ترجَمةٌ مُختَصرةٌ للشَّيخ اللغوي عبدالرحمن بن عوف كوني - حفظه الله-ِ
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 09:14 ص]ـ
ترجَمةٌ مُختَصرةٌ للشَّيخ اللغوي عبدالرحمن بن عوف كوني - حفظه الله-ِ
هو الشيخ اللغوي النحوي الفاضل، من بقايا علماء اللسان،صاحب الأخلاق الدمثة، و الأريحية الأبويَّة، الفقيه المالكي،عَلَم الحجاز المرفوع، والمدرِّس المسدَّد، مخرِّج الأجيال،نزيل مدينة رسول الله.
اسمه: ابن عوف كوني. واشتهر بالمشرق باسم عبدالرحمن بن عوف لأنه تمام اسمه المركب؛ لتيمُّن أبيه باسم الصحابي الجليل (عبدالرحمن بن عوف الزُّهري) حينما سمَّاه.
مولده: ولد -حفظه الله- في سنة 1371للهجرة، في بلد: (بوركينا فاسو) الأفريقية.
وذلك في قرية اسمها: (هُنْدِي).
قبيلته: ينتمي -حفظه الله- إلى قبيلة: (كُوِن) -بالكاف المعقودة المضمومة ثم الواو المكسورة- وهي تستوطن محلة: (بَنْفُورَا)،هذه قبيلة أبيه رحمه الله.
أما أخواله فمن بلد: (مالي) الأفريقية من قرية اسمها: (فَنْسُكُو)، من ضواحي مدينة (سيقو).
نشأته وبداية تحصيله العلمي: لقد كان أبوه تاجراً مشتغلاً بتربية المواشي -خاصة الأبقار-معدوداً من ذوي اليسار والسعة، انتقل بابنه إلى: (بوبو) وأقام فيها؛ ولمحبة أبيه للعلم وأهله وكثرة مجالسته لهم قام بتوجيه ابنه (الشيخ ابن عوف) إلى الكتَّاب منذ الصغر.
لقد أرسل الأب ذو الديانة ابنَهُ إلى مدرسة أحد مشاهير أئمة المساجد الجوامع في وقته بتلك الناحية، وهو الإمام (بَامُيْ).
وكان له من العمر حينها ستُّ سنوات، إلا أنه لم يلبث فيها طويلاً حتى انتقل إلى مدرسة أخرى: (مدرسة السلام)؛ لقربها من دار سكناه، وكانت المدرسة تُدار من قبل الحاج (محمود يوسف سانقو) -رحمه الله-وعنه تلقى الكثير من بداياته المعرفية.
مكث في هذه المدرسة مدَّةً طويلة، قرأ فيها مبادئ العلوم الشرعية الشهيرة بتلك الديار من المتون اللغوية أو الفقهية وما شاكلها على يد ذلك المدير:
-متن الأخضري الفقهي.
--متن العشماوية.
-المقدمة العزيَّة.
-الرسالة لابن أبي زيد القيرواني.
-مقامات الحريري ونحوها من المتون.
ويتخلَّل الدراسة قصُّ مشاهدات المدير (سانقو) لطلابه ما رآهُ أثناء رحلته العلمية إلى دولة (مالي)، وخاصةً أخبار أكبر شخصية علمية عُرفت هناك،تُملأ منها العينُ ديانةً ومكانة.
وهو فضيلة الشيخ (أبوبكر دِنْبا واقِي) -رحمه الله -من قبيلة: (مَرَكَ)، كان أحسنَ طلبة العلامة الشيخ (محمد المُرُجِيِّ) الذي تلقَّى العلم عن الشيخ (محمد يحى الولاتي الحوضي الشنقيطي)، فأثار ذلك شوقاً في نفس (الشيخ ابن عوف) إلى الرحلة في الطلب مما كان له الأثر البالغ في حياته المستقبلية.
رحلاته العلمية:وعند إشرافه على إنهاء مرحلة الدراسة المدرسية، رغب في السفر لطلب العلم قاصداً الشيخ (دنْبا) في دولة (مالي).
فطلب الإذن من والده في الذهاب، على أن يلتحق ببلد أخواله هناك ليطلب العلم الشرعي عند الشيخ، فلم يبدِ أبوه ممانعةً من ذلك، واستجاب له بتزويده ببُلغة من المال.
ولما بلغ الشيخَ قرأ عليه عدة كتب، منها:
-دليل القائد.
-نظم أصول مذهب مالك لابن أبي كف المحجوبي.
-شرحه إيصال السالك للولاتي.
-بعضاً من تحفة الحكَّام لابن عاصم.
-الدليل الماهر الناصح للولاتي.
ولما رأى الشيخ جدَّه وحرصه أحلَّه محلَّ الولد، وذلك من إحسان (الشيخ دنبا) واحتفائه بتلميذه، فلم يضيع (الشيخ ابن عوف) الفرصة فاسنتسخ لنفسه من فتاواه في فقه مذهب مالك شيئاً كثيراً.
ك (فتح الصمد بما في ساعة اليد) و (معيار العدل بأدلة القبض في الصلاة والسدل).
وفي أحيان أُخر كان ينسخ للشيخ بأمرٍ منه ما يفتي به من نوازل،وقد اختصه بهذه الوظيفة ثقةً منه،عليه من الله الرحمة.
وفي المقابل كان (الشيخ ابن عوف) يصفه:" بأنه أنبلُ مَنْ أخذ عنه في تلك البلاد"، وكان لايقدِّم عليه أحداً.
وأقام على ذلك حتى بلغت ديارهم فتوىً للشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد المختار اليعقوبي الجكني الشنقيطي (صاحب أضواء البيان) من الحجاز، فحدَّثته نفسُهُ بالرحلة إليه.
واتفق أن باب التسجيل كان مفتوحاً للالتحاق بالجامعة الإسلامية فسجَّل فيها، وتم قبوله سنة1390 للهجرة.
¥