تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما صحة نسبته إلى مصنفه أبي نعيم فيمكن إثبات ذلك بعدة أدلة:

الأول: استفاضة نسبة كتاب حلية الأولياء إلى أبي نعيم.

فكل من ترجم لأبي نعيم يصدر ذكر هذا الكتاب من بين مؤلفاته العديدة، حتى أصبح الكتاب يضاف إليه كالنسب، فيقال أبو نعيم صاحب الحلية،

ومن ذلك قول الذهبي في المعين في طبقات المحدثين (1/ 126 ت 1394):

" الحافظ الشهير أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني صاحب الحلية "،

وقال حسن صديق خان (أبجد العلوم ص 120) في ترجمة أبي المعالي الجويني:

" وله إجازة من الحافظ أبي نعيم الاصفهاني صاحب حلية الأولياء ".

وكذلك ماجاء في كتب الفهارس، والأثبات، ومعاجم المصنفين مثل:

المعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني (ص 92)،

وكشف الظنون لحاجي خليفة (1/ 689)،

والرسالة المستطرفة للكتاني (ص 140)،

ومعجم المؤلفين لعمر كحالة (1/ 176 ت 1318)

تؤكد صحة نسبة كتاب حلية الأولياء إلى أبي نعيم الأصبهاني.

الثاني: ما هو مسطر على مخطوطات الكتاب.

حيث جاء فيها تسمية الكتاب وإضافته إلى أبي نعيم رحمه الله.

الثالث: الأسانيد التي تروى بها متون الكتاب.

بالنظر في أسانيد المتون الواردة في الكتاب من جهة المصنف نجد أنهم شيوخ أبي نعيم الأصبهاني، وبعضهم ممن اختص به أبو نعيم رحمه الله.

الرابع: الأسانيد المثبته في أوائل النسخ الخطية.

جاء فيما وقفت عليه من نسخ الكتاب الخطية ذكر سلسة رواة الكتاب إلى أبي نعيم الأصبهاني كما يلي:

الجزء ……… .. من كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء

تصنيف (تأليف) الشيخ الإمام الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني رحمه الله ورضي عنه.

رواية الشيخ الإمام أبي الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني عنه رحمه الله.

رواية الشيخ الصالح الثقة أبي بكر يحيى بن عبد الباقي بن محمد الغزال عن رضي الله عنه

(قال ابن نقطة: " يحيى بن عبد الباقي بن محمد أبو بكر الغزال سمع مسند أبي داود الطيالسي وحلية الأولياء من حمد بن أحمد الحداد، سماعه صحيح توفي في تاسع عشر شوال من سنة إحدى وخمسين وخمسمائة "

التقييد 1/ 485 ت 658.

سماع منه لصاحبه أبي بكر محمد بن علي بن هبة الله بن علي الواسطي نفعه الله بالعلم آمين.

وترجع جميع السماعات الواردة في أواخر الأجزاء المخطوطة إلى أبي بكر الواسطي.

كما يروى الكتاب بالأسانيد إلى أبي علي الحسن بن أحمد الحداد عن أبي نعيم الأصبهاني

(ذكره بأسانيده ابن حجر في المعجم المفهرس ص 92 - 93).

ثانياً: موضوع الكتاب:

يستمد موضوع الكتاب من عنوانه ومن مادته العلمية، فاسمه ينبئ عن موضوعه، وهو بيان طبقات الأصفياء، وهم عند أبي نعيم شيوخ الصوفية سواءً كانت تلك النسبة على الحقيقة أو ممن اشتهر بالزهد والورع قال في مقدمة كتابه:" فقد استعنت بالله عز وجل وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق "

(حلية الأولياء1/ 3 - 4)

وضع للكتاب مقدمة اشتملت على بيان سبب تأليف الكتاب، والكلام عن منزلة الأولياء وصفاتهم ونعوتهم، وبيان معنى التصوف وحدوده وأصل اشتقاقه، وأنواع كلام المتصوفة.

المبحث الثاني: قيمة الكتاب العلمية، وعناية العلماء به.

يعد كتاب حلية الأولياء موسوعة علمية ضخمة؛ وذلك بما حواه من مادة علمية غزيرة متعددة الجوانب موزعة على أكثر من أربعة الآف صفحة في النسخة المطبوعة من الكتاب.

ومن أبرز جوانب قيمته العلمية:

1 - أن كل مافيه من أحاديث قدسية أو مرفوعة أو موقوفة، أو مقطوعة يرويها مصنف الكتاب بأسانيده إلى أصاحب تلك الأقوال أو الأفعال، فمادته ثروة علمية كبيرة في حفظ الآثار.

2 - اشتمل الكتاب على رواية عدد كبير من الأحاديث من طرق تفرد بها أصحابها من الغرائب والتي قلما توجد مسندة إلا في كتاب حلية الأولياء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير