المثال الثالث: قال الجامدُ من المالكية: يجوز أكل كل ذي مخلب من الطير، وقال: هذا مذهب مالك. قال المُنْصِف: قد حرَّم النبي صلى الله عليه و سلم أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مِخْلب من الطير، ونهى عن لحوم الحمر الأهلية عام خيبر، وأذِنَ في لحوم الخيل، وأما قول الله تعالى:
{قُل لا أجِدُ في ما أُوحىَ إلَيَّ مُحَرَّماً على طاعِمٍ يطْعَمُه إلاَّ أنْ يكُونَ ميتةً أوْ دماً مسْفُوحاً أوْ لحْمَ خِنزِيرٍ فَإنَّهُ رِجْسٌ أوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيرِ اللهِ بِه} [الأنعام: 145]، فهذه الآية مكيََّةٌ، وتحريمُ النبي صلى الله عليه و سلم لتلك الأشياء كان بالمدينة.
المثال الرابع: قال الجامد من الحنفية: مذهب أبي حنيفة جواز تحليل المرأة المطلقة ثلاثاً، بأن يتزوجها آخر، ثم يطلقها ولو تواطؤوا على ذلك قبل العقد. قال المُنْصِف: قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: "لعن الله المحلِّلُ والمحلل له".
إذا فهمت ذلك: عَرفْتَ أن المُنْصِفَ أولى بالدليل، وأولى بالأئمة والمذهب من الجامد، فإنه قد عمل بالدليل، ووافق الأئمة الثلاثة، واتبع إمامة في الأخذ بالسنَّة، ولا يخرجه ذلك عن المذهب، فإن الحق ضالَّة المؤمن، وإذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر.
قال ابن جُماعة: (وإذا تعددت الدروس قَدِّم التفسير للقرآن، ثم الحديث، ثم أصول الدين، ثم أصول الفقه، ثم المذهب والخلاف، والنحو، والجدل).
وإذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح له باب العلم، وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله به شرّاً فتح له باب الجدل، وأغلق عنه باب العلم، وفي الحديث: "من جاءه الموت، وهو يطلب العلم، ليحيى به الإسلام، فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة".
وفي الدعاء المأثور: "اللَّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي من كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر".
وفي الحديث الآخر: "اللَّهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علماً ينفعني، وزدني علماً، الحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار".
وقال صلى الله عليه و سلم: "من لازم الاستغفار، جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
وقال صلى الله عليه و سلم: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله".
وقال تعالى: {يا أيُّها الذين ءامَنوا اذكُرُواْ اللهَ ِذكْراً كَثِيراً* وسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً} [الأحزاب: 42،41].
وقال تعالى: {إنَّ اللهَ وملَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ علَى النَّبِيِّ يا أيُّها الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 01:19 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ورحم الله الشيخ فيصل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 10 - 06, 01:32 ص]ـ
و اياكم و نفع بكم
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 01:52 م]ـ
الوصية على ملف وورد عى هذا الرابط:
وصية نافعة لعموم أهل العلم والتبيان للشيخ فيصل آل مبارك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=506030#post506030)
ـ[أبو معطي]ــــــــ[06 - 12 - 06, 05:21 ص]ـ
يالها من وصيّة رائعة من علامة رباني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ورفع قدره
شيخنا محمد المبارك بارك الله فيك على هذه الدرر النافعة
ـ[أبو عبدالإله]ــــــــ[26 - 08 - 07, 07:54 ص]ـ
رحم الله الشيخ فيصل وجمعنا به في الفردوس
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 12:11 ص]ـ
وصية تستحق التحميل ... جزاكم الله خير