاء .. }
قال الشارح:
{هذه الشروط التي ذكرها، الآن متعذرة، الآن تجد رسائل في مسألة معينة يكتبها أُناس ليس لهم ذكر و لا معرفة، و إذا تأملت ما كتبوه وجدت أنه ليس صادرا عن علم راسخ، و أن كثيرا منه نقولات، و أحيانا ينسبون النقل إلى قائله، و أحيانا لا ينسبون، و على كل حال نحن لا نتكلم عن النيات، فالنية علمها عند الله عز و جل، و لكن نقول: انتظر انتظر.
و غذا كان لديك علم و قدرة فاشرح هذه الكتب الموجودة شرحا لأن بعض هذه الكتب لا يوجد فيه الدليل على وجه كامل.}
قال في ص 58: {59 - موقفك من وهم مَن سبقك:
إذا ظفرت بوهم لعالم، فلا تفرح به للحط منه،و لكن افرح به لتصحيح المسألة فقط .. }
قال العلامة العثيمين رحمه الله:
{ثم يقول: {إذا ظفرت ... } و الحقيقة إني أقول: لا تفرح به إطلاقا، إذا عثرت على وهم عالم فحاول أن تدفع اللوم عنه و ان تذب عنه، لاسيما إذا كان من العلماء المشهود لهم بالعدالة و الخير و نصح الأمة.
أما أن أفرح بها، فهذا لا ينبغي حتى و إن كان قصدي تصحيح الخطأ، و لهذا لو كانت العبارة: {إذا ظفرت بوهم عالم فلا تفرح به للحط منه و لكن التمس العذر له و صحح الخطأ} هذا صواب العبارة.
ثم قوله: { .. لاسيما المكثرين منهم} و الأفصح أن يقول: لاسيما المكثرون منهم.}
و في ختام الشرح قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
{فهذه الحلية لاشك أنها مفيدة و نافعة لطالب العلم و ينبغي للإنسان أن يحرص عليها و يتبعها، لكن لا يعني ذلك أن يَقتصر عليها بل هناك كتب أخرى صنفت في آداب العلم ما بين قليل و كثير و متوسط، و أهم شيء أن الإنسان يَترسم خطى النبي صلى الله عليه و سلم و يمشي عليها، فهي {الحلية الحقيقية} التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، كما قال سبحانه و تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا} {الأحزاب:21}.
نسأل الله تعالى أن يختم لنا و لكم بصالح العمال، و أن يوفقنا للعمل بما يرضيه} ا. هـ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منقول من سحاب
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
العنوان لم يعجبني .. لو غيره المشرف إلى (تعليقات أو من تقييدات الشيخ على .. ) لكان أجمل.
¥