تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن هذه النسخة المشار إليها قد امتدت إليها يد العابثين فأفسدتها، وغيرت فيها وحرفت وإنما قلت هذا بعد أن وفقني الله تعالي للوقوف علي نصوص من مصادر نقلت عن تفسير الإمام الثعلبي واعتمدت عليه، وبعرض هذه النصوص علي مواضعها من النسخة المشار إليها ندرك مدي الإعتداء علي هذه النسخة، ومن ذلك ما جاء في كتاب (تخريج الأحاديث والآثار) للإمام الزيلعي، وقد خرج فيه أحاديث الكشاف للإمام الزمخشري، واعتمد علي تفسير الإمام الثعلبي اعتماداً كبيراً في عمله هذا، وها هي أمثلة من هذا الكتاب تشهد لما ذكرت:< o:p>

المثال الأول: قال الإمام الزيلعي في تخريج أحاديث سورة البقرة: (الحديث التاسع والسبعون: روي عن النبي ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ قال: نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين، والإنجيل لثلاث عشرة، والقرآن لأربع وعشرين) ثم قال الإمام الزيلعي في أثناء تخريجه للحديث: (ورواه الثعلبي في تفسيره من حديث أبي ذر فقال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي أنا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي ثنا أحمد بن جعفر بن عبد الله ثنا منصور بن جعفر ثنا نهشل بن سعيد عن عمرو بن دينار عن طارق بن إياس عن شهاب بن طارق عن أبي ذرالغفاري عن النبي ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ نحوه سواء). وبمراجعة هذا النص في الكتاب المطبوع نجده بلفظ (شهاب بن طارق عن أبي ذر الغفاري عن النبي ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ قال ..... ). وواضح أن الإسناد قد تم حذفه، هذا في حين أن من يراجع النص ـ الذي نقله الإمام الزيلعي ـ في النسخ الصحيحة يجده كاملاً صحيحاً سالماً من التحريف.< o:p>

المثال الثاني: قال الإمام الزيلعي في تخريج أحاديث سورة آل عمران: (الحديث الثمانون: عن النبي ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ أنه قال: بينما رجل مستلقي علي فراشه، فرفع رأسه، فنظر إلي النجوم وإلي السماء، فقال: أشهد أن لك رباً خالقاً، اللهم اغفر لي، فنظر الله إليه، فغفر له). ثم قال الإمام الزيلعي في تخريجه: (قلت: رواه الثعلبي فيتفسيره قال: وجدت في كتابي عن أبي زرعة محمود بن جعفر بن الحسن وشككت في سماعي منه أنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله السلمي أنا محمد بن حسان بن أحمد أنا محمد بن الحسن الخليل ثنا عبد الله بن زياد القطواني حدثنا سيار ثنا عبد الله بن جعفر ثنا زيد بن أسلم ثنا عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ: بينما رجل إلي آخره)، وبمراجعة هذا النص في الكتاب المطبوع نجده بلفظ (زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ: بينما ...... ) وواضح أن الإسناد قد تم حذفه، وعند النظر في النسخ الصحيحة نجد النص ـ الذي نقله الإمام الزيلعي ـ كاملاً صحيحاً.< o:p>

المثال الثالث: قال الإمام الزيلعي في تخريجه لأحاديث سورة يوسف: (الحديث الخامس عشر: عن النبي ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ أنه قال: لن تعط أمة من الأمم إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصيبة إلا أمة محمد ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ، ألا تري إلي يعقوب حين أصابه ما أصابه لم يسترجع، وإنما قال: يا أسفا) ثم قال الإمام الزيلعي في أثناء تخريجه: (رواه الثعلبي في تفسيره من طريق ابن وهب حدثني محمد بن سعيد الهباري حدثنا إسحاق بن الربيع حدثنا سفيان بن زياد العصفري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ: (لم تعط أمة من الأمم إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصيبة إلا أمة محمد ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ ألا تري إلي يعقوب حين أصابه ما أصابه لم يسترجع إنما قال: (يا أسفا علي يوسف)) وبمراجعة هذا النص ـ الذي نقله الإمام الزيلعي ـ في موضعه من الكتاب المطبوع نجده بلفظ (سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ: لم يعط أمة ........ ). وواضح أنه قد تم حذف الإسناد، في حين أننا حين ننظر في النسخ الصحيحة نجد النص كما نقله الإمام الزيلعي صحيحاً سالماً من التحريف.< o:p>

ـ وفي تخريج الأحاديث والآثار للإمام الزيلعي من هذا القبيل الكثير، وأكتفي بما ذكرت، وأخلص مما سبق إلي القول بأن النسخة التي اعتمد عليها المحقق في إخراج الكتاب من أوله إلي آخر سورة الكهف نسخة محرفة، امتدت إليها يد العابثين، فأفسدتها، وهي غير صالحة تماماً للإعتماد عليها في تحقيق الكتاب، لاسيما وأن النسخ الصحيحة موجودة، وكثيرة، وهي الأحق بأن تعتمد.< o:p>

ثالثاً: من الواضح عند النظر في الكتاب أن هم المحقق كان مجرد إخراجه فحسب، ولذا فإنه لم يحقق المتن، وإنما قام بمجرد تبييض النسخة الوحيدة التي كانت بين يديه، وكنت أتمني أن لا يخرج تفسير الإمام الثعلبي ـ وهو الذي امتلئ بالإسرائيليات والأخبار الضعيفة ـ بهذه الصورة، فيتداوله الناس وهو علي حالته هذه، ولكن بعد تحقيق متنه، وتمحيص نصوصه حتى يكون الناس علي بينة مما جاء فيه.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير