3ـ ويحفظ "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى-، فإنه كتاب جامع لأصول الدين.
ويقرأ: "رياض الصالحين"، ويحفظ آخِرَه من كتاب الفضائل إلى آخره، فإنه جامع للمأمورات والمنهيات، ومؤدِّبٌ لقاريه، ومرغِّبٌ له في الطاعات.
4ـ ويحفظ "عمدة الأحكام" للحافظ عبدالغني بن عبدالواحد بن علي بن سرور المقدسي –رحمه الله تعالى- وهو كتاب نافع، وقراءته تحببك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو خمسمائة حديث، كلها صحيحة، لا يغتني طالب العلم عن حفظه.
5ـ ـ وإن أراد الاطلاع على أدلة المذاهب في الأحكام، والراجح والمرجوح من الأقوال ـ فلْيَحفَظْ "بلوغ المرام"، فإنه كما قال مصنفه:"حررتُه تحريراً بالغاً، ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاً"، وهو للحافظ الكبير: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني –رحمه الله تعالى-.
ـ ويقرأ في النحو، ولا يتوغَّلُ فيه فيشغله عن ما هو أهم منه فيحفظ "الآجرومية"، و "المُلحة"، وغيرهما.
ـ ويقرأ "الرحبيَّة" في المواريث، ويحفظها.
ـ ويحفظ متناً في أصول الفقه.
ـ ومختصراً من كُتبِ المذهب.
فالحفظ للأصول رأس العلم
والبحث في الشروح باب الفهم
*ولا ينازِعْ شيخَه، ولا يتتبعْ زلاَّتِه، ولا يكشفْ عن عوراته.
فمن نازعَ شيخَه حُرِم العلم، وليكُنْ بحثه معه بأدب واستصغار، ولا تحملْك محبة شيخك وتعظيمه على تصويبه في خطئه، واعتقاد الكمال فيه، فكل بني آدم خطاء، فيكون اعتقادك فيه حسناً، وإذا رأيت منه ما يريبك فلا يردُّك ذلك عن الأخذ من علمه، فالكمال لله تعالى.
قال الشاعر:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى بالمرء نبلاً أن تعد معائبه
وقال آخر:
إن ا لمعلِّم والطبيب كليهما
لا يَنصحان إذا هما لم يُكرَما
فاصبر لدائك أن جفوت طبيبه
واصبر لجهلك إن جفوت معلِّما
ـ ثُمَّ يقرأ في الكتب المطولات، فيبتدئ "بصحيح البخاري" فما بعد كتاب الله تعالى شيء أصح منه، وإن علت همتك، ورمت حفظه محذوف السند والتكرار، فاحفظ "التجريد" للزبيدي.
ـ ثم يقرأ في صحيح مسلم، والسنن الأربع، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد، ومنتقى الأخبار، وغيرها من كتب أهل الحديث –رحمهم الله تعالى-.
ـ ويقرأ في "مشكاة المصابيح" في مجامع الناس ومجالسهم، فإنه كتاب جامع لأصول الأحاديث المتفرقة في غيره.
ـ ويقرأ في "الترغيب والترهيب"، و "رياض الصالحين"، وإن استطاع حفظه كله فما أحسن ذلك، وقد ذكرنا أنه ينبغي لطالب العلم حفظ آخره.
فإذا فعل ذلك فقد بلغ في العلم، وأخَذ من كلِّ فَنٍّ أصلاً، ومن ترَك الأصولَ حُرِم الوصولُ، وما لا يُدرَك كُلُّه لا يُترَك كُلُّه.
ـ وعليك بالنظر في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكتبِ تلميذه ابن القيم، مثل "زاد المعاد" و "إغاثة اللهفان"، وسائر كتبه النافعة.
* * *
================================================== =======
فصل
ـ ثم يطالع في كُتب الخِلاف، وينظر في الشروح، فإذا ترجَّحَ له قولٌ قد قال به أحدٌ من الأئمة قبله، فليأخذْ به، ولوكان مخالفاً للمذهب، فقد قال الشافعي –رحمه الله تعالى-: (إذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو مذهبي)، وقال غيُره من الأئمة: (كلنا يؤخذ من قوله ويترك إلاَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم)، وقال بعض العلماء:
فمقتدياً كن في الهدى لا مقلداً
وخلِّ أخا التقليد في الأسر بالقيد
ومثال ذلك: إذا قال الجامدُ على المذهب من الشافعية: مذهب الشافعي نجاسة كل بول، سواء كان آدمياً، أو غيره. فقال المُنْصِفُ منهم: قد صلى النبي صلى الله عليه و سلم في مرابض الغنم وأمر العرنيين أن يحلقوا بالإبل، ويشربوا من أبوالها، وألبانها، فدل ذلك على طهارة بولها، وأما قول النبي صلى الله عليه و سلم: (استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه".
فإنما أراد به بول الناس.
المثال الثاني: إذا قال الجامد من الحنابلة: مذهب أحمد صيام يوم الثلاثين من شعبان، إذا حال دون الهلال قتر أو غيم. قال المنُصْفِ: قد قال النبي صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً".
¥