تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريب موراني لكتاب المحاربة من موطأ ابن وهب، نقض وتقريع]

ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 08:17 م]ـ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّه وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى? رَسُولِ اللَّهِ، وآلِهِ وصَحْبِهِ، ومَن والاه.

وَبَعْدُ:

فهذا النقض (بالضاد المعجمة) مما فتح الله عز وجل به عليّ، في إظهار مساوئ المستشرقين، وخليقٌ بنا أن نُظهِر هذه المساوئ؛ تثبيتا للذين في ريبهم يترددون، وأشد من الضرب بالسيوف، وسبي الذرية، غزو المسلمين في عقيدتهم وأفكارهم، حتى? صارت فِرقة ممن يظهرون الإسلام - وأمرهم إلى? الله - يقاتلون بأقلامهم المسمومة، لِبَثّ كل ما يردده المستشرقون، حول المنهج العلمي، والأمانة العلمية، والبحث الأكاديمي، والحَيْدة العلمية، وغير ذلك من الإشادة بدقتهم، وتجرّدهم من اتباع الهوى?، وأن لهم القيادة والسيادة في علم التحقيق، وضبط النصوص، ونقدها.

وما يفعل ذلك إِلا الذِينَ هُم أرَاذِلنا بادِي الرَّأيِ، ممن يجهلون أن جميع القواعد العلمية لضبط النصوص انتحلها المستشرقون من كتب أسلافنا، وأنهم كدحوا كدحًا، وأَقْعَظوا أنفسهم إِقعاظاً [أَقْعَظَني فلان إِقعاظاً، إِذا أَدخل عليك مشقة في أَمر كنت عنه بمعزل]؛ حتى? يُحْمَدُوا بِما لَم يَفْعَلُوا، فجاء خَلْفٌ انْطَاعوا لذلك، ورَضُوا بأن يَكونوا مع خَوَالِفِ البشر، فحمدوهم؛ فَدَمْدَمَ علَيْهِم رَبُّهم بذَنبِهِم، وطَمَس عَلى أعيُنِهِم، فلَم يَبْصُرُوا سبيل الرشاد، ولم يعلموا أن هذه القواعد بِضَاعَتُنَا، وقد رُدَّتْ إِلَيْنَا، بعد أن ذَهَل عنها مصححوا الكتب، إذ كانوا يصححون الكتب حين عرفوا الطباعة.

وتلك القواعد والضوابط مبثوثة في كتب الخطيب البغدادي، والقاضي عياض، وابن الصلاح، وكل من جاء بعدُ، وألّف في مصطلح الحديث، ومبثوثة أيضًا في كتب الشروح كفتح الباري وغيره، بل لا أبالغ إن قلتُ أن هذه القواعد كانت من المسلَّمات عند صغار طلاب العلم، فضلاً عن العلماء المحققين، ويدلّك على? ذلك أن العلم حُفظ لنا غضًا طريًا، فأنَّى? لهم ذلك إلا بالضبط، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ورحم الله علماء هذه الأمة، وجعلنا بمنّه وفضله خير خَلَف لهم، اللهم آمين.

وسأشرع الآن بحَوْل الله وقوته في نقض نشرة موراني لكتاب: ((كتاب المحاربة من الموطأ)) تأليف عبدالله بن وَهْبٍ بن مسلم القُرشي أبي محمد المصري (197هـ):

النشرة:

اسم الكتاب: كتاب المُحارَبَة من المُوَطَّأ.

تأليفُ: عَبد الله بن وَهَبُ بن مُسْلِم القُرَشِيّ أبي محمَّد المصري (125هـ - 197هـ).

تُحقِيق وتعْليق: ميكْلُوش مورَاني جَامِعَة بونْ / المانيا.

الناشر: دار الغَرب الإسلامي، الطبعة الأولى?، بتاريخ 2002م. بدون ذكر التاريخ هجري، وقد ذكر المستشرق تاريخ كتابة المقدمة أغسطس عام 2002، وذلك موافق لشهر جمادى الآخرة سنة 1423من الهجرة النبوية.

وقبل الشروع في النقض، أنسخُ لكم ما قاله المستشرق (ص:14مقدمة)، قال: ((وإذا بقي في هذا الكتاب وإخراجه شيءٌ من الأخطاء فهي تقصيرٌ منّي، فلا تُعْتبر خطأ طباعيّاً كما قد يظنّ البعض عند قراءة النصّ المحقَّق، بل أنا أتحمّل العبء الأكبر والمسؤولية الكبرى لكل ما وقع في هذا الكتاب من الأخطاء والتقصير، وعلى القارئ العزيز أن يقوم بتصحيحه ويُسْرع إِلى تصويبه مشكوراً)) اهـ.

وقال في السطر الأول في الصفحة نفسها: ((لقد قمْتُ بتحقيق هذه النّسْخة وكتبْتُها على الحاسوب الآلي وأَخْرَجْتُ النصّ على صِيغته هذه التي يجدها القارئ الآن بين يديه)) اهـ.

قلت: وهذا يؤكِّد ما قاله في الفِقْرة الأولى?، إذ نصَّ على أن تقصيره فقط سبَّبَ الأخطاء؛ لذلك سوف أذكر ما وقفتُ عليه من أخطاء هذه النشرة، سواء كانت منهجية، أو نحوية، أو إملائية، أو في التشكيل والحركات الإعرابية، أو ناشئة عن عُجْمة المستشرق، أو جهله باللغة العربية، أو جهله باصطلاحات أهل الحديث، وسواء كانت الأخطاء اتفاقية، أو تعمّدية.

وأنا أيضًا لا أهمل الأخطاء الطباعية؛ لأنها ليست من صنيع الآلة، فالمحقِّق مَن يُسأل عنها.

أولا:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير