إلى هنا قد أفلح الدكتور أن يجذب انتباهي ويمتلك كل طاقتي في الاشتياق إلى تصحيح «التاريخ» ..
ومع ذلك فقد زادني اشتياقًا على اشتياقي ..
يقول: «نعم هذا ما نره من الواقع الثقافي لعلماء الأمة – مع اعترافنا بعلمهم وفضلهم – وما نراه من الدعاة وقادة العمل الإسلامي – مع تقديرنا لجهادهم وتضحيّاتهم -.
إن هؤلاء وهؤلاء يسلمون بتلك المقولة التي صارت إحدى دعائم ثقافتنا وأعني بها: ... » اهـ
لا تغضبوا!
سأقف هنا قليلاً، لا زيادة في التشويق فتسئموا، ولكن لكي ألفت انتباهكم إلى تلك الألفاظ الضخمة التي استخدمها المحقق، وإلى ذلك التعميم التام الذي كرّره، بحيث لم يستثني إلا القليل، كما يستثنى من القاعدة شذوذاتٍ ..
هذه عباراته بلون أسود .. تنبيهًا للعين:
إنه يريد أن يصحح «مصيبة» تاريخية .. أو هكذا شعرت ..
ومن غير تصحيح العلماء والدعاة وقادة العمل الإسلامي فهمهم لتاريخ الإسلام والمسلمين فلن تستقيم الأمّة على طريق.
إنها أكاذيب وأخطاء تعلمناها وصارت عندنا بدهيات ومسلمات ..
وما زال علماء الأمة؛
يتخذونها مرتكزًا لأفكارهم ..
ومنطلقًا لآرائهم ..
ومستندًا لأحكامهم ..
أكاذيب وأغاليط تاريخية شكّلت وجدان هؤلاء العلماء ..
وصاغت عواطفهم ..
لم ينج من هذا أحد إلا القليل ..
يقول: «وأعني بها: القول بأن الإسلام لم يطبّق إلا في عصر الراشدين، بل إن الانحراف بدأ من عصر الخليفة الثالث، هذه المقولة تجدها صريحةً حينًا، وبين السطور حينًا ... » إلخ.
أهذا ما أراده؟!!
نعم!
ثم أخذ يسوق بعض ما يقوله العلمانيون حين يناوئون الدعوة الإسلامية بتساؤلهم:
«أي إسلام تريدون إسلام عثمان بن عفان الذي رتع في مال الأمة وأباحه لبني أميّة، ونفى أبا ذرٍّ رضي الله عنه وأركب قبيلته بني أمية رقاب العباد فجعلهم الولاة، والقادة، وخزنة بيت المال؟
أم تريدون إسلام معاوية وعمرو بن العاص الذي خدع أبا موسى الأشعري يوم التحكيم؟
أم تريدون إسلام يزيد الذي ... » اهـ
اكتفيتُ فلن أزيد، ولعلكم قد بان لكم من الأمثلة ..
لكن يجب أن أنقل قوله: «ولا يجد الإسلاميون جوابًا!! كيف!! وهذه المعاني مبثوثة في كتبهم ودائرة على ألسنتهم!!» اهـ
من حسن التوفيق – وما أقلّه هنا- أنه لم يزد على وصفهم بالإسلاميين في هذا السطر!!
«وعندما يفحمون ويسقط في أيديهم يلجئون إلى جوابٍ يظنون أنه ينفعهم ويخرجهم من ورطتهم؛ فيقولون: (إن الإسلام يحكم على البشر، والبشر لا يحكمون على الإسلام، فنحن لا ندعو إلى إسلام الأمويين، ولا إلى إسلام العباسيين، وإنما ندعو إلى الإسلام الصحيح الثابت في القرآن والسنة» اهـ
كفى يا دكتور عبد العظيم!
«أرأيت إلى خطورة هذه القضيّة قضيّة التاريخ!!»
نعم رأيت!
ورأيتُ أنك بالغت واتهمت عامّة علماء الأمة - إلا القليل – بشرب هذا السم الزعاف!
أهذا الذي ذكرته شكّل وجدان علماء الأمّة، وصاغ عواطفهم وصار مستند آرائهم، ومنطلق أحكامهم، ومرتكز أفكارهم؟؟
أهذا الذي لم ينج منه إلا القليل النادر؟؟
أهذا الذي صار عندنا بدهيات مسلمات؟؟
سعيكم مشكور أيها الإخوة، وأعتذر أن تركت النهاية، ولكنني اضطررتُ ..
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 12 - 07, 02:11 ص]ـ
بارك اللهُ فيك أخي (الأزهري السلفي) ...
الحقيقة أنني أحمد ربي أن تركتَ النهاية اضطراراً - وإن كان الاختيار أحبَّ إلينا من الاضطرار -!
سعيكم مشكور أيها الإخوة، وأعتذر أن تركت النهاية، ولكنني اضطررتُ ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:02 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
وفيك بارك الله أخي خليل.
وقد قلبتُ مشاركتك على وجوهٍ عدّة فلم يتبيّن لي إلى الساعة إن كانت مدحًا أو قدحًا!
على كل حال أنت مشكور للمشاركة ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:47 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
بقيت ثلاثة مواطن أحب الإشارة إليها سريعًا في توطئة الدكتور الديب قبل أن نرجع أخيرًا إلى أصل الموضوع ..
أبو زهرة يخاف الوقوع تحت ضغط الواقع!
أعتذر إليكم أيها الإخوة أن آثرتُ نقلَ بعض كتابات الدكتور «عبدالعظيم الديب» جرداء عن التعليق!
أعلم أن بعض إخواني يعلمون أن نفسي تأبى إلى التعليق، وربما المتكرر، وربما المتعدد!
لكني التعنّي بالتعليق في بعض المواطن مضيعة للجهد!
هل تذكرون أبا زهرة!
الذي وجد تبريرات لإنكار حدّ «الرّجم»؟
¥