قال النبي صلى الله عليه و سلم: [لَيْسَ المِسْكِينُ بِهَذا الطَّوَّافِ الَّذِى يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدَّهُ الُّلقْمَةُ وَ الُّلقْمَتاَنِ وَ التَّمْرَةُ وَ التَّمْرَتَانِ قَالُوا: فَمَا المِسْكِينُ يا رسول الله؟ قَالَ الَّذِي لاَ يَجِدُ غَنىِ يُغْنِيهِ وَ لا يُفْطَنُ لَهُ فيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ وَ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا] < o:p>
( ج 3 ص 95) < o:p>
إن أكثر المتسولين اليوم ليسوا من الفقراء المساكين لأنهم اتخذوا التسول مهنة لهم فهم يطوفون المدينة من أقصاها إلى أقصاها في لليل و النهار لا يهداون و لا ينامون و قد يكون عند الكثير منهم من الأموال ما يكفيهم السنين الطوال فمن كان هذا شأنه فلا يجوز له أن يسأل أحدا و لا لاحد عرفه إن يعطيه لانه يعينه على الكسل و الخمول و يساعده على أكل أموال الناس بالباطل و على الحكومة أن تطارده و تؤدبه حتى يرجع عن هذه الصنعة الدنيئة التي تسبب له الذل و لأمته العار كما أنه يجب على الأمة و الحكومة معا أن ينقبوا على على أولئك المساكين المتعففين العاجزين عن الكسب الذين لا يسألون أحدا و لا يفكر بهم أحد و إن يصونوا ماء و جوههم بإعانتهم و سد حاجاتهم و و أن يشيد دورا للعجزة الذين أقعدتهم الشيخوخة عن العمل و انهك قوامهم المرض.< o:p>
فيا أيها الأغنياء و الأقوياء و يا أصحاب العظمة و الوزراء: فكروا و لو قليلا في امثال هؤلاء و ارحموا العاجزين و الضعفاء و ساعدوا المحتاجين و الفقراء و اعلموا أن القوي لا تبق عليه قوته و صاحب المال لا بد أن يفارق ماله و صاحب العظمة و الجاه اليوم قد تتلاشى غدا عظمته و يضمحل جاهه ساعدوهم و إحذروا تقلب الأيام< o:p>
و تحول الزمان و ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.< o:p>
الحديث رقم 84: < o:p>
قال النبي صلى اللع عليه و سلم: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فىِ تَوَادَّهِمْ، وَ تَرَاحُمِهِمْ وَ تَعاَطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجْسَدِ إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوُ تَدَاعَى لَهُ ساَئِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَ الْحمَّى] < o:p>
( ج 8 ص 2) < o:p>
من شأن المؤمنين أن يتوددوا و يتراحموا و أن يعطف بعضهم على بعض و يتألم لألمه كما يتألم الجسد كله إذا إشتكى أحد أعضائه و هذه الصفة من أبرز صفات المؤمنين الأولين فقد عدت لم طريق العز و المجد و جعلتهم سادة الأمم و ملوك الأرض كانوا إذا ظلم واحد منهم لا يقر قرارهم و لا يهدا بالهم و لا يغمض جفنهم حتى يهبوا جميعا لنصرته و كشف كربته لأنهم جسم واحد و لا يمكن أن يرتاح جسم فيه عضو متألم.< o:p>
و لم نصب بما نحن فيه من ضعف و هوان و ذل و صغار الاحينما تفرقت كلمتنا و أصبح كل منا لا يهتم إلا بنفسه لا يبالى بفقر أخيه إذا هو استغنى و لا بذلته إذا هو استعلى و لا بالأمة إذا كان معافي و لا يمكن أن تعود إلينا مكانتنا بين الأمم إلا إذا تمسكنا بمكارم أخلاقنا و شددنا أواصر الإخاء فينا بيننا و إجتمعنا على كتاب ربنا و سنة نبينا عليه الصلاة و السلام و إن لم نفعل و نغير ما في نفوسنا، رجعنا إلى الوراء و انتقلنا من سيء إلى أسوأ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.< o:p>
الحديث رقم 85: < o:p>
قال رجل: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة .. ؟ < o:p>
قال: [أُمكَ ثُمَّ أُمكّ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ ثُمَّ أَدْناَكَ أَدْنَاكَ]. (ج 8 ص 2) < o:p>
إن لأمك من الحقوق عليك ما ليس لغيرها فقد تحملت في سبيلك من الأهوال ما لا تستطيع أن تفي بجزء من شكره مهما بذلت تجاهها من جهود فكم اتعبت نفسها في راحتك و اسهرت جفنها لتنام ملء عيونك؟ و كم اضنت جسمها لصحتك؟ < o:p>
تفعل ذلك بعاطفة عجيبة و و حنو غريب. < o:p>
فهي لذلك أحق الناس بحسن صحبتك و عظيم و فائك ثم يلي أمك في حسن صحبتك له أبوك فقد شارك بحمل قسط وافر من الأعباء و بما أنفق من مال و هيأ من أسباب فأشكر لهما و برهما و احسن لهما، و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ثم يليهما بحسن صحبتك الأقرب فالأقرب من أهلك< o:p>
و جيرانك و أصدقائك < o:p>
الحديث رقم 86: < o:p>
¥