تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجمعية العالمية للكتاب الإسلامي (مشروع مقترح)]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 11 - 07, 02:55 ص]ـ

الجمعية العالمية للكتاب الإسلامي

(مشروع مقترح)

قصتي مع الكتاب الإسلامي قصةُ حياةٍ، وشوق، وألم.

فقد بدأ اهتمامي به منذ سِنِي فُتوَّتي، واستمرَّ حتى يومي هذا، لا أنفكُّ عنه ولا ينفكُّ عني!

ولو تحدَّثتُ عن ذكرياتي مع "صديق العمر" هذا، فلعلها تجيءُ في كتاب ذي أجزاء.

لكني سأقتصرُ في مقال مختصر هنا على جانب "الألم" ومعه "الأمنية"، معرضاً عن جانب "الحياة" و"الشوق"، وفي الأول تكمن الفائدةُ إن شاء الله.

ولعل قارئاً متابعاً للنشر يرمي بسهمه في أول الحديث ويقول: الكتاب الإسلامي بخير، وهو أكثر انتشاراً من سائر الكتب الأخرى، ومتوفر، وتوزيعه جيد، وقد كثرت دورُ النشر التي تهتم بنشره أكثر من الكتب الأخرى ...

وهذه نظرة تفاؤلية صائبة، وواقع حقيقي لا يُنكر، باستثناء ما هو في دُولٍ، ولكن المشكلة أننا استمرأنا الفوضى، واكتفينا بالنظرة الظاهرة دون التعمق في الواقع، واستبعدنا التخطيط من كثير من مشاريعنا العلمية والثقافية، وأهملنا التوجيه فيما يمكن توجيهه وتوظيفه دعوياً وعالمياً ... وأعني التخطيط السليم النافع، الذي يتبعه عمل وتطبيق ومتابعة نتائج ودراسات جدوى وتقويم.

لكن أشير أيضاً إلى أن هناك مشاريعَ تربوية ودعوية ينظر فيها نقّاد متخصصون، وخبراء متمرِّسون، وكتّاب متعمِّقون، فيقعِّدون وينظِّرون، ويوازنون ويدرسون، وينبِّهون على لزوم التخطيط وما يمكن عمله أو اجتنابه، بأسلوب علمي ناجح، محذِّرين من الشعارات والعواطف التي لا حدود لحركاتها، فيلزم ضبطها وتوجيهها، وإلا فُقدت بسرعة أو انحرفت إلى ما لا يُحمد ...

وقد استأثر بعضها باهتمام العلماء والمفكرين المسلمين، ليتداركوا ما أُهْمِل، بما يقدرون عليه من طاقات بشرية وقدرات مالية.

ومما لا أعرف أنه استأثر باهتمامهم مطبقا في واقع وعملٍ في تنظيمٍ مشرِّف ولائق، هو قضية "الكتاب الإسلامي"، الذي لا تكاد تخلو منه مكتبة شخصية أو عامة أو متخصصة، في الشرق والغرب، مسلماً كان صاحبها أو غير مسلم.

وكان هذا ما دفعني إلى الاهتمام به وإصدار دراسات وببليوجرافيات وتحقيقات فيه، بجهود شخصية وقدرات متواضعة، مع التنبيه على لزوم القيام بأعمال جماعية لخدمة الكتاب الإسلامي، ليؤتي ثمارَه بطريقة أفضل.

ولما رأيت أن هذا غير كاف، وأن الاستجابات قليلة تجاه هذا العمل، وهي لا تتجاوز الأعمال الفردية أو القريبة منها، مما يعني أنه لا يلبي طموحات المجتمع الإسلامي في صحوته المتنامية، وخاصة الطبقة العلمية المتقدمة منه، آثرتُ أن أطرح فكرة "مجلة" تهتم بهذا الأمر، فكتبت إلى دار نشر نشيطة لها تجربة جيدة في نشر وتوزيع الكتب الإسلامية، لإصدار "مجلة الكتاب الإسلامي"، ذاكراً ما يمكن تقديمه فيها، من تبويب موضوعات، وتقديم قوائم بمفردات، ومعالجة علمية لجوانب في ذلك ... ولكن الناشر رفض، وعلل ذلك بأن هناك دُورَ نشرٍ أصدرت مجلات فلم تنجح وتوقفت ...

ولهذا وغيره أرى الأنسب في هذا أن تُطرح فكرة أكبر من المجلة لاحتواء هذا المشروع، وهي كبيرة تناسب عزائمَ رجال، وهمَّةَ أقوياء، وجهودَ مخلصين، وتعاوناً على البرّ، مع إدارة وتخطيط، وصبر ومثابرة ... ألا وهي مشروع "الجمعية العالمية للكتاب الإسلامي" أو "رابطة الكتاب الإسلامي العالمية"، كرابطة الأدب الإسلامي مثلاً ... أو أي مسمى لهذا المشروع، في تنظيم إداري إسلامي جماعي للكتاب الإسلامي، الذي ما زال مشتتاً أمرُه، وهو نتاج أمة ننتمي إليها، وثقافة إسلامية كبيرة، وفكر عظيم يقدِّره أهلُه، ووسيلة ناجحة لنشر الدين الذي كُلِّفنا أن نبلغه ...

وما أذكرُه هنا ليس طرحاً لمشروع إداري قائم على لوائح وتنظيمات، فهذا لن يُعدمَ له أهلٌ يقومون على تنظيمه أحسنَ تنظيم إن شاء الله، وإنما هو صورةٌ عامة لما يدور في خاطري من هذا المشروع، الذي سيبدو من خلاله أهميته وفائدته، لأصِلَ به إلى فكر القارئ وقلبه، عسى بذلك أن يحرِّك قلوباً، ويلفِت عقولاً، وينير دروباً ... وهذه صورٌ وخواطرُ وإشارات في ذلك، والله المستعان:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير