تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في النهاية". ويقول فرانكليون روزفيلت: "إننا جميعاً نعرف أن الكتب تحترق، بيد أننا نعرف أكثر أن الكتب لا يمكن أن تقتل حرقاً، إن الناس يموتون، لكن الكتب لا تموت أبداً، فليس في وسع أي شخص أو أية قوة أن تلغي الذكرى .. ونحن نعرف في الحرب أن الكتب هي أسلحة

اما حرق الكتب بشكل واسع فقد حصل في فترات مختلفة منها ما فعله الغزات على مر العصور ومحاكم التفتيش 000

و في عام 1933، ومع وصول أدولف هتلر إلى الحكم، انطلقت حملة منظمة لحرق الكتب في عدد من المدن الألمانية. لم تكن هذه الحملة من تخطيط وزارة الدولة للشئون الدعائية، لكنها كانت من تخطيط وتنفيذ المنظمات الطلابية الألمانية الموجهة من الحزب النازي. بدأت هذه المنظمات الطلابية في شهر أبريل/ نيسان حملةً "ضد الروح غير الألمانية" استمرت على مدار أربعة أسابيع، وتوجتها بمحارق الكتب على مرأى من الجماهير يوم 10 مايو/آيار في ميادين وجامعات إحدى وعشرين مدينة ألمانية على رأسها برلين.

كانت فكرة الحملة الشعواء التي دعا إليها النظام النازي هي محاربة كل ما هو مخالف للفكر النازي كالفكر الليبرالي أو الماركسي. وحضر الوزير جوبلز محرقة برلين، حيث أعلن في نهايتها عن أن ألمانيا "تطهر نفسها من الخارج والداخل أيضاً من كل ما هو ليس ألماني".

وأحرقت آلاف الأعمال لكتاب كثيرين من أمثال زيجموند فرويد، وكورت توخولسكي وتوماس مان وهاينريش مان وهاينريش هاينه وكارل ماركس. كثير من الكتب والأعمال الأدبية فقدت تماماً خلال هذه الحوادث المستمرة، ومازال الكثير من المنظمات والجمعيات الثقافية يسعى إلى إيجاد هذه الأعمال في محاولة لإنقاذ درر فكرية أنتجها كتاب لهم ثقلهم. وظلت ذكرى محرقة الكتب حاضرة في أعمال بعض الكتاب مثل إريش كيستنر، الذي حضرها بنفسه ورأى كتبه وهي تحرق فيها، ثم كتب فيما بعد أعمالا سجلت هذه اللحظة.

وفي موقف عجيب

نرى الكاتب أوسكار ماريا جراف، يطالب بحرق كتبه، فقد غضب الكاتب المؤمن بعمله لأن كتبه لم تمنع من قبل النظام النازي، بل على العكس، فقد كان النازيون ينصحون بقراءتها. وكتب مرة يقول: "أنا لا أستحق هذا العار! بعد كل ما عشته وما كتبته، فأنا أستحق أن تطهر كتبي في النيران الطاهرة على أن تقع في الأيدي الملوثة بالدماء لعصابة القتلة الفاسدة العقل". كما كتب مرة أخرى قائلا: "احرقوني!! أنا لا أستحق أن أصبح مثل بقية الناس!! ألم أقل الحق دائماً؟؟ ". في عام 1934 تحققت أمنيته أخيراً ومنعت كتبه من النشر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير