و هذا الَّذي تسميهِ أنتَ بالتَّجريد و التَّصنيفِ لم يعرفهُ السَّلفُ بل هو بدعٌ من القولِ و منذ أن قامت المواجهة بين الحقِّ و الباطِلِ ما زال أهل الحقِّ يبصِّرون الناس بمن ابتغى غير طريق أحمدٍ سبيلاً ليُحذر ... نصيحَةً ليبقى بياضُ المحجَّةِ ناصعًا و لا ضير لمن استبان له الطريقانِ الإستفادة ممن هذا حالهُ.
ثمّ قلتَ:
وكانت الحياة العلمية يومها في بغداد والبصرة والكوفة والحجاز ومصر والشام تموج موجاً ...
و ترمي بهذا إلى أنَّهُ لم تكن اتضحت المناهج بعد و لم تكن استتبت أفكارها!
و هذا منك خطأٌ غريب و لو أنَّكَ ممن يكحِّلُ عينيهِ بمداومةِ النظر في كتب اعتقاد الأسلاف لم يصدر منك مثل هذا الحكم الهزيل و القاعدة عند السَّلفِ رحمهم اللهُ أنَّ لكلِّ قومٍ وارثٌ و الأعجب في ذلكَ أنَّكَ صوَّرتَ نفسكَ صورةَ المزدري بإخوانهِ لنظرهم السطحي كما زعمتَ
وخذ لكَ للعبرةِ "لام" الأشاعرة و "نون" اليهود و ما بينهما من القرابة و الصِّلةِ تفهم حينها ما أقول!!
و قلتَ و ما زلتُ أعجبُ من هذه:
تدخل عليه الفكرة من أفكار المعتزلة فيرجحها ويقبلها وهي عنده فكرة وفقط ...
ما هذا التَّمييع يا أخي!
فكرة!!!
و فقط!!!
و هل في الدِّين شيءٌ نسمِّيهِ " فكرة "!!! يا سلفي!!
كان الفرَّاء يؤوِّلُ الإستواء، هذا عندكَ فكرةٌ و فقط!! عجبتُ لكَ يا سلفيّ!! أرأيتَ لو طرَّدنا قاعدتكَ هذه على غير الفرَّاء يعني على كلِّ أقوال أئمَّة السنَّة لما بقي لنا مبتدعٌ على وجهِ الأرضِ فضلاً عن قولنا فلان تلطَّخَ ببدعٍ.!!
و قلتَ:
فتكاد تشم من سطحيتهم هذه أن:
... السني سني محض دائماً ولابد ...
سبحانَ اللهِ، و كأنَّنَا بالنسبةِ لكَ السنيّ المحض دائما ... مطلبهُ عزيز بل يكادُ يُلحق بالأساطيرِ!!
يا أخانا، قال نبيُّ الإسلامِ صلَّى اللهُ عليهِ و على آلهِ و صحبِهِ و سلَّم:
لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ.
يا أخانا، قال ربُّنا سبحانهُ و تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ - قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
و بقِيَ في الجُعبَةِ ما بَقِي و لكن فيما ذكرتُ غُنيةٌ لمن اعتبر و حاسبَ نفسَه و ما تكْتُب يا أخي زائلٌ عن أَعيُنِ القرَّاءِ قبلَ أن يغلقوا الصفحة و تموتُ كلماتُكَ و تبقى دعوة أئِمَّةِ السنَّةِ مذوِّية و منهجهم صادِعٌ فوق كلِّ تمتمةٍ لا يُعبَؤُ بها.
و اللهُ الهادي سواءَ السبيلِ، لا ربَّ سواهُ.
ـ[دار التأصيل للنشر و التوزيع]ــــــــ[09 - 01 - 08, 09:29 م]ـ
من طبع كتاب مناهج اللغويين هذا؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 10:09 م]ـ
الأستاذ محمد الزواوي ...
كل عام وأنت بخير حال وأتم صحة وأكمل عافية وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ...
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 09:54 ص]ـ
و منكم يا أخانا الحبيب أبا فهر. . .