ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
قال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
رحلة سوريا
رحلة طلاّبية إلى سوريا استغرقت خمسة عشر يومًا.
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على النبي المصطفى.
وبعد:
ففي يوم الاثنين الموافق 7/ 4/1399ه توجّهنا في رحلة طلاّبية استطلاعية إلى دمشق الشام (سوريا)، توجهنا مساءً في طائرة بوينج سعودية من مطار المدينة النبوية في الساعة 2.5 زوالي.
وكان في مقدمة الرحلة الدكتور علي ناصر فقيهي أمير الرحلة، وعميد المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، والأخ لطفي السوري الدمشقي المشرف الاجتماعي في الإشراف، والأخ حمود الرحيلي مسجل الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وكاتب هذه السطور أبو عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري، وكان معنا كوكبةٌ من طلاّب الدراسات العليا في مختلف الشُّعَب، يبلغ تعدادهم أربعة عشر طالبا، كلهم من السنة الثالثة، وينتمون إلى اثنتى عشرة دولة من سعودي، ويمني، وإيراني، وأفريقي، وباكستاني، وغير ذلك.
( ... )
وبعد نزولنا في فندق يسمى (فندق الجمهورية الكبير (خرجنا إلى صلاة المغرب في المسجد الأحمدي قرب سوق الحميدية في وسط دمشق، فصلينا خلف شخص شافعي يرتدي بنطلوناً وقميصا على زيّ الأتراك، علاوةً على أنه حالق لحيته، ونستغفر الله ونتوبُ إليه.
ولما أتم الصلاة تأخّر كثيرًا في مصلاه دون أن ينصرف إلى المأمومين، ثم قام فتسنن في نفس المصلّى خلاف السنة.
( ... )
انطلقنا إلى المكتبة الظاهرية والمجمع العلمي المتقابلين للاطلاع على المخطوطات التي تراكمت في المكتبة، وللاستفسار عن الموجود من مطبوعات المجمع.
ومع الأسف لم ندرك فيها الشيخ الألباني، إذْ سبقنا فخرج قبل حضورنا في هذا اليوم.
( ... )
وعند انتهاء الدوام ذهبنا إلى الجامع الأموي الواقع على جنوب المكتبة، وهو جامع كبير من الطراز الأول، يزعمون أن القبّة التي وسطه تتضمن قبر النبي يحيى عليه السلام، هذا الجامع في الحقيقة متحف من متاحف النصيرية.
( ... )
وفي صباح يوم الخميس الموافق 10/ 4/1399ه توجهنا إلى حلب الشهباء في حافلة كبيرة استأجرناها على حسابنا، امتطيناها إلى حلب في الساعة الثامنة زوالاً، ومرّت بنا في طريقنا ببحيرة صناعية على نهر العاصي، وكان يومنا ذاك يوما مطيرًا، كما مرّت بنا على مدينة حمص قبل الظهر فواصلنا سيرنا على أن نصلي الظهر بحماة، ولكن مع الأسف فقبل وصولنا إلى حماة بمقدار أحد عشر كيلوا عند قرية يسمونها (بسرين) حصل بسبب المطر انزلاق للحافلة الكبيرة أدّى إلى انقلابها بنا، وقد لطف الله عز وجل بنا فلم يصب منا أحد بأذى إلاّ الأخ لطفي السوري هو وولده الصغير أصيب كل منهما بجروح خفيفة في يد كل واحد منهما، كما أن صاحب السيارة والسائق أصيب كل منهما بجروح طفيفة أيضا، فبقينا في مكان الحادث منتظرين الإسعاف فلم تمض دقائق إلاّ والنجدة قد وصلت إلينا من حماة، فأرسلنا بعض الوفد مع النجدة للبحث عن سيارة تأخذنا إلى حماة، فجاءوا بها ورفعتنا على حسابنا إلى البلد فنزلنا في فندق يسمى (فندق القاهرة)،
وكان يومنا هذا يوما فاترًا من أثر هذا الحادث الذي أصيب فيه دليلُنا الأخ لطفي، حتى إنَّ بعض الإخوان قال لي: هل نستمر في الرحلة أو نقطعها ونرجع؟، فأجبتُه بأنا مصمّمون على إتمام رحلتنا فإنها رحلة علمية في سبيل الله نرجو لها النجاح مهما حصل، وإنا لسنا ممن يقول: بلغ السيلُ الزبى، لسنا إذا ما بهظتنا غمرة ممن يقول انقد في البطن السلا.
( ... )
فلما دخل وقت الجمعة ذهبنا إلى جامع قريب من فندقنا لصلاة الجمعة، فأدّينا صلاة الجمعة خلف إمام شافعي.
وبعد صلاة الجمعة قامت طائفة أخرى صلت معنا تلك الجمعة فأقامت لصلاة الظهر كما هو عادة عوامّ الشافعية من متأخّريهم، فقاموا وصلوا الظهر بعد أداء الجمعة لزعمهم أن الجمعة لمن سبق، وهذا أمرٌ لم يسبق أن رأيناه إلاّ في هذه الرحلة، مع أننا نعرف أن هناك من يرى هذا الرأي من الشافعية.
¥