معجم أخطاء الكُتَّاب للزعبلاوي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 04 - 08, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
معجم أخطاء الكُتَّاب للزعبلاوي
http://www.alukah.net/UserFiles/(a).jpg
في حلة قشيبة وطبعة أنيقة مهيبة صدر عن دار الثقافة والتراث بدمشق (معجم أخطاء الكتَّاب) للغوي القدير الأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله تعالى.
والكتاب درَّة نفيسة طالما انتظرها عشاق العربية، فقد أمضى المؤلف فيه عمره يبحث وينقِّب ويصنف ويؤلف إلى أن أدركته المنيَّة دون أن تكتحلَ عيناه برؤيته، فأمسك الراية بعده أستاذان جليلان من أعضاء مجمع اللغة العربية بدمشق هما: الأستاذ الدكتور محمد مكي الحسني والأستاذ مروان البواب، استفرغا الجهد وبذلا الوسع في إعداد المعجم للطباعة وتقديمه لقرَّاء العربية.
وقد اجتمع لهذا المعجم من وجوه الإتقان والجودة ما يرقى به إلى مصافِّ المعجمات المعتمدة في مكتبتنا العربية.
فأول هذه الوجوه مؤلِّفه وهو الأستاذ العلامة صلاح الدين الزعبلاوي الباحث اللغوي القدير الذي عاش نحوًا من مئة عام سلخ معظمها في رحاب العربية، ناسكًا في محرابها، عاشقًا لجمالها، هائمًا في أسرارها، محقِّقًا لأصولها، مدقِّقًا لأحكامها، منقِّرًا لنصوصها، متتبِّعًا لعللها وفوائدها، حتى أوفى على الغاية، وقد شهد له كلُّ من عرفه أو قرأ له من أرباب اللغة وسدنة العربية بالعلم الجمِّ وطول الباع وعلوِّ الكعب والمكنة من هذه اللغة الشريفة.
وحسبك من ذلك أن العلامة الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر ونائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة كتب سنة 1940 عن أول مؤلَّف ظهر للزعبلاوي - وهو كتاب «أخطاؤنا في الصحف والدواوين» الذي يعدُّ نواة هذا المعجم: «أما الطريقة التي اختارها ليسير عليها في بحثه فتتلخَّص في عرضه الموضوع على ما هو عليه، وتبيين موضع الخطأ وتحرِّي وجه الصواب، مع الاستعانة بالنصوص والموازنة بينها وترجيح الأرجح وتقديم الأصح، على قدر ما سمحت به النصوص وأدى إليه اجتهاده، ولم يتأثَّر فيها تناوله من المسائل بآراء من سبقه من الأفراد والجماعات والهيئات، بل أراد أن يشاركهم في التمحيص ... وأضاف من الأدلة والحجج ما لم يتهيأ من قبل من نصوص وقواعد لم يسبق أن عثر عليها حين البحث ... » إلى أن قال: «ونهجه أليق بالعلماء وأجدر بطلاب الحقيقة من رجالها الأمناء. ولا شك أن اللغة العربية تزداد بهذا الكتاب وأمثاله تمحيصًا وتهذيبًا، وتخلَّص مما عسى أن يعلق بها من شوائب لتقرب من الكمال وتدنو من الغاية».
وتتابع العلماء بعد الشيخ محمد الخضر حسين يقرِّظون هذا الكتاب ويثنون على صاحبه وكان منهم الأستاذ أحمد أمين الأديب المعروف ورئيس تحرير مجلة الثقافة، والأستاذ أحمد حسن الزيات رئيس تحرير مجلة الرسالة المشهورة، والدكتور صلاح الدين المنجد أول مدير لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، والأستاذ محمد المبارك عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق، وأستاذنا الدكتور مازن المبارك عضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
ثم شهد له شيخ العراق وبهجتها العلامة محمد بهجة الأثري فكتب يقول في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق: «قرأت في الجزء الأول من المجلد الخامس والخمسين من مجلة مجمع اللغة العربية -كتب الله لها النموَّ والدوام- مبحث التضمين للباحث اللغوي المدقِّق الأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي، وهذا واحد من مباحثَ لغوية بارعة شرعت هذه المجلة الزهراء تنشرها له في المدَّة الأخيرة، وهي شاهدة لصاحبها بفقهه في اللغة العربية، وبفضله وحسن تأتِّيه في إعمال الفكر، والرويَّة فيما تناوله من شؤونها، باحثًا متقصِّيًا وناقدًا متثبِّتًا ... ».
¥