كما في «الصحيحين» وغيرهما ([7]) ـ أنَّه قال في تبيين أخلاق النفاق أنَّها: «إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ»، هكذا في الأحاديث الصحيحة من طرق عديدة، وقال مَنْ كَانَتْ فِيهِ خصْلَةٌ مِنْ هَذِهِ الخِصَالِ كَانَتْ فِيهِ خصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ المُنَافِقِينَ، وَمَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ فَقَدْ كَمُلَ فِيهِ النِّفَاقُ، هكذا وقع القضاءُ النبويُّ على كل مُتخلِّقٍ بهذه الأخلاق أو ببعضها من أهل الإسلام، والأحاديثُ في هذا الباب متواترةٌ، يعرفُها من يعرفُ السنَّةَ المُطهَّرةَ.
وقد وجدنا ـ ووجد غيرُنا ـ من المتخلِّقين بهذه الأخلاق من يعلمُ من بُحِث عن أحواله أنَّه إذا لم يكن فيه كلُّ هذه الخصال ففيه بعضُها، وإذا شئتَ أن تعرفَ صحَّةَ هذا فانظرْ إلى من غَلَب عليه، أنَّه إذا لاقاك عظَّمَك وأثنى عليك وتودَّدَ إليك، وإذا فارقَك قامَ وقعد بذمِّك، وأظهر من العداوة لك والبغضاء ما يقدرُ على إظهاره، كما قال الشاعر ([8]):
< table class="MsoNormalTable" dir="rtl" id="table12" border="0" cellpadding="0"> ويُجيبُني إذا لاقيتُه
وإذا يخلو له جسمي رتعْ
ويراني كالشجا في حَلْقه
عَسِرًا مخرجُه ما ينتزع
وهكذا من وعدَك فأخلفَك، أو حدَّثك فكذبَك، أو عاهدك فغدرَك، أو أمَّنتَه فخانَك، فمن وجدتَه هكذا وحكمتَ عليه بما حكم عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم كان الحقُّ بيدك والصوابُ ما فعلتَه، ومن أنكر عليك ذلك فقد أنكر الشرعَ الواضحَ والسنَّةَ المتواترةَ.
اللَّهم أصلحنا وسائرَ عبادك، وادفعْ عنا شرَّ الأشرار وكيدَ الفجَّار، يا من لا إله غيرُه ولا ملجأ سواه، وحسبُنا الله ونعم الوكيل.
< hr align="right" size="1" width="250">
([1]) لم يضع المؤلِّف عنوانًا لما كتبه، وقد وضعته اجتهادًا.
([2]) له ترجمة ذاتيَّة في «البدر الطالع» (2/ 214 ـ 225)، وممَّن ترجم له: زبارة في «نيل الوطر» (2/ 297 ـ 302)، والبغدادي في «هدية العارفين» (2/ 365)، وصديق حسن خان في «التاج المكلل» (ص 305 ـ 317)، وغيرهم.
([3]) وقد كتب المصنِّف كلمة «يخادعون» هكذا بضم الياء وألف بعد الخاء، وذلك على قراءة غير الكوفيين وابن عامر الشامي.
([4]) «القعاقع» جمع قعقعة، وهي اضطراب الصوت، انظر: «اللسان» (ق ع ع) و «تاج العروس» (ق ع ع (
([5]) أورده ابن هشام في «مغني اللبيب» (1/ 908) بدون ذكر قائله.
([6]) هو: طُرَيْح بن إسماعيل الثَّقفي، والبيت من قصيدة له أوردها الصدر البصري في «الحماسة البصرية» (2/ 21)، وعنده: «كذبوا» بدل «أفكوا».
([7]) الحديث أخرجه البخاري (34) ومسلم (58) وغيرهما.
([8]) هو: سُوَيْد بن أبي كاهل اليَشْكُري، والبيتان في «ديوانه» ص (30).
مصدر المقال ( http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/articles/nassiha-fi-essabr-li-echewkani.htm)
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[24 - 09 - 09, 05:25 م]ـ
للرفع