[احتراق الكتب]
ـ[ابو محمد الخالدي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 02:01 م]ـ
يعتبر احتراق الكتب او ضياعها من اعظم المصائب على الادباء والعلماء واذكر ان شيخنا حمد الجاسر قال معلقا على احتراق كتبة في لبنان 00انه لا تزال حرقة في قلبه عليها الا ان يموت00رحمه الله 00وقبله كثير من العلماء الذين اصيبوا بهذا المصاب فمنهم على سبيل المثال:
عبدالله بن لهيعة (ت: 174هـ) محدث مصر وقاضيها: كان إماماَ في الحديث وروايته , فاحترقت كتبه عام 169هـ , فكثر الوهم والتدليس في حديثه , ورواية من حدث عنه قبل احتراق كتبه أوثق ممن حدث بعد احتراقها
والحافظ الإمام ابن الملقن كان عنده من الكتب ما لا يدخل تحت الحصر , ثم إنها احترقت مع أكثر مسوداته في أواخر عمره , ففقد أكثرها , وتغير حاله بعدها!
فحجبه ولدها إلى أن مات , قال ابن حجر - في معجمه: إنه قبل احتراق كتبه كان مستقيم الذهن , ولما احترقت كتبه أنشده شيخنا من نظمه مخاطباً له:
لا يزعجنك يا سراج الدين إن لعبت بكتبك ألسن النيران
لله قد قربتها فتقبلت والنار مسرعة إلى القربان
وبهذا يتضح مدى التعلق الكبير , والحب العميق , الذي ضرب بجذوره في سويداء قلوبهم للكتب , فالواحد منهم قد يفقد صوابه لفقد كتبه , وفقد الكتاب كفقد الصواب فيا لمصيبة من قد فقد كتبه ...
وهناك صور اخرى لاحتراق او حرق الكتب المتعمد على يد اصحابها
وكثير من العلماء احرقوا كتبهم باختيارهم لاجتهادات رأوها لا نفسهم من الورع مثل الحسن البصري وعروة بن الزبير وسفيان الثوري الذي قال (والله ما احرقتك حتى كدت احترق بك)
اما ابوحيان التوحيدي فقد برر حرق كتبه بقوله:
ثم اعلم علمك الله الخير أن هذه الكتب حوت من أصناف العلم سره وعلانيته، فأما ما كان سراً فلم أجد له من يتحلى بحقيقته راغباً، وأما ما كان علانية فلم أصب من يحرص عليه طالباً، على أني جمعت أكثرها للناس ولطلب المثالة منهم ولعقد الرياسة بينهم ولمد الجاه عندهم فحرمت ذلك كله، - ولا شك في حسن ما اختاره الله لي وناطه بناصيتي، وربطه بأمري -، وكرهت مع هذا وغيره أن تكون حجة علي لا لي،
وللحديث بقية 000
ـ[ابو محمد الخالدي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 02:23 م]ـ
اما احراق الكتب المتعمد00وهذا قد حصل في التاريخ القديم والحديث 00وله اسبابه منها الديني سواء لاختلاف الدين او المذهب ومنها الفكري والعلمي ومنها بل من اهمها الاسباب السياسية 00ويدخل في هذا الباب احراق المكتبات بشكل متعمد وهذا يحدث غالبا لاسباب سياسية وصراعات فكرية 00وبالمثال يتضح المقال00
فهذا الامام ابن حزم العالم الموسوعي الكبير الشهير: الفقيه القاضي المجتهد والشاعر الأديب، الذي عده كثير من المستشرقين المؤسس الحقيقي لعلم مقارنة الأديان، ابن حزم كان سياسياً حاد اللسان في التعرض لفقهاء عصره الذين استطاعوا أن يؤلبوا عليه المعتضد بن عباد أمير إشبيلية،
فاصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة وألا يفتي بمذهب مالك أو غيره، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة، ولما فعلوا ذلك بكتبه تألم كثيراً فقال:
دعوني من إحراق رق وكاغد 0000وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
فإن تحرقوا القرطاس لم تحرقوا الذي000 تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي0000 وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
وقد صدق فقد اعاد كثيرا من كتبه وكتبها من حفظه ومخزون قلبه وعقله
ولا نزال في الاندلس ولكن مع عالم اخر وهو ابن رشد الفيلسوف تحرق كتبه بناء على اوامر المنصور بن أبي عامر وتحت تأثير فتوى العلماء اخرجت كتب الفلسفة من مكتبة الحكم المستنصر في قرطبة وأحرقوها كلها في محرقة شهدها معظم الناس،
وما حال المشرق احسن حال من المغرب في ذلك
ففي حادثة اخرى وقعت في بغداد يرويها القفطي في كتابه أخبار العلماء بأخبار الحكماء، أن ابن المارستانية وشى بالعالم عبد السلام بن جنكي دوست للخليفة، أنه يعلم الناس الضلال بعلوم ما أنزل الله بها من سلطان، فأقيم محفل عام في بغداد لحرق كتبه، يحمل ابن المارستانية كتاباً في علوم الهيئة لابن الهيثم، ويشير إلى الدائرة التي مثل بها الفلك وهو يقول: "وهذه الداهية الدهياء والنازلة الصماء والمصيبة العمياء"، ثم يخرقها ويلقيها إلى النار، وهكذا فعل بكل الكتب العلمية التي وجدت في مكتبة ابن جنكي،00
وما حال آوربا با فضل من غيرها سواء في القرون الوسطى حيث تحكمت الكنيسة في الناس وكانت تحرق الكتب بل ومؤلفيها اذا خرجوا عن منهجها 00واستمر هذا الحال في العصر الحديث في صور بشعة على يد النازية الألمانية 00كما سنرى في الوقفة القادمة بأذن الله
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 02 - 08, 03:31 م]ـ
في جامع بيان العلم وفضله:عن هشام بن عروة عن أبيه أنه احترقت كتبه يوم الحرة وكان
يقول وددت لو أن عندي كتبي بأهلي ومالي.
وفي طبقات ابن سعد: عن هشام بن عروة قال أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له, فكان يقول بعد ذلك: لان تكون عندي احب الي من أن يكون لي مثل اهلي ومالي!
وينظر كتاب:
علماء احترقت كتبهم أو دفنت أو غرقت أو محيت لطائف وأخبار
تأليف أحمد عبدالله الباتلي
¥