قلت: فهذه 38 رواية روى خلالها ابن حزم 26 كتابا ليس بينها إلا رواية واحدة عن ابن عبد البر روى عنه كتاب قاسم بن أصبغ مع أنه روى هذا الكتاب عن ستة من شيوخه من بينهم ابن عبد البر.
وخلال هذه الروايات الكثير من روايات التابعين حتى لا يقال: إن الكلام في روايات التابعين لا في روايات الأحاديث ...
وأخيرا:
هذه قطعة من رسالتي "الإلزام دراسة نظرية وتطبيقية من خلال ِإلزام ابن حزم للفقهاء"، في معرض تفنيد التعريض بقلة شيوخ ابن حزم:
كيف يَقِلُّ شيوخُ ابن حزم، وهو لا يكادُ يذكر حديثاً عن النبيِّ ? إلا مسنَداً مِن طريق شيوخِه إلى أصحابِ المصنَّفات ()، بل كان / كثيراً ما يُسنِدُ إذا ما حكى أقوالَ الناسِ المُجرَّدة، وكذلك إذا ما نَقَلَ عن أصحاب المصنَّفات، حتَّى أحوجَ جماعَةً مِنْ أهل العلم إلى اختصار كتابه "المحلى" لهذا المعنى، "فيختصرُ أسانيدَه [أي أسانيد ابن حزم] إلى حيث انتهى مُصنِّفه [أي المصنَّف الذي يروي عنه ابن حزم بإسناده] " ()،
ذَكَرَ ذلك تلميذٌ للذهبي في اختصاره على المحلَّى. ()
كما أحوجَ هذا الصنيعُ مِن ابن حزم: ابنَ خليل العبدري لما تمَّمَ المحلَّى أنْ يَعْقِدَ فصلاً كاملا في صدر تكملته للمحلَّى، يسوقُ فيه أسانيدَ ابن حزم الدائرة والمتكرِّرة.
وقد ثارت هذ الشبهة في زمن ابن حزم، فكتبوا إليه أنه " ضعيف الرواية، عار مِن الشيوخ، وإنما هي كتبٌ حسَّنها وأتقنها وضبطها؛ فمنها مروي مما قد رواها على شيخ أو شيخين لا أكثر، ومنها كتبٌ مشهورة ثابتة بيده صحيحة." ()
فأجابهم ابن حزم بأنَّ: "هذا كلامُ مُخَلِّطٍ في غاية التناقض، أما قولهم عنَّا بضعف الرواية، والتعرِّي مِن الشيوخ، فلو كان لهم عقول لأضربوا عن هذا؛ لأنهم ليسوا مِنْ أهل الرواية ... ثم يقولون: عار مِن الشيوخ، وهم ما كان لهم شيخ قط ... ثم لم يلبث هؤلاء ... فشهدوا لنا بأنها كتبٌ أتقنَّاها وضبطناها، منها مروي رويناها عن شيخ أو شيخين، ومنها كتب مشهورة ثابتة بأيدينا، مثل المسانيد المصنفات، لا يمترون فيها، وهذا ضد ما حكموا مِنْ تَعَرِّينا مِن الشيوخ، ومِن ضعف الرواية." ()
وكتب
أبو فراس فؤاد بن يحيى بن هاشم.
ـ[دارالفاروق]ــــــــ[14 - 04 - 08, 04:42 م]ـ
الحمد لله فقد قدمت الدار كتاب التمهيد لابن عبد البر مرتبا على أبواب الموطأ الفقهية فأزالت بهذا العسر فى تناول الكتاب بشكل كبير بحيث جمعت الأحاديث المتعلقة بكل باب وكتاب فقهى جنبا إلى جنب بترتيب الموطأ بعد أن كانت متناثرة على أسماء شيوخ الامام مالك مرتبا بالأحرف الأبجدية تجهد المتناول لأحاديث الباب الفقهى الواحد
بالاضافة لتحقيق الكتاب على عدد من النسخ الخطية استدرك بها الكثير من التصحيف والسقط الكبير فى مواطن عددية من الطبعة المغربية
واما كتاب الاستذكار فهو مختصر للتمهيد فى الأصل كما صرح بهذا ابن حزم حيث قال:
"وكتاب الاستذكار وهو اختصار التمهيد"
وهو مفهوم كلام ابن عبد البر فى مقدمة الاستذكار فقد قال: "فأن جماعة من أهل العلم وطلبه والعناية به ...... سألونا فى مواطن كثيرة ...... أن أصرف لهم التمهيد على أبواب الموطأ ونسقه وأحذف تكرار شواهده وطرقه ...... بشرح جميع ما فى الموطأ من أقاويل الصحابة والتابعين وما لمالك فيه من قول ......... على شرط الايجاز والاختصار .. إذ كل ذلك ممهد مبسوط فى كتاب التمهيد .. "
فالتمهيد هو الأصل و طوال كتاب الاستذكار يعزو ابن عبد البر للتمهيد لكن تميز الاستذكار باهتمام أكثر من الناحية الفقهية بشكل مركز ومختصر أنفع للطالب بالاضافة لشرح الموقوفات والأقوال الفقهية التى ترك أكثرها فى التمهيد إذ لم تكن على شرطه
و الدار تقوم الأن بتحقيق جديد لكتاب الاستذكار سوف تقر به عيون طلاب العلم بإذن الله تعالى نأمل أن يخرج فى وقت قريب بعون الله تعالى
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[15 - 04 - 08, 12:06 ص]ـ
جزى الله خيرا دار الفاروق على هذا التوضيح، فعلاً: التمهيد أشمل والإحالات عليه في الإستذكار كثيرة جداً، وهذا دليل على أن مقولة الشيخ مشهور تحتاج إلى بيان المراد منها.
ندعوا دار الفاروق إلى تحري دقة النصوص الأصل في الكتاب، فهذا أهم شيء في التحقيق، ثم الإقلال من الحواشي حتى لا يكون الكتاب في مجلدات كثيرة تتعب كاهل طلاب العلم، وأن لا يتسرعوا في إخراج الكتاب حتى يراجعوه مرّات ويعرضوه على بعض العلماء المتخصصين، فكتاب الإستذكار جدير بالعناية.
ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 04 - 08, 02:20 ص]ـ
بالاضافة لتحقيق الكتاب على عدد من النسخ الخطية استدرك بها الكثير من التصحيف والسقط الكبير
QuestionQuestionQuestion
ـ[دارالفاروق]ــــــــ[16 - 04 - 08, 07:22 م]ـ
تعليق الأخ الراية يحتاج إلى توضيح حتى نستطيع الرد عليه وعلى أى حال فالمراد بالطبعة المستدرك عليها هى الطبعة المغربية التى ظهر الكتاب بها لأول مرة إن كنت تعنى ذلك
¥