تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دراسة مخطوط نصيحة في الصبر على أذى المنافقين للامام الشوكاني (للشيخ عمار تمالت)]

ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[14 - 01 - 08, 03:26 م]ـ

نصيحة في الصبر على أذى المنافقين والتحذير من أخلاقهم للإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى

الشيخ عمار تمالت ( http://www.rayatalislah.com/kouttab/sheykh-tamalt.htm)

إنّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له.

وبعد؛ فإنَّ الله عزَّ وجل قد هدانا للإيمان، وبيَّن لنا أوصافَ المؤمنين، ودعانا إلى التحلِّي بها وملازمتِها حتى يكمل إيمانُنا ويثبت، وهي التي ترجمَها النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم في سيرته العطرة، واتبعها أصحابُه من بعده، ومن تبعهم إلى يوم الدين من العلماء والصالحين؛ وحذَّرنا من كلِّ ما يُنقِصُ إيمانَنا أو يُبطِلُه، من العقائد والأخلاق والأعمال. ([1])

وإنَّ من الأخلاق السيِّئة التي تُنقِصُ الإيمان، وأحياناً تُضادُّه وتُعرضُه للبطلان: خُلُقَ النفاق، الذي اتَّصفَ واختصَّ به قومٌ دُخلاء على المسلمين، يُظهرون الإيمان والإسلام، ويُبطِنون ما يخالفُ ذلك من العقائد والأعمال، ويسعون في الكَيْد للمسلمين وإعاقة دعوتهم بوسائل مخفيَّة وطرق مشبوهة، لكن سرعان ما تنكشفُ أسرارُهم وتظهرُ حقيقتُهم بين المسلمين بسبب ما يسلكونه ويتَّصفون به من بعض الصفات التي بيَّنها الله عزَّ وجل في مواضع من كتابه الكريم.

وبين يديك أخي القارئ نصيحةٌ في بيان أحوال أهل النفاق وسلوكهم مع المسلمين المؤمنين، وما ينبغي للمسلمين أن يسلكوه تجاه كيد هؤلاء القوم وأراجيفهم الباطلة؛ كتبها الإمامُ العالمُ القُدوةُ الناصحُ محمد بن علي بن محمد الشَّوْكاني.

والإمام الشوكاني ([2]) فقيهٌ مجتهدٌ، من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء، وُلد بهجرة شَوْكان ـقريةٌ من بلاد خَوْلان باليمن ـ سنة 1173ه، وهاجر مع أبيه إلى مدينة صنعاء، فنشأ بها وحفظ القرآن الكريم، ثم انصرف إلى التعلُّم، فحفظ جملةً من المتون والكتب العلميّة في مختلف الفنون، ثم شرع في القراءة على علماء عصره، فقرأ وسمع عليهم كتباً لا تُحصى في علوم عدَّة، وبعد أن نضج في العلم تفرَّغ لإفادة الطلبة، فكانت له في اليوم الواحد أزيَد من عشرة دروس في علوم متعدِّدة، إلى جانب ذلك كان مشتهرًا بالفتوى فكانت تأتيه الفتاوى والنوازل من مختلف مناطق اليمن وغيرها، وكان لا يأخذ على الفتيا شيئًا من المال؛ بل كان يقول: أنا أخذتُ العلمَ بلا ثمن فأريدُ إنفاقَه كذلك، وصنَّف الإمامُ الشوكانيُّ تصانيف عدَّة تنيفُ على المائة مصنَّف، ما بين مطوَّل ومختصر، وامتازت مصنَّفاتُه بالتَّحقيق والرجوع إلى الأدلَّة الشرعيَّة في مختلف المسائل، فمن مصنَّفاته: «فتح القدير» في التفسير، و «نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار» في الحديث، و «إرشاد الفحول في تحقيق الحق من علم الأصول» في أصول الفقه، و «السيل الجرّار على حدائق الأزهار» في الفقه، وغير ذلك كثير، وتوفي رحمه الله تعالى قاضيًا بمدينة صنعاء سنة 1250ه.

وهذه النصيحة التي نحن بصدد نشرها في هذه المجلَّة الغرَّاء يوجدُ أصلُها الخطِّي ضمن المجموع رقم (86) من مجاميع مكتبة الجامع الكبير بمدينة صنعاء، ونُسختُها كتبها المؤلِّف بخطِّ يده، ولم يذكر تاريخَ كتابتها، لكن يُرَجَّح أنّه كتبها سنة 1239ه، لمِا قُيِّد في آخرها من قراءة أحد تلامذته عليه.

http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/img/nassiha-chewkani/makhtouta-tasghir.jpg (http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/img/nassiha-chewkani/makhtouta.jpg)

وهذا نصّ النصيحة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير