تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من قام بالواجب، نقح وصحح وبين وكشف الكذب وهكذا. قال ابن الجوزي رحمه الله: كل حديث ناقض الأصول، وخالف المنقول، وباين المعقول؛ فهو مردود. وكانوا يقولون: لكلام النبوة نور يدركه كل إمامٍ محدث.

أعلى الصفحة

أصناف الوضاعين

ثم إن الواضعين أصناف: فمنهم الزنادقة الذين وضعوا الأحاديث لإضلال الناس كما روى بعضهم: (إن الله لما أراد أن يخلق نفسه أجرى الخيل فعرقت فخلق نفسه) فهذا الوضاع زنديق يريد بهذا الحديث الذي اختلقه العيب والذم لذات الله عز وجل، فضرب عنقه محمد بن سليمان بن علي و بيان بن سمعان الآخر قتله خالد القسري. وجاء عن حماد بن زيد أنه قال: وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديثٍ، ومنهم من وضعه انتصاراً لمذهبه كالرافضة وغيرهم، ومنهم من وضعه إرضاء للأمراء كما فعل غياث بن إبراهيم روى للمهدي حديث: (لا سبق إلا في نصل، أو خفٍ، أو حافر). هذا الحديث، ثم زاد فيه: (أو جناح) لما رأى المهدي يحب اللعب بالحمام دخل عليه وأعطاه الحديث وقال له: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا سبْق إلا في نصل -التي هي السهام- أو خفٍ -وهو سباق الجمال- أو حافر -الخيل) وهذه التي يجوز فيها المسابقات وبالجوائز، ولما كان المهدي يلعب بالحمام ويحب اللعب بالحمام قال: (أو جناح) حتى يبيح له المسابقة في الحمام.

أعلى الصفحة

ذكر معنى الإبهام في الحديث وبيان معنى الاعتبار

وذي نبذٌ من مبهم الحب فاعتبر وغامضه إن رمت شرحاً أطول

س: ماذا ذكر في هذا؟ ج: ذكر المبهم، والغامض، والاعتبار. والمبهم هو الراوي الذي لا يسمى كقول الراوي: أخبرني رجل، حدثني شيخ، حدثني فلان، دون أن يذكر اسمه؛ فهذا لا يُقبل حتى يُسمى لأن من شروط القبول العدالة، وإذا لم نعرف من هو الشخص، فكيف نعرف هل هو عدل أم لا؟ ولو أبهمه بلفظ التعديل: كأن قال: أخبرني الثقة لم يُقبل، لأنه قد يكون ثقة عنده ليس بثقة عند غيره، إلا إذا عرفنا أنه لا يقول أخبرني الثقة إلا وهو يريد به شخصاً معيناً، مثلاً: الشافعي لا يقول: أخبرني الثقة إلا إذا كان الثقة هذا هو أحمد، ويعرف هذا بالتجربة وبالخبرة وبكلام الأئمة فإذا نصوا على ذلك كانت هذه حالة خاصة. وكذلك لو أبهم الصحابي في أي سند؛ مثلاً التابعي الثقة قال: حدثني رجل من الصحابة، فلا يضُر ولا يهُم؛ لأن الصحابة كلهم عدول. أما الاعتبار فهو أن يُنظر هل الراوي تُوبع على روايته أم لا فإذا روى حماد بن سلمة -مثلاً- حديثاً لم يتابع عليه عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة فنظرنا هل رواه ثقة آخر عن أيوب عن ابن سيرين غير حماد بن سلمة، فهذه العملية (عملية النظر هل روى عن شيخ الراوي راوٍ آخر) هي عملية الاعتبار، ثم إذا لم نجد ننتقل للشيخ الذي بعده، هل وجد أحد روى الحديث عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا لم نجد عن ابن سيرين ننظر هل هناك أحد آخر روى الحديث عن أبي هريرة غير هؤلاء، فهذه عملية الاعتبار. أما الغامض: فهو الألفاظ المشكلة التي يخفى معناها فتحتاج إلى شرح لبيان الغريب والمشكل، ومن أحسن ما صُنف في هذا الباب كتاب: النهاية لابن الأثير رحمه الله .......

تعريف العزيز والمشهور

عزيز بكم صبٌ ذليل لعزكم ومشهور أوصاف المحب التذلل

س: ماذا انطوى عليه هذا البيت؟ ج: العزيز، المشهور. أما بالنسبة للعزيز: فهو ألا يرويه أقل من اثنين عن اثنين عن اثنين إلى منتهاه، وسمي عزيزاً إما لأنه عز برواية هذا وهذا فقوي، أو لأنه نادر أن يكون بهذه الطريقة أي: لا يرويه أقل من اثنين عن اثنين إلى منتهاه، في كل طبقة من طبقات السند يوجد اثنان فأكثر. أما المشهور: فهو ما رواه أكثر من اثنين، وسمي بذلك لوضوحه. وبعضهم يقول: إنه المستفيض من فاض الماء، وسمي بذلك لانتشاره. وبعضهم يقول: إن المشهور ما زادت رواته عن ثلاثة. ولا يشترط في الحديث الصحيح أن يكون مشهوراً ولا عزيزاً، فقد يكون الحديث الصحيح غريباً فرداً، خلافاً لمن يشترط أن يكون في كل طبقة من طبقات السند اثنان فأكثر، فتسقط أحاديث كثيرة جداً، ونحن عندنا حديث: (إنما الأعمال بالنيات). رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صحابي واحد فقط وهو عمر بن الخطاب، ما عرفنا الحديث إلا من طريق عمر، ورواه عن عمر بن الخطاب تابعي واحد فقط؛ وهو علقمة بن وقاص

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير