[الانتصار محاضرة قيمة في شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وحقوقه]
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 07:05 م]ـ
الانتصار
بدءاً بخير ما يبدأ به، حمد الله تعالى،بدأ به كتابه قال في أم الكتاب
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
الحمد لله الذي كان الله ولم يكن معه شيء،.فخلق الخلق ولم يكتسب من خلقه لهم صفة الخلق هو الخلاق العليم قبل أن يخلقهم
يكلؤهم بالليل والنهار يرزقهم بوافر نعمه على غنى عنهم
رحماتٌه تكتنف خلقه من قبله عز وجل من السماء، تترى لاهي تعد ولاهي تحصى.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه
ثم كان منه لهم تكليف بتشريف، تكليف بالتذلل له سبحانه بإخلاص العبادة له لا شريك له مع براءة مطلقة غير مشوبة مما عداه من معبود أو متبوع على غير هداه
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)،
وأما التشريف لهم فليس بعد شرف العبودية لله وتوحيده سبحانه شرف
ليس كمن دعا من دونه ربا هو مربوب واتخذ إلها هو مألوه
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وليس من نعمة تسدى هي أجدى وأجزى وأحرى من نعمة الهداية إلى سبيل الرشاد والدلالة على زاد المعاد،
وهل يستغنى سائر ليل ببيداء وليس في الأفق ومض سنا عن جذوة من نار أو قبس من نور.
أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وشرع الدين وأقام البرهان والدليل.
(الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)
قال جعفر ابن محمد: ((علم الله عجز خلقه عن طاعته، فعرفهم ذلك، لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته، فأقام بينهم وبينه مخلوقاً من جنسهم في الصورة، وألبسه من نعمته الرأفة والرحمة، وأخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً، وجعل طاعته طاعته، وموافقته))
اصطفاهم لتبليغ رسالته والنصح لعباده واصطفى منهم
قال تعالى: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين [سورة آل عمران - 3: الآية 81].
قال أبو الحسن القابسي: استخص الله تعالى [16] محمداً صلى الله عليه وسلم بفضل لم يؤته غيره، وهو ما ذكره في هذه الآية، قال المفسرون: أخذ الله الميثاق بالوحي، فلم يبعث نبياً إلا ذكر له محمداً ونعته، وأخذ عليه ميثاقه إن أدركه ليؤمنن به.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لم يبعث الله نبينا من آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه وسلم: لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، ويأخذ العهد بذلك على قومه.
شريف نسب
شريف كريم منشأ لا محاجة ولا ملاحة، نخبة بني هاشم، وسلالة قريش وصميمها، ومن أهل مكة أكرم بلاد الله على الله وعلى عباده.
عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.
هذا لفظ الترمذي وقال: وهذا حديث صحيح.
وهو مخرج عند مسلم واحمد
رفع ذكره صلى الله عليه وسلم
رفع ذكره واعلى مرتبته قرن ذكره صلى الله عليه وسلم بذكره تعالى دينا لازما فلا يتلبس أحد بربقة الإيمان ويتسمى باسم الإسلام إلا من شهد أن محمدا رسول الله وصدع بها جنبا إلى جنب مع شهادته بوحدانية الله تعالى وانه لا إله إلا الله
قال عز من قائل (ورفعنا لك ذكرك) قال يحيى بن آدم: بالنبوة. وقيل: إذا ذكرت ذكرت معي وهو قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله
قال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
و روى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل عليه السلام، فقال: إن ربي وربك يقول: تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: إذا ذكرت ذكرت معي.
ثم هو قرن طاعته بطاعته واسمه باسمه، فقال تعالى: أطيعوا الله والرسول. وقال: وآمنوا بالله ورسوله
وجعل الصلاة عليه والثناء عليه عبادة رفيعة رافعة " "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشرا "
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ثناء الله عليه
أثنى عليه الله جل جلاله أيما ثناء فهل يطيق نقض ذلك دعي أو يضر معه قدح شقي
¥