تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سادساً: بالنظر إلى كلامهم ومواقفهم من الإيمان بالله تعالى نجد أنهم في الربوبية نفوا وجوده تعالى أو شككوا في ذلك،ونفوا أن الله تعالى هو الخالق المالك والمدبر، ونسبوا الأبدية للمخلوق، وقالوا بأزلية العالم والخلق،ونسبوا الخلق إلى غير الله تعالى، وسموا غيره من المخلوقين خالقاً،ونسبوا الربوبية إلى غير الله تعالى،وسخروا واستخفوا بالله الخالق الرب العظيم – جل جلاله-، وتعمدوا تدنيس صفة الربوبية.

وأما ألوهية الله تعالى فقد انحرفوا وضلوا فيها من خلال نفيهم لألوهية الله تعالى، ونفي بعض خصائص ألوهيته وجحد حق عبادته تعالى، والسخرية بالعبادة ومظاهرها،والعبودية لغير الله تعالى، وتأليه غير الله تعالى، ووصف غير الله – جل وعلا- بالألوهية،والحيرة والشك في الغاية من الحياة، ووجود الإنسان، والزعم بأن الوجود عبث،والسخرية والتدنيس والاستخفاف بالله تعالى وألوهيته- جل وعلا-،واحترام الكفر والإلحاد وملل الكفر وامتداح أهلها والثناء على أقوالهم وأعمالهم الضالة.

وأما أسماء الله وصفاته فقد ضلوا فيها من عدة أوجه فقد وصفوا الله تعالى وسموه بأسماء وأوصاف النقص ووصفوه جل وعلا بما لم يصف به نفسه، وبإضافة أشياء إليه تهكماً واستخفافاً به تعالى وتقدس،ونفي أسماءه تعالى وصفاته الثابتة له في الوحي المعصوم،ووصف غير الله تعالى وتسميته بأوصاف وأسماء الله تعالى،والسخرية بأسماء الله وصفاته، ومخاطبته تعالى بما لا يليق به.

سابعاً: أما الركن الثاني من أركان الإيمان وهو الإيمان بالملائكة فقد نفوا وجود الملائكة ووصفوهم بما لا يليق بهم في تهكم بغيض وسخرية خبيثة، وألحقوا أسماء وأوصاف الملائكة بغيرهم.

ثامناً: أما الكتب المنزلة فقد ضلوا فيها بجحدهم الوحي جملة وتفصيلاً، وجعل ما جاء فيها من جملة الأساطير المختلقة، ونفوا أن يكون القرآن العظيم كلام الله، أو أن تكون أخباره حقيقية، أو أوامره لازمة، وأخضعوه للمناهج الفلسفية الغربية الضالة المنحرفة.

تاسعاً: جحدوا وجود الرسل أو شككوا في ذلك، ونفوا الصدق عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وذلك بجعل ما جاؤوا به من ضمن الأساطير، مع بغض للرسل واستهانة وسخرية بهم وبأعمالهم وأقوالهم، وإطلاقهم الأقوال الضالة في أن الرسل والرسالات مناقضة للعقل وسبب للتخلف، مع ترديد أقوال الكافرين والملحدين الأقدمين التي أطلقوها على الرسل الكرام، إضافة إلى إطلاقهم أسماء وأوصاف الرسل على شعراء وأدباء الحداثة وأشباههم من المنحرفين.

عاشراً: جحدوا اليوم الآخر، ونفوا البعث، واعتبروا موت الإنسان فناءً لا شيء بعده، وادعوا أن الإيمان بالآخرة من أسباب التخلف؛ لأن الحياة الدنيا – عندهم – هي المقر الوحيد للإنسان،وزعموا أن الدنيا أبدية لا تفنى ولا تبيد، مع سخريتهم واستخفافهم باليوم الآخر وما وراءه، واستهزائهم بالجنة ونعيمها والنار وعذابها.

حادي عشر: نفوا وجود قدرٍ قدره الله تعالى، وجعلوا القدر مجرد خرافة وكذب، وذموا القدر، واعترضوا عليه، وجعلوا الإيمان به سبباً للتخلف والتحجر والمهانة، وتهكموا بقدرة الله وقَدَرِه وبالمؤمنين به، مع نسبتهم التقدير والقدر إلى غير الله تعالى.

ثاني عشر: جحدوا كل الغيبيات التي جاء بها الإسلام؛ لأن الإنسان عندهم مجرد جسد تطور عن حيوان، وجعلوا الإيمان بالغيبيات الحقيقة التي أثبتها الوحي من أسباب التخلف والرجعية، مع سخرية بهذه الغيبيات الثابتة،واستخفاف بالمؤمنين بها، وإيمان بغيبيات تناسب أهواءهم وضلالهم مثل الإيمان بنظرية داروين وحتميات ماركس واعتقاد أزلية المادة، والإيمان بالوثنيات الجاهلية القديمة.

ثالث عشر: عبثوا في كلامهم بالمصطلحات والشعائر الإسلامية، واستخدموا أصلهم في الهدم والفوضى والعبث والتخريب ضد الألفاظ والمضامين الإسلامية، قاصدين بذلك تدنيس المقدس واستباحة المحرم والتحرر من المنع، وإسقاط موازين الحلال والحرام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير