ولا يخفى على طالبي العربية والأدب خاصة ما في بعض هذه المعلقات من كلمات يخجل لها وجه كل حيي .. حتى - والله - أن بعض الطالبات كنَّ يستأذنَّ الدكتور أثناء إلقاءة المحاضرة خجلا مما يقال، وكان بكل بساطة منه يسمح لهن بالاستئذان، ولا يجد أي حرج في أن يُفَصِّلَ المعاني ويشرح ما بها من كل جهة لا سيما الجمال اللفظي البلاغي وغيره؛ يحاول بذلك أن يبرهن لنا عن شاعرية هذا الرجل أو ذاك .. ولم أر أحدا منهم - مهما كان به من تدين وخلق - يعلق حتى بكلمة واحدة على أي بيت غير التعليقات اللغوية الأدبية ..
ولا أحدثك عن بعض انبساط بعض الطلبة من الكلام أحيانا .. ولعله أمر طبيعي!!
الخلاصة:
1 - أن أغلب من سمعت ورأيت وقرأت له، يفصِل الأدب عن الخلق والدين فصلا تاما، ويكون همه في التراكيب والألفاظ والقدرة البلاغية وشاعرية القائل من عدمها - هذا إن كان ناقدا -، أما الأديب نفسه فتلاحظ ذلك من أدبه، وافتح أي كتاب من كتب الأدب المعروفة، تجد أنه مهما بلغ من علم وخلق ودين الأديب، إلا أنه لا يكاد يخلو كتابه من بعض ما نقصد .. إلا نادرا (لذا قلت: مطلب صعب).
2 - لست من مناصري رأي على رأي في هذه القضية، ويا ليتنا نفتح لها موضوعا بالمنتدى خاص بها، نستطلع ونناقش فيه الآراء، وأظنه سيكون موضوعا علميا ماتعا.
3 - قد يكون لهذه القضية ارتباط وثيق بقضية (اللفظ والمعنى) التي دار عليها - أيضا - جدال وخلاف لا يقل حدة عن سابقه.
4 - لا شك أن الباحث عن مثل ما سألتم عنه، سوف يجد الكثير مما يريد، ولكنه سوف يرد مثله أضعافا مضاعفة من آلاف من أبيات الشعر والقصائد على مر العصور، وقد ترد جُلَّ ما قاله المتنبي أو أبو نواس ناهيك عن أمرئ القيس.
5 - لست من الآخذين بالقول بأن الضعف الأدبي لحق كثرا ممن التزموا الدين والخلق في أدبهم ولذا جاء أدبهم هشا ضعيفا .. هذا رأي يرده الاطلاع والاستقراء .. ولكن بلا شك أن كمَّه لا يغني عن الاطلاع عما يضاده من معان فاسدة حوتها تراكيب وألفاظ يحتاج أن يعرفها كل مشتغل بالأدب، وليقذف بالمعان وقتها - بكل قوته - في وجه صاحبها، ولو كان المتنبي.!!
وعليه أن يردد دوما:
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) [الأنعام: 162]
6 - وجهة نظر: لا شك أن مريد الأدب للأدب لا مفر له من التعرض لبعض مما يخدش حياؤه، أو لبعض مما يخالف عقيدته وخلقه، أو غير ذلك مما سميتموه (ترهات) .. ومعكم الحق. وما عليه بعد أن يكون هو صانع للأدب أن يوظف ما تعلم من أجل دينه وقيمه وكل نافع من قول ....
أما من أراد أن يكون مجرد قارئ محب هاو للأدب وأهله، لا يتعلمه طمعا في أن يكون من صانعيه وأهله، فلا يضره - بل يحسن له - أن يحاول الاطلاع على مثل ما ذكر الأخ أحمد حول كتاب (بهجة المجالس)، ولا يحاول أن يشغل نفسه بغير ذلك ..
هذا ما قصدته، ولم أكن أشأ أن أفصل فيه لولا طلبكم، وجزاكم الله خيرا،
ولعلي بكتابتي على عجالة من أمري، لم يتيسر لي ترتيب أفكاري أكثر، وأرجو لو وصل المقصود، ولا حرمنا الله منكم أبدا ..
وأعتذر عن حشو موضوعكم بهذا الكلام ... وقد أكون مخطئا في بعض ما ذكرت جهلا أو سهوا، فاعذرونا رحمكم الله ..
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وحفظكم، ولا أرانا فيكم مكروها أبدا، ويسر اللهم لنا ولكم، اللهم آمين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا آثريتم الموضوع بردكم
فعلا ماذكرته صحيح وليس اي كتاب ادب يقتنى
ولا حيلة لنا الا السؤال عن الكتاب قبل اقتنائه
والذي يظهر لي اخي ان لك معرفة بكتب الأدب
فلو ادرجت لنا ماتراه من الكتب المناسبة مثل كتاب
"بَهْجَة المُجَالسة المنتقى من كتاب الإمتاع والمُؤَانسة"
او التي على هذا النحو
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 12 - 07, 10:48 ص]ـ
غفر الله للأخ على ما قال ...
أوصي بكتاب ((لذة العبادة))
هذا الكتاب ما يهدى إلا لعزيز لعظيم فائدته
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[14 - 03 - 09, 06:42 م]ـ
سيصدر قريبا
كتاب "بَهْجَة المُجَالسة المنتقى من كتاب الإمتاع والمُؤَانسة"،
خُلْوٌ من الاستطرادات الفلسفية والنوادر نابية الذوق ورديئة المعنى،
ويكون طوع يمين الفتى الأديب والفتاة الأديبة الشادية
¥