[رحلة الشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله - إلى المغرب العربي + سوريا]
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
قال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله:
"بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة المغرب العربي
رحلة قصيرة إلى أفريقيا الشمالية الشهيرة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعدَه.
وبعد: فبمناسبة ترشيح الجامعة الإسلامية إيّاي أنا حمّاد بن محمد الأنصاري والأخ عبد الرحمن بن إبراهيم السيف السفر إلى المغرب العربي بدوله الثلاث تونس، والجزائر، والمغرب الأقصى للبحث عن المخطوطات النادرة وتصويرها باسم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
بهذه المناسبة توجهنا من المدينة النبوية يوم الثلاثاء بعد العصر في 16/ 7/1396ه وتوجهنا في الطائرة إلى جدة، فوصلناها قبل غروب الشمس فبتنا فيها منتظرين الحجز إلى تونس الخضراء، بتنا ليلتنا تلك بجدة في فندق الرحاب، وتقيّلنا يوما الأربعاء لعدم إمكان الحجز في ذلك اليوم إلى أن تيسّر الحجز إلى تونس عن طريق رومية بإيطاليا.
( ... )
وفي يوم السبت الموافق 20/ 7/1396ه زرنا السفارة السعودية بنهج النمسا بتونس الخضراء، فوجدنا فيها قائم مقام السفير عباس البصراوي فاستقبلنا استقبالاً حارًّا، فذكرنا له مهمتنا، فرحّب بنا مخبرًا باستعداده للتعاون معنا بكل ما لديه من الإمكانيات، كما زرنا في نفس اليوم الملحق الثقافي في مكتبه بشارع الحرية، فرحّب بنا بالحفاوة والتكريم، ولا غرو فإن الملحق الثقافي في تونس من بيتٍ معروف، وهو أعني الملحق الثقافي الأخ عبد الملك بن عبد الله آل الشيخ.
( ... )
وفي يوم الاثنين الموافق 22/ 7/1396ه زرنا كمال الدين التارزي مدير الشئون الدينية بالجمهورية التونسية فأخبرنا أنه مستعدّ للتعاون معنا على مهمتنا، وفعلاً ذهبنا معه إلى المكتبة الوطنية الواقعة في حيّ جامع الزيتونة في الحيّ الأصلي بتونس، فدخلنا في مكتب مدير المكتبة عزت القلوزي، ثم أخذنا إلى المسئول عن المخطوطات في المكتبة عبد الحفيظ بن منصور، فأخبرنا كلّ منهما أنه على أتم الاستعداد للتعاون معنا على ما نريد في المكتبة، وقال المدير وهو يقوم بتصوير ما نريد من الكتب: ولكن تبين لنا أن الآلة التي في المكتبة للتصوير قد أصابها خلل يحتاج إلى انتظار يومين، ولم يتبين لنا ذلك إلاّ في يوم الأربعاء الموافق 24/ 7/1396ه
( ... )
وقد أنهينا استعراض الموجود من القوائم في المكتبة وانتقينا منها بعض الكتب التي أفردناها بقائمة خاصة بها، ومن أهمّها: الجزء الثالث من (الأحكام الكبرى) لابن كثير، وهو جزء من بقية الصلاة ابتداءً من الأذان، و (الجامع الكبير) للسيوطي، وقطعة من (تاريخ دمشق)، وغير ذلك مما ذكرنا في القائمة المختارة.
( ... )
وقد زرنا كثيرًا من المسؤولين من طلبة العلم بتونس، منهم رئيس الشعائر الدينية كمال الدين التارزي، والحبيب بالخوجة عميد الجامعة بتونس، وأطلعَنا الأخير على أقسام الجامعة بفصولها ومكتبتها الكبيرة التي تحتوي على أهمّ المطبوعات العربية من مختلف الفنون.
وكذلك اتصلنا بالأديب الكبير محمد الشاذلي النيفر، وقد حظينا من الجميع بالتقدير والاحترام.
وفي تونس كنت أتناوب في إلقاء المحاضرات مع الأخ أبي بكر الجزائري، حيث أني ألقيت في جامع محرز بن خلف، وفي جامع الزيتونة، وفي جامع سبحان الله وغيرها من جوامع تونس الكثير التي لا يعمرها بالصلاة إلاّ التيجانيون من الشيب والشبان.
( ... )
ومن الملاحظ: أن المسؤولين عن الشؤون الدينية والتعليمية من الأحناف، مع أن نسبة الأحناف في المالكية خمس في المائة، وهؤلاء الأحناف من بقايا الأتراك الذين كانوا حكّامًا على تونس قبل الاستعمار الفرنسي.
وفي شوارع تونس تلتقي بأسراب من النساء العاريات تونسيات وغيرهن، مما يدلّ على أن الاستعمار لا يخرج من بلد إلاّ بعد أن يترك تقاليده وعاداته في ذلك البلد، فلذا تجد من النساء العاريات والشباب المتفرنج عددًا لا يستهان به، تشاهد هؤلاء في جميع الشوارع في تلك البلاد التي محى الاستعمار كل أخلاق الإسلام وتقاليده وعاداته منها حتى لا تفرق بين الشاب المسلم والمرأة المسلمة وبين الشاب والمرأة من الإفرنج.
¥