وجاء هذا النقد الطويل على حساب ترجمة المصنف، وذكر منهج التحقيق، والتعليق وكان يكفيه من هذه ثلاثة أمثلة، أو أربعة، مع ذكر نقد عام على هذه الطبعة في أسطر محدودة.
ـ[أبو محمد البغدادي]ــــــــ[30 - 11 - 07, 07:23 ص]ـ
وللمعلومة فإن هناك طبعة ثانية لكتاب الصمت وآداب اللسان قيد الطبع للدكتور نجم عبد الرحمن خلف، وجاء في مقدمتها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاة على نبيه ورسوله الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الصالحين المصلحين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذه هي الطبعة الثانية - بفضل الله وعونه وتوفيقه - من كتاب " الصمت وآداب اللسان " للحافظ المربي الجليل أبي بكر عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا.
وقد كانت الطبعة الأولى في دار الغرب الاسلامي للأستاذ الحبيب اللمسي - جزاه الله خيراً - إثر انهائي من مرحلة الماجستير فقد كان هذا الكتاب ومؤلفه موضوع اطروحتي لنيل شهادة الماجستير من الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين بالجمعة التونسية، وكان ظرفا عصيباً لا يتسع المقام لسرده فقد كانت هذه الإطروحة هي ثالث ماجستير أقدمه لثالث جامعة، بثلاث دول في ثمان سنوات بثلاثة موضوعات، وكل ذلك بسبب الخلافات والخصومات بين الدول العربية، والتي لا ناقة لطلبة العلم فيها ولا جمل، والحمد لله على كل حال.
وقد راجعت هذه الطبعة، واجتهدت في ضبطها، وتدقيقها وضممت إليها نسخة خطية ثالثة، غاية في الأهمية والاتقان وهي بخط الإمام الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي (ت 705هـ).
كما راجعت الإحالات والهوامش والأحكام الإسنادية، وقد أخذت شاكراً ومقدراً من ملاحظات أخي في الله الشيخ أبي إسحاق الحويني المحدث الفاضل، ومن خلال تدقيقي ومراجعتي لملاحظاته وتعقباته وجدت غالبها وجيه معتبر باستثناء جملة من من هذه الملاحظات ظننت أن الحق معي فيها. وجملة أخرى تحتمل تعدد وجهات النظر. وقد أخذت من ملاحظاته ما كان نافعاً صالحاً زاكياً - سائلاً الله الشكور المنعم أن يجزيه عليها أحسن الجزاء - وأعرضت صفحاً عن المَنِّ والأذى والتجاوز والسخرية، كما تعلمت من كتاب الصمت وآداب اللسان، فالعلماء ينصحون ولا يفضحون، وينفعون ولا يضرون، ويحسنون ولا يسيئون، ويدعون إلى الهدى والصواب والخير بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا ما وجدوا مجادلاً معانداً مريضاً جادلوه بالتي هي أحسن. والصورة التي نراها اليوم من التراشقات والترامي بسهام التجهيل والأذى بين بعض العلماء على صفحات الكتب، صورة غير إسلامية، وثمارها خطيرة على هذا الجيل، والأجيال اللاحقة، فقد قال فضيل بن عياض (ت 187هـ): " المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير "
وإنا لنفخر غاية الفخر بأستاذ الجيل في الحديث النبوي الشريف شيخنا العلامة ناصر الدين الألباني - رحمه الله - وبمدرسته الحديثية وبإخواننا الذين برعوا وتميزو في هذا العلم المبارك، فحققوا، ودققوا، وصنفوا، وخرَّجوا، ومنهم هذا العالم الفاضل أبو إسحاق الحويني - حفظه الله - لكن الأدب في ايصال الفائدة والهدى والعلم لا يقل جلالة وقدراً وأهمية عن العلم نفسه والله تعالى يقول للمؤمنين: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
وهذا باب مهم ينبغي أن يهتم به العلماء حتى يحذوا حذوهم تلاميذهم، فتجتمع القلوب، ويسود إخاء الإيمان وإن اختلفت الآراء والاجتهادات ما داموا بمنأى عن البدع والضلالات والكفر والعصيان. وقد رأينا الإمام الكبير أبا عبد الله الحافظ الحاكم النيسابوري قد تكاثرت وتوالت أخطاؤه في كتابه " المستدرك على الصحيحين فأدخل في كتابه الموضوعات والضعيفة من الأحاديث مستدركاً بها على أجل وأصح كتابين على وجه الأرض بعد كتاب الله عز وجل، ومع كل هذا فقد تعقب عليه العلماء وانتقدوه من غير استهزاء ولا تحقير ولا تجهيل، إنما عالجوا أخطاءه بأدب الإسلام، وأدب النصيحة، وأدب العلم. والله يتولى الجميع برحمته، ويثيب بكرمه المجتهد على اجتهاده ما دام يريد النصحية وإن فاته الصواب.
والحمد لله رب العالمين
د. نجم عبد الرحمن خلف
الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا
سنة 1996م
وأما ما ذكره الشيخ أبو إسحاق الحويني - حفظه الله - بأن الرسالة التي كانت للدكتور نجم هي رسالة دكتوراه فهي ليست رسالة دكتوراه، فقد جرت العادة في تونس وغيرها من بعض البلاد أن يذكروا رسالة الماجستير بال (دكتوراه حلقة ثالثة) فهي رسالة لنيل درجة الماجستير
¥