ومنها: المُشَاوَرَةُ في مُصاهَرَةِ إنْسانٍ أو مُشاركتِهِ، أَوْ إيداعِهِ، أَوْ مُعامَلَتِهِ، أَوْ غيرِ ذَلِكَ، أَوْ مُجَاوَرَتِهِ، ويجبُ عَلَى المُشَاوَرِ أنْ لا يُخْفِيَ حَالَهُ، بَلْ يَذْكُرُ المَسَاوِئَ الَّتي فِيهِ بِنِيَّةِ النَّصيحَةِ.
ومنها: إِذَا رأى مُتَفَقِّهاً يَتَرَدَّدُ إِلَى مُبْتَدِعٍ، أَوْ فَاسِقٍ يَأَخُذُ عَنْهُ العِلْمَ، وخَافَ أنْ يَتَضَرَّرَ المُتَفَقِّهُ بِذَلِكَ، فَعَلَيْهِ نَصِيحَتُهُ بِبَيانِ حَالِهِ، بِشَرْطِ أنْ يَقْصِدَ النَّصِيحَةَ، وَهَذا مِمَّا يُغلَطُ فِيهِ. وَقَدْ يَحمِلُ المُتَكَلِّمَ بِذلِكَ الحَسَدُ، وَيُلَبِّسُ الشَّيطانُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، ويُخَيْلُ إِلَيْهِ أنَّهُ نَصِيحَةٌ فَليُتَفَطَّنْ لِذلِكَ.
وَمِنها: أنْ يكونَ لَهُ وِلايَةٌ لا يقومُ بِهَا عَلَى وَجْهِها: إمَّا بِأنْ لا يكونَ صَالِحاً لَهَا، وإما بِأنْ يكونَ فَاسِقاً، أَوْ مُغَفَّلاً، وَنَحوَ ذَلِكَ فَيَجِبُ ذِكْرُ ذَلِكَ لِمَنْ لَهُ عَلَيْهِ ولايةٌ عامَّةٌ لِيُزيلَهُ، وَيُوَلِّيَ مَنْ يُصْلحُ، أَوْ يَعْلَمَ ذَلِكَ مِنْهُ لِيُعَامِلَهُ بِمُقْتَضَى حالِهِ، وَلاَ يَغْتَرَّ بِهِ، وأنْ يَسْعَى في أنْ يَحُثَّهُ عَلَى الاسْتِقَامَةِ أَوْ يَسْتَبْدِلَ بِهِ.
الخامِسُ: أنْ يَكُونَ مُجَاهِراً بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ كالمُجَاهِرِ بِشُرْبِ الخَمْرِ، ومُصَادَرَةِ النَّاسِ، وأَخْذِ المَكْسِ، وجِبَايَةِ الأمْوَالِ ظُلْماً، وَتَوَلِّي الأمُورِ الباطِلَةِ، فَيَجُوزُ ذِكْرُهُ بِمَا يُجَاهِرُ بِهِ، وَيَحْرُمُ ذِكْرُهُ بِغَيْرِهِ مِنَ العُيُوبِ، إِلاَّ أنْ يكونَ لِجَوازِهِ سَبَبٌ آخَرُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ.
السَّادِسُ: التعرِيفُ، فإذا كَانَ الإنْسانُ مَعْرُوفاً بِلَقَبٍ، كالأعْمَشِ، والأعرَجِ، والأَصَمِّ، والأعْمى، والأحْوَلِ، وغَيْرِهِمْ جاز تَعْرِيفُهُمْ بذلِكَ، وَيَحْرُمُ إطْلاقُهُ عَلَى جِهَةِ التَّنْقِيصِ، ولو أمكَنَ تَعْريفُهُ بِغَيرِ ذَلِكَ كَانَ أوْلَى، فهذه ستَّةُ أسبابٍ ذَكَرَهَا العُلَمَاءُ وأكثَرُها مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، وَدَلائِلُهَا مِنَ الأحادِيثِ الصَّحيحَةِ مشهورَةٌ.اهـ ثم ذكرها
وله مثله في كتاب الأذكار وغيره وتابعه عليه العلماء كالشوكاني في رسالة مفردة وجمعها بعضهم في بيتين، فقال:
الذَّمُّ لَيْس بغيْبَة في سِتَّةِ ... متظلِم ومُعَرّفٍ ومحُذّرِ
وَلمظهر فسْقًا ومُستفت وَمَن ... طَلب الإعانة في أزالته مُنكر
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 07:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الإخوة الكرام الذين فضحوا أمر هذا القرصان الذي لا يستحق ـ فعلا ـ أن
يدكر اسمه، وكان يمكن أن أكتفي بما كتب عنه في هذا الملتقى الذي نعتز بالانتماء إليه لولا أن الأمر يتعلق بسرقتي شخصيا ...
لقد عمد هدا اللص إلى كتاب:" نفس الصباح في غريب القرآن و ناسخه و منسوخه "لأبي جعفر ابن عبد الحق الخزرجي {ت582هـ} الذي كان لي شرف تحقيقه منذ أكثر من عشرين عاما و طبعته وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية سنة:1414هـ = 1994م، فادعى تحقيقه و طبعه بدار الكتب العلمية ببيروت (1429هـ = 2008م) تحت عنوان:"تفسير الخزرجي المسمى نفس الصباح في غريب القرآن ناسخه و متسوخه "
و دون حياء أو خجل قال: و أصل الكتاب نسخة خزانة ابن يوسف بمراكش المحفوظة تحت رقم (225) و بها آثار رطوبة و خرم و بتر و كشط وغير ذلك، وقد وضعت بعض الزيادات لإيضاح المعنى و إتمام السياق ـ يقول هذا و هو لم يقف على المخطوطة ـ لكن لا يسعنا في مثل هذا إلا أن نقول له و لأمثاله:إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
و لم يخف ـ في الوقت ذاته ـ وجود عمل سابق حيث قال في سطر كله أخطاء و هو ـ بعد تصحيح أخطائه ـ: و النسخة المطبوعة بالمغرب بها جهد طيب نافع يستفيد منه كل طالب علم.
و الواقع أن ها ذالشخص لم يتورع في الإغارة على الكتاب بشكل سافر و سافل بالحجم الذي سأتحدث عنه بتفصيل في مناسبات قادمة بحول الله
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 09:24 م]ـ
الشيخ أحمد فريد المزيدي من الوهابية إلى الصوفية
¥