تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:31 م]ـ

و الغدر ضرب من ضروب الظلم،و صورة من صوره،و شكل من أشكاله، اذا اصاب الانسان منه؛ اذا أصاب عين الظلم،و طاف به طائف منه يزين له ما تهفو اليه نفوس اللكعاء، و يدني منه ما تستطيبه نفوي اللؤماء، و يحبب له ما تعشقه نفوس الأدنياء.

و الغادر - بغدره - يظلم أول ما يظلم نفسه، لأنه يخرج به عن مقتضى العدل، و العدل يقضى أن يقضي أن يعطي الناس ما يحبون، و أن يمنع عنهم ما يكرهون، و أن يسألهم ما لو سألوه أجابهم اليه،و أن يقضيهم الحق الذي لو سئله لما تردد في مد يده اليهم به.

و ليس من الغلو أن يقال:ان الغدر دثار النقائض كلها، ما ظهر منها و ما بطن، ما جل منها و ما دق، و ما علا منها و ما سفل، فأيما امرئ أصاب نقيضه، فصارت مع الأيام خلة فيه فقد أفضى الى الغدر، أنال نفسه من ثمالته، ما أنالها من دهقته.

و ليس يجمل بمن أوفى بعهده مع الله، و قد أخذ منه الميثاق، أن يلامس أطراف الوفاء بأنقاض بغدر، أو أن يلم بسبب من الأسباب المفضية اليه، كيلا يصيب من نفسه هو بنفسه ما كان يكره أن يثلم به العهد الذي أوفى به.

و احال الغدر قد صار في الناس طبعا جبليا يتوارثونه واحدا عن و احد، و جيلا عن جيل، و قرنا عن قرن، أو فكرة علمية ينشدها الناس، خاصتهم قبل عامتهم، و عالمهم قبل جاهلهم، و ذكرهم قبل أنثاهم، و لسان حالهم يقول:.

و العجب ينتاب المرء من كل أقطاره و هو يبصر بالوفاء حزينا كئيبا، كاسفا باله، بالغدر مسرورا مختالا يملأ أعطافه كبر متمرد على أنبل الاخلاق و أشرفها و أرفعها قدرا لكن العجب يخف و يخف، حين يستذكر المرء أن الفضيلة لا تعرف الا بضدها!

ـ[صخر]ــــــــ[16 - 09 - 06, 09:21 م]ـ

الشيخ إبراهيم شقرة أعطاه الله يراعا سيالا وذهنا وقادا لا يمل القارئ من تصفح كتبه وأسفاره كأنك تقرأ للرافعي أو لسيد رحمهما الله وانظر لو أحببت كتابه أين تق لاإله إلا الله في دين المرجئة الجدد وكتاب أي بني خذ بعضا مني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير