وقال ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر (97): (تصفح العلم كل يوم يزيد في العالم و يكشف له ما كان خفي عنه و يقوي إيمانه و معرفته و يريه عيب كثير من مسالكه إذا تصفح منهاج الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة فأراد إبليس سد تلك الطرق بأخفى حيلة فأظهر أن المقصود العمل لا العلم لنفسه و خفي على المخدوع أن العلم عمل و أي عمل فاحذر من هذه الخديعة الخفية فإن العلم هو الأصل الأعظم و النور الأكبر و ربما كان تقليب الوراق أفضل من الصوم و الصلاة و الحج و الغزو و كم من معرض عن العلم يخوض في عذاب من الهوى في تعبده و يضيع كثيرا من الفرض بالنقل و يشتغل بما يزعمه الأفضل عن الواجب و لو كانت عنده شعلة من نور العلم لا هتدى فتأمل ما ذكرت لك ترشد إن شاء الله تعالى).
خامسا: لا بد في شهر رمضان من تعليم الناس أحكام الصوم وما يفسد الصوم ومايباح فيه وأحكام الاعتكاف وبيان بدع الصوم والأحاديث الضعيفة والموضوعة المتعلقة بالصوم وأحكام زكاة الفطر وصلاة العيد وغير ذلك وهذا ليس مجرد وعظ وإنما هو تعليم وتفقيه بأحكام الشرع.
سادسا: قال ابن القيم عن حرص السلف رحمهم الله على طلب العلم في جميع الأوقات حتى الموت (مفتاح دار السعادة (1/ 74)): (ولهذا كان أئمة الاسلام إذا قيل لاحدهم الى متى تطلب العلم فيقول الى الممات:
قال نعيم ابن حماد سمعت عبد الله بن المبارك رضى الله عنه يقول وقد عابه قوم في كثرة طلبه للحديث فقالوا له الى متى تسمع قال إلى الممات.
وقال الحسين بن منصور الخصاص قلت لاحمد بن حنبل رضى الله عنه الى متى يكتب الرجل الحديث قال الى الموت.
وقال عبد الله بن محمد البغوي سمعت احمد بن حنبل رضى الله عنه يقول إنما اطلب العلم الى ان ادخل القبر.
وقال محمد بن إسماعيل الصائغ كنت اصوغ مع ابي ببغداد فمر بنا احمد بن حنبل وهو يعدو ونعلاه في يديه فأخذ ابي بمجامع ثوبه فقال يا ابا عبد الله الا تستحي إلى متى تعدو مع هؤلاء قال إلى الموت.
وقال عبد الله بن بشر الطالقاني ارجو ان يأتيني أمر ابي والمحبرة بين يدي ولم يفارقني العلم والمحبرة.
وقال حميد بن محمد بن يزيد البصري جاء ابن بسطام الحافظ يسألني عن الحديث فقلت له ما اشد حرصك على الحديث فقال او ما احب ان اكون في قطار آل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل لبعض العلماء متى يحسن بالمرء ان يتعلم قال ما حسنت به الحياة.
وسئل الحسن عن الرجل له ثمانون سنة ايحسن ان يطلب العلم قال إن كان يحسن به ان يعيش)
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[29 - 10 - 06, 11:31 م]ـ
جزيت خيرا أخي أبو حازم على هذه الفوائد النفيسة ...