الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيِّد السابقين واللاحقين، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وأصحابه والتابعين، ومن اقتفى سنتهم، وأتبَّع آثارهم إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليماً.
أما بعد:
فأقول وأنا الفقير إلى الله تعالى و تبارك، فيصل بن عبدالعزيز المبارك:
هذه وصيَّتي لأولادي وإخواني، طَلَبة العلم والدِّين، من أهالي نجد وغيرهم من سائر بلدان المسلمين.
قال الله عز وجل: {و لقد وصَّيْنا الَّذِينَ أوتُواْ الكتبَ مِن قَبْلِكُم و إيَّاكُم أنِ اتقُوا اللهَ} [النساء:131].
وقال النبي r: " اتَّقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بِخُلقٍ حسن".
والتقوى: هي طاعة الله بامتثال أمره، واجتناب نهيه.
وقال بعضهم التقوى: أن تعملَ بطاعة الله، على نورٍ من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله. وقال تعالى: {يا أيُّها الَّذِين آمنُواْ اتقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِه و لا تموتُنَّ إلاَّ و أنتم مُسلِمون} [آل عمران:102].
قال بعض المفسرين: تقوى الله حقَّ تُقاته: أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكرَ فلا ينسى، ويُشكر فلا يُكفر.
* * *
================================================== =======
فصل
وقال تعالى: {شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا إله إلاَّ هُو والملَئِكةُ و أولُواْ العِلمِ قائماً بالقسط لا إله إلاَّ هوالعزيزُ الحكيمُ} [آل عمران:18].
وقال تعالى: {أمَّن هو قانتٌ آلاءَ الَّيلِ ساجِداً و قائماً يحذرُ الآخرةَ و يرجواْ رحمةَ ربِّه قل هل يستوي الَّذِين يعلمون والَّذِين لا يعلمون إنَّما يتذكَّرُ أولواْ الألباب}. [الزمر:9].
وقال تعالى: {{يا أيُّها الذين ءامَنواْ إذا قيل لكم تَفسَّحوا في المجالس فافسحوا يفسحِ اللهُ لكم و إذا قيل انشُزوا فانشُزوا يرفعِ اللهُ الذين ءَامنواْ مِنكم و الذين أوتوا العلمَ درجتٍ و اللهُ بِما تعملون خبيرٌ}. [المجادلة: 11].
وقال تعالى: {ومن النَّاسِ و الدَّوَابِّ و الأنعمِ مختلفٌ ألوانُه كذلِك إنَّما يخشَى اللهَ مِن عِبادِه العلمؤُاْ إنَّ الله عزيزٌ غفور} [فاطر:28].
وقال صلى الله عليه و سلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
وقال صلى الله عليه و سلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".
وقال صلى الله عليه و سلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
وقال صلى الله عليه و سلم: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع".
وقال صلى الله عليه و سلم: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
وقال صلى الله عليه و سلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رُؤساء جهالاً، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضَلُّوا، وأضَلُّوا".
* * *
================================================== ======
فصل
والعلم النافع هو: كتاب الله وسنَّة، رسوله صلى الله عليه و سلم.
قال النبي صلى الله عليه و سلم: "العلم ثلاثة: آية محكمة، أو سنَّة قائمة، أو فريضة عادلة، وما كان سوى ذلك فهو فضل". قال بعض أهل العلم:
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة هم أولوا العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة
بين الرسول وبين رأي فلان
*وأخلِصوا النية في طلب العلم، وابتغوا به وجه الله تعالى والدار الآخرة.
قال تعالى: {مَن كانَ يريدُ حرثَ الآخرةِ نزِدْ له في حرثِه و منْ كانَ يريدُ حرثَ الدُّنيا نؤتِه منها و ما لهُ في الآخرةِ من نصيبٍ} [الشورى:20].
وقال صلى الله عليه و سلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
¥