الدينية: وأما من الناحية الدينية: فإن تلك البلاد تقودها طائفتان اثنتان: إحداهما طائفة البعث النصيرية الشيوعية الميول، والأخرى: الخرافيّون المتعصِّبون من الحنفية والشافعية، فالشافعية هم الأغلبية في محافظة دمشق، وأما الأحناف فهم الأكثرية في محافظة حلب الشهباء، هذا بالإضافة إلى تلك الطرق السائدة في هذين المذهبين.
وليس في الإمكان التفاهُم مع أيّ واحد من أولئك الخرافيّين المتعصبين هناك.
وأما النساء المتفرنجات والشباب المتفرنج المائع الفاقد الحياء في تلك البلاد الضائعة فتلقاهم في الشوارع وبالأخص في سوق الحميدية، تلقى في هذه السوق من النساء العاريات الكاشفات عددًا لا يحصى، بل تجدهن في المكتبة الظاهرية وهن يطالعن في المكتبة مع الرجال ورؤسهن حاسرات ليس عليها خمار مع تلك البنطلونات التي تحدد عورة كل واحدة منهن.
هذا، والحقيقة أن سوريا تحتاج إلى رجال مخلصين علماء عباقرة يجددون فيها الدعوة السلفية ويقضون على تلك الخرافات التي سادت تلك البلاد بطولها وعرضها.
والجديرُ بالذكر: أن في سوريا نساء متحفِّظات ومتسترات، ولكنهن قلّة بجانب تلك الجحافل من النساء العاريات اللاتي تمرّ بهن في الأسواق وفي الدكاكين مشاركات للرجال المتفرنجين في البيع والشراء.
الاقتصادية: وأما من الناحية الاقتصادية: فالبلاد قد أنهكتهم الحرب والثورات وقضت على كل رطب ويابس، وإلاّ فالبلاد بلادٌ مبارَكة لو وجدت أمةً مستقرّة تعمل لاستثمار بلدها لدرّت عليهم بخيرات لا تُحصى. ونسأل الله أن يعيد للشام عزّته ومجدَه.
الأخلاقية: وأما من الناحية الأخلاقية: فالبلاد عشش فيها المستعمر الأفرنجي وفرّخ، فلا يُرجى لبلاد برَك على صدورها هذا العدو وتمكّن من ثوراتها أن تبقى لها أخلاقها الإسلامية، اللهم إلاّ أن هناك أفرادًا قلّة محافظين على الأخلاق الإسلامية، على أنهم لا يملكون تحريك ساكن ولا تسكين متحرّك.
و لا يغيب عن الأنظار أن المستعمر لا يخرج من أي بلد إلاّ بعد أن يسلخ شبابه من الرجال والنساء من آداب الإسلام، وقد استعمل المستمعر في البلاد التي استعمرها مختلف أساليب الاستعمار المادي والفكري للقضاء على الأخلاق الإسلامية فيها، فوجد بالتالي أنّ أنجحَ الوسائل للوصول لغايته الشيطانية هي الغزو الفكري، فربّوا أولاد المسلمين الذين منهم سوريا على ما يملونه عليهم من الانخلاع من الأخلاق الفاضلة، حتى يبقى النشأ من أولاد المسلمين أعدى من المستمعِر نفسه للإسلام وأهلِه، إذْ فقد أخلاق الإسلام وتنكّر لمثله العليا، فلذا تجد أولئك محرومين من الدنيا ومن الآخرة لاهم من المسلمين فينالوا مما نال المسلمون ولاهم من نفس المستعمر فيعملوا كما عمل ويصنعوا صنعه، بل هم مذبذبون بين هؤلاء وهؤلاء، سلبهم العدوّ إبّان استعماره إياهم إسلامهم وثرواتهم، ولو أنهم آمنوا واتقوا ورجعوا إلى الإسلام وأخلاقه لانتصروا على هذا الكابوس الثقيل ونالوا من بركات السماء والأرض ما يغنيهم عن عدوّهم الذي سيطر على كلّ ممتلكاتهم واقتصادهم وأخلاقهم حتى تركهم في جميع شئونهم أحيرَ من ضبّ، حتى لا تكاد تعرف لهم مبدأ ولا هدفا في حياتهم المضطربة الغير مستقيمة نتيجة لتذبذبهم ونفاقهم.
وأسأل الله رب العرش العظيم أن يردّهم إلى حظيرة الإسلام، ويأخذ بأيديهم إلى ما نفروا منه تعاليم هذا الدين الإسلامي الشامل لكل خير في الأولى والآخرة، آمين.
9/ 5/1399ه"
المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (315 - 331/ 1)
منقول
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[25 - 01 - 07, 09:56 م]ـ
أخي العوضي
جزاكم الله خيراً
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 05:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي على هذه التحفة
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 05:17 م]ـ
وإياكما حفظكم الله ...