وهذه كذبة مهتوكة؛ لأنني كففتُ عن الذهاب إلى المعرض المذكور قبل ذلك بسنوات، حتى لحظتي هذه. مما دعاني إلى إرسال رسالة إليه آمره فيها أن يحذف تقدمتي لكتابه، وأن يحذف اسمي الذي سطره على طُرَّته إن كان ينوي إعادة طباعته مرة أخرى.
وإني أشهد الله ـ سبحانه ـ أن هذا الإنسان ليس تلميذًا لي ـ كما يتبجَّحُ ويدَّعي في كل مكان يتوجه إليه ـ، ولم يحضر لي درسًا واحدًا البتة منذ بدأت التدريس من بضع وعشرين سنة حتى أُسْكِتُّ قسرًا منذ نحو عشرة أعوام.
لكن الأمر كما بيتُ وأفصحت بمَا لا يدع مجالا للارتياب في بُهته واعوجاجه.
وإنما رأيتُه عددًا من المرات يُعَدُّ على الأصابع؛ إحداها لما أتاني في (دار التأصيل) للغرض سالف الذكر، وسائرها أيام كنت أراه في (معرض الكتاب) قائمًا يبيع الكتب في (دار الصحابة) أو في (دار الضياء) التي استقلّ بها، وأحيانًا كنت أخرج معه من المعرض المذكور ولا يدور بيننا إلا ما يدور بين أخوين لهما اهتمام بالعلم وكتب السُّنّة!
ومما أنقمه عليه ـ أيضًا ـ إفراطه في التصنيف إلى درجة لا تطاق، وبُسرعة لا تتفق مع ما كان عليه أئمتنا الورعون المتأنُّون المتألهون المحتسبون!
وننتقل إلى الآخر ـ الذي يشبه الأول إلى حد كبير ـ؛ ألا وهو المدعو ـ بغير حقٍّ ـ بالشيخ (!) أبا عائش عبدالمنعم بن إبراهيم ـ هداه الله ـ، وأنا أكنّيه لا توقيرًا له وإجلالا؛ فإنه ليس أهلا لذلك؛ بل لأنه عُرِف جدًّا بهذه الكنية.
وهذا ـ أيضًا ـ أراد أن يستثمر اسمي، ويوهم الطيبينَ من حَسَني النية سَليمي الصدور أنه تلميذٌ لي ـ بغيًا وعَدْوًا ـ؛ فكان يقصدني في منزلي ليسجل حوارًا معي يستوضحني فيه عن عبارات لبعض الأئمة المتأخرين تتعلق بالحديث الحسن وحَدِّه؛ فاستغرق ذلك جلسات لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة! ثم زعم ـ بعد ذلك ـ أنه سجل معي أحد عشر شريطًا!!! فكان بذلك أصفق وجهًا من صنوه الأول! ثم إنه أخذ هذه الأشرطة وأفرغها من مسودة كتاب تركها عندي لأُراجعها، إلا أن ظروفي لم تمكِنِّي من ذلك، بل إن قلبي لم يُطاوعني على تشجيعه على ذلك!
ثم فوجئ العبادُ بكتاب له يخرج عليهم؛ سماه «حوار لطيف مع الشيخ محمد عمرو عبداللطيف»، حتى قال بعض البسطاء: إنه يدل على خلله في العقيدة؛ لعدم توقيره لرب العالمين ـ سبحانه ـ؛ يعني: تكريره لفظة (اللطيف).
ولا شكّ أن هذا السجع المتكلّف مما يدعو ضعاف العقول إلى السخرية واللمز، ولا يقدم على ذلك إلا إنسانٌ لا يقدر الله حق قدره.
ثم إن الله ـ عز وجل ـ قد ابتلاه بالسجن نحو السنتين، وبدلا من أن يقر بخطئه ويصلح بعد إساءة؛ إذا به يدرّس نفس الكتاب ـ الذي استنكرتُ عليه إصداره ونسبته إليَّ ـ داخل معتقله!! مع أنني أظهرتُ له بعد خروج هذا الكتاب أنني واجدٌ عليه من التسرع في إخراج هذه الأشرطة العشوائية في صورة كتاب، يوهم المطلع عليه أمورًا لا أعتقدها أصْلاً، كما يعوزه كثير من التنقيح والتصويب العلمي والطباعي.
وقد شهد عليه بعض مَن كان يعمل معه أنه أيضًا كان يسرق جهد الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ وتخريجاته وينسبها إلى نفسه على نظام (القص واللزق)!! ثم شهد عليه أحد كبار أهل العلم بأمور تتقزز النفس السوية من ذكرها رآها عليه ـ بنفسه ـ، حفظه الله تعالى.
وقد أهداني كتابًا له صغيرًا مكتوب على طُرَّته «كلمات القرآن»، يشبه إلى حد كبير ـ إن لم يكن هو هو ـ كتاب الشيخ مخلوف!!
فهذا إنسان لا يمت لي بصلة، وليس لي بتلميذ، ولا أراه أهلاً لإمامة أو تدريس أو تصنيف أو ثقة! لكنه أراد مني قضاء حاجة؛ فقضاها ثم انصرف.
وأختم ـ على سبيل التحذير ـ بثالث يدعى (سيد غريب)، خدع أهل (قليوب)؛ فزعم لهم أنه تلميذ لي ولأبي إسحاق الحويني ـ حفظه الله ـ، وجعل يبتزُّهم ماديًّا بدعوى أنني في ورطة تحتاج إلى أموال وأنه سيقوم بتوصيلها إليَّ. وقد قام أحد الطلبة النابهين بالتحذير منه، حتى علمت ـ منذ شهرين وأيام ـ أنه ما زال يفتري ويدَّعي أنه من تلامذتي. ولا أعرف عنه سوى أنه كذاب أشِر ... .
وفي الختام: أسأل الله ـ جلّ وعلا ـ أن يتدارك هؤلاء وغيرهم ـ ممن لم أذكر أسماءهم ـ بتوبة نصوح ورجعة إلى الحق صادقة، قبل أن ينزل الموت بساحتهم وهم على هذه الأحوال القبيحة.
وأقول لإخواني الكرام: اللهَ اللهَ في أخي الحبيب أبي حمزة الأزهري؛ فإنه من أوثق وأصدق مَن عرفتهم في حياتي؛ فلا داعي للارتياب فيما ينسبه إلى مَن أقسم أنني أحب أهل الأرض ـ من الأحياء ـ إليه.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه
أخوكم المحب
محمد عمرو بن عبداللطيف
بمنزله بمدينة نصر، يوم السبت، الموافق الثالث والعشرين من شعبان 1427