تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1030 - المسهب في غرائب المغرب. لعبد الملك بن سعيد.

كتاب عظيم، بل خزانة كتب عامرة بمختلف فنون الجغرافيا والتاريخ والتراجم والأدب، ألفها جماعة من بني سعيد أحفاد عمار بن ياسر، أصحاب قلعة بني سعيد في الأندلس، أولهم: عبد الملك بن سعيد، جد والد علي بن موسى بن محمد، صاحب القلعة، وكان قد قصدهالحافظ الحجاري، سنة530هـ، وصنف له (المسهب في غرائب المغرب) فجعله عبد الملك أساساً لعمل ضخم، وخلفه في الزيادة عليه أبناؤه وأحفاده، حتى فرغ منه علي بن موسى سنة 645هـ، فأنفقوا في تأليفه (115) سنة، وأودعوا فيه كثيراً من كتب الأدب والتاريخ برمتها، ففي القسم الخاص بمصر، استعاروا كل (النوادر السلطانية) لابن شداد، و (الإشارة إلى من نال الوزارة) لابن الصيرفي، وكل ما يخص مصر من (الكامل) لابن الأثير و (الخريدة) للعماد الأصفهاني، وكتباً وفصولاً من كتب كثيرة، يطول ذكرها، وخصوصاً في قسمي المغرب والأندلس. ومن شرطهم فيه أن لا يترجموا في بلدة إلا لمن ولد فيها. ثم إن ابن سعيد استخرج من كتابه كثيراً من الكتب، كالمقتطف، ورايات المبرزين، وأهداها لملوك عصره أثناء رحلته الطويلة. وأفرد المستشرقون كثيراً من فصوله وطبعوها كتباً مستقلة. بل إن د. شوقي ضيف اتهم المقّري بأنه استل معظم (نفح الطيب) من (المُغرب) وهي كلمة حق، حيث اشترط المقري على من سأله تأليف كتابه، أنه لا يشرع فيه إلا في القاهرة، لعلمه بوجود نسخة من كتاب (المُغرب) فيها، وهي نسخة أخرى غير النسخة التي وصلتنا بقاياها بخط ابن سعيد، والتي أهداها لابن العديم، صاحب (بغيةالطلب) وقد آلت هذه النسخة إلى الصفدي (صاحب الوافي) وصرح فيه أنه تملكها. وعلى هذه النسخة خطوط طائفة من كبار المؤرخين، كالمقريزي، وابن دقماق، وابن الأوحدي، وختم السلطان المؤيد شيخ، الذي وقفها على مكتبة مسجده. ويضم الكتاب 16سفراً، لكل من مصر والأندلس والمغرب، إلا أن الأيادي الأثيمة تناهبته في القرون الأخيرة، فانفرط عقده، وانقطع ذكره، وصار في حكم الكتب المفقودة، حتى عثر على بقاياه في أكوام من أوراق متداخلة في (دار الكتب المصرية)، وطار خبر العثور عليه في الآفاق، فصار محجةالمستشرقين والمحققين والناشرين، إلا أن القسم المتعلق منه بالمغرب لا يزال مفقوداً، وفي (مسالك الأبصار) للعمري نقولات جمة منه. أما المنشور في هذا البرنامج فهو قسم الأندلس. قال التيفاشي حين أهداه ابن سعيد نسخة من الكتاب: أهديت لي الغرب مجموعاً بعالمه بكل ما فيه من بدو ومن حضر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير