وقال صلى الله عليه و سلم: "من بدأ بنصيبه في الدنيا، فاته نصيبه في الآخرة، ولم يأته من الدنيا إلاَّ ما كُتِب له، ومن بدأ بنصيبه من الآخرة مر على نصيبه من الدنيا، فانتظمه انتظاماً".
وقال تعالى: {و من يتَّقِ اللهَ يجعل لَّهُ مخرجاً * و يرزُقْهُ مِن حَيْثُ لا يحتسِبُ و مَن يتَوكَّلْ على اللهَِ فَهُو حَسْبُهُ} [الطلاق:3،2].
وقال النبي صلى الله عليه و سلم: لابن عباس: "يا غلام، إني أعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلاَّ بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلاَّ بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف".
وقال تعالى: {و ما من دابَّةٍ في الأرضِ إلاَّ على اللهِ رزقُها} [هود 6].
و قال صلى الله عليه و سلم: "إنَّ رزق الله لا يجرُّه حِرْصُ حريصٍ، و لا يردُّه كراهيةُ كارِه"
و قال صلى الله عليه و سلم: "من التمس رضا الناس بسخَطِ الله سخِطَ اللهُ عليه و أسخَطَ عليه الناسَ، و من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونةَ الناس ".
*و لا تجعلوا الدنيا أكبر همكم و لا مبلغ علمكم، وكونوا بما عندالله أوثق منكم بما في أيديكم:
قال تعالى: {ما عِندكُمْ يَنفَدُ وما عِندَ اللهِ بَاقٍ} [النحل:96].
*و استغنوا عن الناس كبيرِهم و صغيرِهم، مُلوكِهم وسوقتِهم:
قال تعالى: {أمْ تسئَلُهُم خَرْجاً فخراجُ ربِّك خيرٌ و هو خيرٌ الرازقين} [المؤمنون:72].
وقال النبي صلى الله عليه و سلم: "من يستعفِف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله".
وقال صلى الله عليه و سلم: "ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس".
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (يا معشر القُراء التمسوا الرزق، ولا تكونوا عالةً على الناس). وقال رضي الله عنه: (لا يقعُد أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللَّهمَّ ارزُقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وإن الله تعالى إنما يرزق الناس بعضهم من بعض، وتَلا قول الله جل وعلا: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودِي للصلوةِ مِنْ يَومِ الجمُعةِ فاسعَوْا إلى ذكرِ اللهِ و ذَرُوا البيعَ ذَلِكُم خيرٌ لكم إنْ كُنتُم تعلمون} [الجمعة:9].
وقال الشافعي: -رحمه الله-: (احرص على ما ينفعك، ودع كلام الناس، فإنه لا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامَّة).
وقال أكثم بن صيفي: (من ضيَّع زاده اتكل على زاد غيره).
وقال سفيان الثوري –رحمه الله-: (المال سلاح المؤمن في هذا الزمان).
وقال خالد بن صفوان لابنه: (يا بني أوصيك باثنتين لن تزال بخير ما تمسكت بهما: درهمك لمعاشك، ودينك لمعادك).
وقال الشاعر:
دعني أصُنْ حُرَّ وجهي عن رذالتِه
وإن تغرَّبتًُ عن أهلي و عن ولدي
وقالت الحكماء: (لا خير فيمن لا يجمع المال يصونُ به عرضَه، ويحمي به مروءتَه، ويصل به رحِمَه).
*وإذا ابتليتم بالملوك، فخالطوهم، وناصحوهم على حسب قُدرتكم، ولا تخونوهم، فإن عليكم ما حُمِّلتم وعليهم ما حُمِّلوا:
قال النبي صلى الله عليه و سلم: "يُستأمر عليكم أمراءُ ترَون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد سلم، ومن كره فقد برئ، ولكن من رضى وتابع، فأولئك هم الهالكون".
*ولا تُذِلُّوا أنفسَكم، وتُهِينوها بالطمع:
قال بعض العلماء:
أرى الناس من داناهم هان عندهم
ومن أكرمته عزة النفس أُكرما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظَّموه في النفوس لعُظِّما
ولكن أهانوه فهان ودنسوا
محياه بالأطماع حتى تجهما
قال صلى الله عليه و سلم: "ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسدَ لهما من حب المرء للمال والشرف لدينه".
*وإن حصل منهم رَزقٌ، بغير خيانة لهم في أعمالهم، ولا ظُلم لأحد، فلا بأس به:
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطي عمر العطاء، فيقول: أعطه أفقر مني، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "خذه فتموله، أو تصدق به، وما أتاك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا، فلا تتبعه نفسك".
*وإن كان المال حراماً، فلا يجوز أخذُه ولا أكلُه:
¥