تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا وقد رقمت لك أخي طالب العلم هذا السِّفْر المبارك ـ إن شاء اللَّه ـ حال سفر وتَرْحَال، وغربة وتَجْوَال؛ أذاب نعلي، وأدمى أَظَلِّي، وقد كنت آن ذاك، كساع بلا قدم، أو كاتب بلا قلم (!!) وإن هذا السفر أيها اللبيب الأريب نسيج وحده، إذ لم ينسج من قبل على منواله، ولم يتفيأ بمثل ظلاله، غض طري، وعذب روي، كالماء الزلال، أوكوصل المحبوب بعد صرم الحبال (!) قد نُسجت لُحْمَتُهُ، وَوُشِيَتْ بُرْدَتُهُ، ممن علمت فصاحته وطارت في الآفاق شهرته، فلا غرو إذن يا صاح، وإن تعجب فعجب واللَّه عجبك.

فعليك بالعذب النمير، وامتح من الفيض الكبير. . وقد عنونت له بـ:

((ضَبْحُ الْعَادِيَاتْ فِي الْحَثِّ عَلَى طَلَبِ الَعِلْمِ إِلَى الْمَمَاتْ))

وهو عبارة عن مجموعة من القصائد في الحث على طلب العلم سميتها بالتحف.

فإن بدا لك خلل فَسُدَّ، أو نقص فعنه الطرف غُضَّ، وعذيرك مني ما قد كان وكان.

وكتب

أبو عبيد العمروني

يوم الأضحى المبارك 10 ذو الحجة 1418

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) قال ابن الجوزي رحمه اللَّه تعالى في ((لفتة الكبد في نصيحة الولد)): ((وانظر يا بني إلى نفسك عند الحدود، فتلمح كيف حفظك لها (؟) فإنه من راعى روعي، ومن أهمل ترك؛ وإني لأذكر لك بعض أحوالي لعلك تنظر إلى اجتهادي وتسأل الموفق لي.

إن أكثر الإنعام علي لم يكن بكسبي، وإنما هو من تدبير اللطيف بي، فإني أذكر نفسي ولي همة عالية، وأنا في المكتب، ولي نحو من ست سنين وأنا قرين الصبيان الكبار، قد رزقت عقلاً وافراً في الصغر يزيد على عقل الشيوخ، فما أذكر أني لعبت في طريق مع صبي قط، ولا ضحكت ضحكاً جارحاً، حتى إني كنت ولي سبع سنين أو نحوها أحضر رحبة الجامع، ولا أتخير حلقة مشعبذ، بل أطلب المحدث، فيتحدث بالسند الطويل، فأحفظ جميع ما أسمع، وأرجع إلى البيت، فأكتبه.

ولقد وفق لي شيخنا أبو الفضل بن ناصر رحمه اللَّه فكان يحملني إلى الأشياخ، وأسمعني المسند، وغيره من الكتب الكبار، وأنا لا أعلم ما يراد مني، وضبط لي مسموعاتي إلى أن بلغت، فناولني ثبتها، ولازمته إلى أن توفي رحمه اللَّه فأدركت به معرفة الحديث والنقل)).اهـ

(2) عبد الفتاح أبو غدة (صفحات من صبر العلماء) (126، 127).

(3) المطهر بن طاهر المقدسي (كتاب البدء والتأريخ) (1/ 4،5).

(4) رواه مسلم (كتاب فضائل الصحابة) (باب قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الناس كإبل مائة، حديث رقم 2547)، والترمذي (أبواب الأمثال عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم) (باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله حديث رقم 2872، ورقم 2873) وقال: (هذا حديث حسن صحيح)، وابن ماجه (كتاب الفتن) (باب من ترجى له السلامة من الفتن برقم 3990).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير